اختطاف البنات بالمنيا بصعيد مصر


جراسا -

 حالة من الرعب والقلق تسود قريتي «عطف حيدر» و«المسيد» التابعتين لمركز العدوة شمال المنيا بسبب تعدد حالات اختطاف أطفال القرية في الأيام الأخيرة، ويحقق مركز شرطة العدوة في البلاغات التي تقدم بها أولياء أمور الأطفال المختطفين للكشف عن هوية الجناة.

 يسوده الحزن والرعب والخوف الاهالي من تكرار عمليات الاختطاف، فيما وضع الأهالي منشورات علي أعمدة الإنارة عليها صور الأطفال وسط تعدد الروايات حول دوافع الاختطاف، فالبعض يتهم عصابات تتاجر في الأعضاء وآخرون يتحدثون عن لصوص يقومون بابتزاز المواطنين بخطف الأطفال مقابل فدية وآخرون لا يستبعدون قيام جهات بخطف الأطفال لبث الرعب وسط أهالي القري.

الحالة الأولي رانيا رجب عبود «٧ سنوات» من قرية عطف حيدر، طالبة في مدرسة العطف الابتدائية تغيبت يوم ١٥ أغسطس الماضي ولم يظهر لها أثر حتي الآن، الأب فلاح والأم ربة منزل، كانت في حالة يرثي لها باكية لا تستطيع النطق ولا الكلام.

وحكي والد الطفلة  قائلاً إن أمها لم تبرح المنزل منذ تغيبت ابنتها، ولم تكف عن البكاء ولم تهنأ لا بنوم ولا طعام ولا شراب، ويضيف «خرجت ابنتي مع أختها الصغري لشراء الخبز من المخبز وبعد ساعة تقريباً عادت إلينا الصغري ولم ترجع رانيا وعندما سألناها عن أختها قالت إن رانيا اختفت فجأة فظنت أنها رجعت إلي البيت.

ويضيف الأب: انتظرنا حتي آخر النهار، وعندما فقدنا الأمل بحثنا عنها في كل مكان دون جدوي، فقدمت بلاغاً في مركز الشرطة أخبرونا بأنهم سيبدأون البحث والتحري بعد أن أخذوا صورة شخصية وأنا أتابع معهم يومياً ويخبرونني بكلام لا طائل من ورائه وإلي اليوم لم تعد ولا أعلم لماذا وأين اختفت وماذا حدث لها؟

وأوضح والد الطفلة أنه ليس بينه وأحد أي خصومة أو خلافات، وقال لا أستطيع أن اتهم أحداً بخطف ابنتي، والأسرة بعد أن فقدت الأمل في مساعدة الجهات الأمنية بدأت تبحث بنفسها في كل مكان ونشرت صورتها وبياناتها علي أعمدة الإنارة بالقرية والقري المجاورة، وذهبنا إلي بعض ممن لهم صلة بالعرافين ليساعدونا، وفعلنا كل ما يخطر بالبال وإلي الآن ومنذ شهر تقريباً لم نستدل علي شيء ولم نهنأ بعيش، ولا نعلم إلي من نلجأ وكلنا أمل في الله أن نجدها وتنتهي مأساتنا ونفيق من هذا الكابوس المزعج، وكل أهالي القرية في حالة خوف وترقب وحزن وصدمة من صمت المسؤولين ولا أحد يأمن علي نفسه أو أطفاله من هذه المأساة.

الحالة الثانية تخص الطفلة غادة رجب السيد موسي «٩ سنوات» من قرية «المسيد» في أقصي الغرب من العدوة تغيبت يوم ٣١ أغسطس الماضي، قال والدها رجب السيد «فلاح» إن ابنته خرجت لشراء «برشام» من الصيدلية، وعندما تأخرت بشكل غير طبيعي، وبعد طول انتظار بدأوا البحث عنها في كل مكان بالقرية وبيوتها ثم القري المجاورة بمكبرات الصوت، ويضيف في نفس اليوم: «اتجهت إلي مركز الشرطة وحررت محضراً، ولكن دون جدوي.

وأضاف بمرارة: «أهملوني وقد طلبت منهم في مركز الشرطة أن أرجع إليهم ثانية للسؤال عن ابنتي المختفية» فقالوا لي بالحرف الواحد: «إحنا هنبعتلك أو تعالي بعد أسبوع».

وتضيف والد الطفلة أنه لا يعرف حتي الآن دوافع الاختفاء والكل في ذهول لأنه لا يوجد بيننا وأحد خصومات ولا مشاكل ونعيش الآن في حزن ورعب وكذلك كل أهالي القرية الذين منعوا الأطفال من الخروج خوفاً عليهم، وأعيانا التعب وقمنا بتعليق صورتها وكتابة بياناتها علي ملصقات ورقية وتوزيعها في كل القري المجاورة علي أمل العثور أو الاستدلال عليها من أحد ولكن دون فائدة حتي الآن.

الحالة الثالثة، التي ربما تكشف خيوطاً أمام رجال الأمن لفك لغز اختفاء الأطفال تخص الطفلة مروة عبدالعظيم مصطفي عبدالحفيظ «٥ سنوات» من قرية «عطف حيدر» والتي أنقذتها العناية الإلهية من مصير مجهول بعد اختطافها بدقائق ظهر يوم ٦ سبتمبر الجاري.

يقول والد الطفلة إنه في ذلك اليوم المشؤوم خرجت الطفلة للعب ولم تعد ثم فوجئنا بأحد الجيران يأتينا مسرعاً ليبلغنا بأنه شاهد الطفلة وقد اختطفت ووضعت في كيس وربطت من العنق بعد تخديرها وعندما لمح بعض الأهالي المختطف ضيقوا الخناق عليه فسارع بإلقائها في بيت مهجور وفر هارباً وأسرعنا إلي هذا المكان ووجدنا الناس سبقتنا إليه وكانت مروة داخل الكيس، في حالة إعياء شديد وتنزف من فمها وأنفها فتوجهنا بها لأقرب طبيب الذي حولنا لمستشفي العدوة وهناك تحرر محضر بالواقعة، أما الخاطف فلم يلحق به أحد.

ويضيف: المباحث عاينت المكان الذي وجدت فيه الطفلة ومازالت التحريات والتحقيقات مستمرة وتم إلقاء القبض علي بعض الجيران لكن النيابة أفرجت عنهم بعد ذلك، وسألنا مروة عما حدث فقالت: «أنا شفت راجل طويل وشالني وكان بيلاعبني وبعد كده إداني حلاوة وحط إيده علي وشي وكانت مبلولة وبعد كده كنت بحلم ونمت».

وقال والد الطفلة رغم أننا سعداء برجوعها فإننا خائفون والقرية بأكملها في حالة قلق وخوف علي الأطفال ونخشي أن تحدث اختطافات جديدة، ويضيف: «كلما ذهبنا إلي مركز الشرطة للوقوف علي المستجدات في القضية ينهروننا بلا مبالاة».



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات