تخبط سياسي في رسم استراتيجيات الامن الوطني الاردني تضع مستقبل الوطن حافة الهاوية


لم يعد المواطن العربي ينقصه الوعي السياسي والفكر المتنور حتى في العقيدة الاسلامية او غيرها من العقائد , لا بل اصبح قادرا على التميز وقول الحق ونقد القرارات السياسية واخذ موقف منها منهم من لابالي اذا اعلنه ومنهم من يتبع اهم مبدأ تنظيمي سياسي يعتقد به كل فرق الشيعة الا وهو " التقية " وهو مبدأ سياسي يسمح للشيعي ان لا يقول الحقيقة , ويكذب بكب ما يسأل عنه او يعلن عنه لعامة الناس او اي جهة تخالفهم بالرأي , لا بل اكثر من ذلك يثاب باجر كبير اذا مارس التقية على اي مسلم سني او غير المسلم , حتى ان دولة الخلافة الاسلامية الايرانية وفي العراق يمارسونها كمبدا سياسي خاصة في السياسة الخارجية وهو اسلوب دبلوماسي متبع في السياسة الخارجية للامبراطورية الفارسية قبل الاسلام - من المعروف ان السياسة الفارسية الخارجية والداخلية للدولة , كانت تمتاز انذاك على السياسة الصينية والروسية وتعتبر من امبراطوريات العالم المتطورة في حينها.

ولقد استفادة دولة الخلافة الاسلامية في اواخر العهد الاموي وبداية خلافة بني العباس التي يعلم كل مطلع على التاريخ الاسلامي ما هو الدور الكبير التي لعبه الفارسيين ممن اعتنقوا الاسلام بعد الفتح الاسلامي لبلاد فارس وخرسان وما لعبته اسرة البرامكة العريقة في العمل السياسي في دولة الفرس وبعدها في العهد الاسلامي وكان دورهم بارزا بوضوح في عهد هارون الرشيد التي كانت دولة الخلافة الاسلامية اقوى من الدول القوية والاكبر في العالم حتى انني قرأت في كتاب لعبة الامم لكاتب اجنبي عن هارون الرشيد , ان سفراء العالم من جميع دول العظمى مثل بريطانيا وفرنسا والصين وغيرها من الدول يعتبرون خدمتهم كسفراء في بلاط هارون الرشيد وما بعدة افض منصب يبعث علية من قبل دولته ويعد بمثيابة التكريم وغالبا يكون من كبار السياسين , ولطالما رفض هارون الرشيد قبول سفراء دول بحجة بانهم ادنى مستوى من ان يخدموا بلدانهم ويتفهوا مصالح الخلافة الاسلامية , فما كان يخشى لومة لائم .

هكذا كانت دولة الخلافة الاسلامية تمثل حضارة وفكر ودعوة الى الاسلام وفتوح اسلامية , وكل ذلك الاسعراض التاريخي لنصل الى حقيقة ان لا يستهان بدولة ايران الاسلامية وبالنهج السياسي الذي تسير عليه الدولة ولا طريقة التمدد السياسي عن طريق المذهبية الذي توسعوا به بلا حروب ولا صدامات انما استغللوه وتبنوة لدولهم الاسلامية رغم ان مصدر التشيع عربيا وليس فارسيا فكانت الهدف الذي امنت به الدولة الايرانية فاتبعت الدعوة والترغيب في المذهب الشيعي الاسلامي بشتى الوسائل المباحة وغير المباحة الى ان صدرت ثورتها الاسلامية في ايران على يد الخميني الى دول عربية مجاورة منذو السبعينيات وما قبلها فاصبح لها مؤيديها من شعوب تلك الدول العربية وغير العربية حتى اصبحت بحج امبراطورية تهدد امريكيا لا بل اصبحت لاعبا سياسيا مهما مع الكبار في الشرق الاوسط الى حد يتجاوز دور تركيا التي تنافسها بقوة في اوروبا اما دول الوطن العربي وشرق اسيا الاسلامية فاتوقع ان الدور الايراني اقوى بكثير .

وبقودنا هذا الحديث الى اي قدر يستطيع العرب بكل دولهم المنشغلة في مشاكلها الداخلية والكثير منها ليست دول ديمقراطية بل ديكتاتوريات ضعيفة ولا تملك شرعية سياسية ولا دينية الا دولتين وبالاكثر ثلاثة منهم من يستند على الشرعية الدينية والديمقراطية معا .. والبقية من كان منها شبه ديمقراطي في الوقت الحالي ,, لا بل ان اغلب الدول العربية منشغلة في تشكيل احلاف فيما بينها لمحاربة الديمقراطية او اي تغير جذري في اي من الدول العربية .

وهنا اطرح السؤال التالي ومباشرة ما مصلحة الاردن في معاداة ايران والعراق ولبنان والنظام السوري ودولة عمان الشيعية الاباضية ونعادي ما يقارب 11 مليون مواطن يمني يعتنقوا المذهب الزيدي الشيعي الاقرب الى المذهب السني وما الحوثيين الا من المذهب الزيدي ولكنهم منظمين في تنظيم سياسي مقبول من قبل الزيديين بنبة تزيد على 80% منهم , وتربط قادهم وشيوخهم واامتهم الكبار علاقات جيدة وممتازة للعائلة الهاشمية في الاردن بل يعتبرونهم اسيادا يوجب لهم الطاعة والرضى وما حرب الاردن في اليمن الا للدفاع عن حكم الملك البدر وهومن الاسرة الهاشمية عندما ثار عليه الشعب اليمتني باسم القومية العربية وبدعم من روسيا ومصر ودول اخرى الى ان اسقط حكم البدر ولجأ الى الاردن بعد خروجه من اليمن وقضى سنوات عدة الى ان انتقلت اسرته لجهة لا اعلمها .

الا ان حربنا لاهل اليمن وحروبنا الاخرى مع دول التحالف الغربي الذي لا يتبع الا مصلحة دوله وشعوبهم ولن يهتموا لمن حارب معهم في اي وقت مضى او في قادم السنوات ... اليس حري بمن يخطط السياسة الخارجية الاردنية ومجلس الامن الوطني ومركز ادارة الازمات وكلها يرأسها الملك وكبار مسؤولي الدولة الامنيين والعسكريين والمدنيين ال حري بهم ان يكونوا ناصحين للملك وصادقين مع الوطن الذي لا يجب ان نرسم خيارات امننا بناء على مصلحته ومصلحة نظام الحكم الهاشمي ونوجه سياستنا الخارجية على من ينفع الاردن ويقف معها من اجل الشعب الاردني والاردن ارضا ونظام حكم هاشمي اذا لا سمح الله تعرض الى اي خطر او تنحية او تبديل سنكون اما الطامة الكبرى وهو النظام البديل للوطن الفلسطيني شرقي النهر.

وهل هذا الخيار الصهيوني خطرا ومن الممكن ان تتبناه دول الغرب وعلى رأسها امريكيا حتى دول الشرق الاوسط وعلى رأسها ايران لن تعاض تغير النظام وهو الحل الاسهل لدول الغرب ولامريكيا التي تخلت عن افضل حلفاؤها في دول اجنبية ونظام حسني مبارك مثالا التي تخلت عنه بسهولة وهوروح اسرائيل التي تتنفس منها اسرائيل , ومع ذلك لم يغفر له كل الخدمات التي قدمها الى اسرائيل ولا الى الغرب وعلى راسها امريكيا , فهل نضع كل استراتيجينا الوطنية الامنية والسياسة الخارجية وامننا الوطني بناء على تطمينات امريكيا ودول الغرب واسرائيل اضافة الى دول التحالف العربي الجديد , وهي دول غير قادرة ان تحمي دولها رغم الثروات الطائلة بين ايدي حكامها والتي حينها لن تكون الا ثروة خاصة للعائلات الحاكمة لتوفير حياة مرفهة لاسرهم في دول الغرب عندما يطردوا من كراسيهم ... فمن يتبق لنا بعد ذلك غير الحسرة والندم يوم لا ينفع الندم حينها .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات