الاردنيات يكتبن سفرالجوع بدموع ابنائهن برمضان


- كتب حمد الحجايا – الاردنيانت يكتبن سفر الجوع بمداد هميل دمعهن الحرورعلى فلذات اكبادهن وهم يرتجفون في الليالي المظلمات بردا وجوعا , من حوض الموت (الطفيلة ) التي سميت بذلك لكثرة ما سلك دروب وديانها الوعرة الثوار المجاهدين يعتلون صهوات خيلهم حاملين ارواحهم على اكفهم وزوادتهم الرصاص والبارود وصدور عارية لا تعرف الخوف فسميت بذلك لكون من يمر بها لايرجع ابدا ,ولكنني اسميتها اليوم بحوض الموت لفقرها ولسوء حال اهلها .

ومن هناك من يم الجنوب الرازخ تحت وطأة الفقر وما اصابهم من ضيم وظلم ونسيان , كانهم خارج خارطة الوطن تهميشا واقصاءا , من هناك من جبال الشراة يوم كان حداة الهجن وسراة الليل ترتجف السهول من شدة وطأة همتهم , يحدونها ليلا الى ان يلتقوا بفرسان الظلما بجرف الدروايش والخيل مشدودة اعنتها يعلوا صهيلها كلما تنفست نسائم الغربي يحمل معه رائحة المسك من ذرى القدس , وتستهم الخيل الى هناك 'الميعاد على بئر الحرير' شرقي الطفيلة يتعاهدون على الموت على مشارف القدس .

أي شجن يكوي ضمائرنا بحزنه وكيف يطيب لنا منامنا ونحن نسمع انين الاطفال الجياع واصطكاك رجفة البرد في ليالي الشتاء الموحشات في سهل حوران الاشم وجبل منيف الشامخ الاغن تستذري امهاتنا الصابرات في حجرات البيوت على ونس نور الفنيار ولحف بالية ولا مدفاة تقيهم صقيع التجمد ولا خبز يسد وطأة جوع المربعانيات ,, وليس الاغوار وجرش وحواري عمان الفقيرة واهل البادية القابضين على الجمر صابرين وهناك على مقربة منك السلط الابية وعيرا ويرقا والفحيص وعين الباشا والبقعة ليست باحسن حالا من غيرها , وكيف يستريح ضمير اي من القائمين على مسؤولية ابناء هذا الوطن , الم يسمع احدا منكم ايها النخب السياسية في شهر رمضان الكريم كم هن الامهات التي تبيت على الطوي وابناؤها يبكون الجوع والعوز . 

تلك الامهات البواكي هن ارامل اولئك الرجال الاحرار وامهات اولئلك الايتام من ابناء الشهداء هم من عضهم الفقر واوغل فيهم مخالبه القاسية , وقسى عليهم العوز فاصبحوا يسألون الناس الحافا .. والاصعب على انفسهم ما تبق لهم في هذا الوطن من كرامة , لم يعد احدا من الرجال الرجال من ابناء الوطن ان يحفظها لهم في زمن اصبحت الكرامة تشترى بما في ارصدة اشباه الرجال من مال .

وبوجعة الاردنيات البواكي وبدمعة كل يتيم جائع , ليسألنا الله ويسجل علينا التاريخ يوما عن كل من تولتم امرهم وتحملتم مسؤولية عيشهم الكريم , وليسال كل منكم مسؤولية الامانة التي حملتموها طوعا وحبا وطمعا , وليشدد الله عليكم في الحساب عن ما جرى لهولاء الفقراء الجياع في يوم لا ينفع سلطان ولا مليك . اما الوعود الكاذبة التي تمنون بها الشعب الفقير اصبحت عليكم عبء تنفيذها وعليكم اثم خطيئتها فما عاد ذر الرماد في العيون يعمي بصيرة العقلاء والشرفاء من ابناء الوطن .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات