يوميات أسرة أردنية في موسم الزيتون
يصحو أبو خليل في الصباح الباكر هو وزوجته وأبناءه وينطلقوا الى حقلهم الزراعي حيث يتواجد في تلك الحقل مئات الأشجار الزيتونية المترامية الثمار ،يفرح أبو خليل في هذه الأيام وتزداد فرحته أكثر عندما يجني الثمار ويستقبل محصوله خلف حوض الزيت في معصرة الزيتون ،تلك المزارع الذي يعيش هو وعائلته على ناتج المحصول السنوي .
يصل الى الحقل ومعه أدوات الزراعة "مقص شجر" ليساعده في ازالة العروق اليابسة أوالغير نابتة والمؤثرة على الأخرى ويحمل "منشارا" ليقص الغصن المائل على عين أم خليل ويحمل أدوات أخرى ، ولكن أمّ خليل تحرص على ملئ سلتها القديمة بالمؤن الغذائية كوجبات للزوج والأبناء لسد جوعهم الناتج عن قطف ثمار الزيتون.
هذا هو المزارع الأردني المحافظ على أرضه والمحافظ على زيتونه ،فهذا هو موسمه الذي انتظره ساعة بعد ساعة وليلة بعد ليلة ،فكل يوم كان يتفقد حقله لينتظر الفلاح الذي ورث أرضه أبا عن جد فيضع كل جهده في أرضه ليجني ثمارا تجعله مستغنيا طيل السنة،يكدس مونته على السدة ويبيع ماتبقى من المحصول ليدرس أبناءه في الجامعات والمدارس.
وبعد كل العناء الذي يتحمله أبوخليل وعائلته طيلة هذا الموسم فان ناتج ما يزيد عن حاجته من الزيت يذهب الى البيع لسد الأقساط المترتبة عليه لتدريس أبناءه في المدارس والجامعات ،فهو يجني الثمار والجامعات تجني الثمار ،وليذهب تعبه الى دفع الأقساط الجامعية لأبناءه.
الابن الأكبر فوق الشجرة مشغلا هاتفه الجوال أغاني للمطرب تامر حسني والأب يغني "هجيني" والأم تزغرد فرحين بجني الثمار وانتهائهم من تلك الشجرة والأخ الأصغر يلتقط الزيتون الذي سقط على الأرض ، وعلى هذه الحالة يسيرون أسابيع لانتهائهم من هذا الموسم المبارك ،ويبقوا على هذه الحالة منذ الصباح الباكر لحين مغيب الشمس.
هذا ليس عناء للمزارع وليس مرارة وقسوة على تلك الأسرة لكن العناء الذي يحصل لسمعة الزراعة الأردنية هو حينما يتصدر الزيتون الأردني عبر السماسرة الى اسرائيل واسرائيل تقوم بتعبئته وتصديره الى أوروبا وأمريكا .
في بلاد أوروبا وأمريكا وعلى مأدبة الافطار يتذوق ابنائنا في بلاد الغربة هذا الزيت ويشتاقون لرائحة بلادهم ويتذكرونها ولا يدرون أنّ هذا هو ثمار أبائهم وأجدادهم ولكن وصل اليهم عن طريق فئة قليلة من سماسرة الزيت والزيتون في بلدنا يبيعونه وهو على الشجر ويقبضون مبالغ فلكية واسرائيل تصدره على أساس أنه انتاجها .
يدا بيد لوقف الانتهاكات الاسرائيلية لثمارنا عبر السماسرة ، واشهار منتوج أبو خليل وعائلته.
*كلية الاعلام - جامعة اليرموك
rezegrak@yahoo.com
يصحو أبو خليل في الصباح الباكر هو وزوجته وأبناءه وينطلقوا الى حقلهم الزراعي حيث يتواجد في تلك الحقل مئات الأشجار الزيتونية المترامية الثمار ،يفرح أبو خليل في هذه الأيام وتزداد فرحته أكثر عندما يجني الثمار ويستقبل محصوله خلف حوض الزيت في معصرة الزيتون ،تلك المزارع الذي يعيش هو وعائلته على ناتج المحصول السنوي .
يصل الى الحقل ومعه أدوات الزراعة "مقص شجر" ليساعده في ازالة العروق اليابسة أوالغير نابتة والمؤثرة على الأخرى ويحمل "منشارا" ليقص الغصن المائل على عين أم خليل ويحمل أدوات أخرى ، ولكن أمّ خليل تحرص على ملئ سلتها القديمة بالمؤن الغذائية كوجبات للزوج والأبناء لسد جوعهم الناتج عن قطف ثمار الزيتون.
هذا هو المزارع الأردني المحافظ على أرضه والمحافظ على زيتونه ،فهذا هو موسمه الذي انتظره ساعة بعد ساعة وليلة بعد ليلة ،فكل يوم كان يتفقد حقله لينتظر الفلاح الذي ورث أرضه أبا عن جد فيضع كل جهده في أرضه ليجني ثمارا تجعله مستغنيا طيل السنة،يكدس مونته على السدة ويبيع ماتبقى من المحصول ليدرس أبناءه في الجامعات والمدارس.
وبعد كل العناء الذي يتحمله أبوخليل وعائلته طيلة هذا الموسم فان ناتج ما يزيد عن حاجته من الزيت يذهب الى البيع لسد الأقساط المترتبة عليه لتدريس أبناءه في المدارس والجامعات ،فهو يجني الثمار والجامعات تجني الثمار ،وليذهب تعبه الى دفع الأقساط الجامعية لأبناءه.
الابن الأكبر فوق الشجرة مشغلا هاتفه الجوال أغاني للمطرب تامر حسني والأب يغني "هجيني" والأم تزغرد فرحين بجني الثمار وانتهائهم من تلك الشجرة والأخ الأصغر يلتقط الزيتون الذي سقط على الأرض ، وعلى هذه الحالة يسيرون أسابيع لانتهائهم من هذا الموسم المبارك ،ويبقوا على هذه الحالة منذ الصباح الباكر لحين مغيب الشمس.
هذا ليس عناء للمزارع وليس مرارة وقسوة على تلك الأسرة لكن العناء الذي يحصل لسمعة الزراعة الأردنية هو حينما يتصدر الزيتون الأردني عبر السماسرة الى اسرائيل واسرائيل تقوم بتعبئته وتصديره الى أوروبا وأمريكا .
في بلاد أوروبا وأمريكا وعلى مأدبة الافطار يتذوق ابنائنا في بلاد الغربة هذا الزيت ويشتاقون لرائحة بلادهم ويتذكرونها ولا يدرون أنّ هذا هو ثمار أبائهم وأجدادهم ولكن وصل اليهم عن طريق فئة قليلة من سماسرة الزيت والزيتون في بلدنا يبيعونه وهو على الشجر ويقبضون مبالغ فلكية واسرائيل تصدره على أساس أنه انتاجها .
يدا بيد لوقف الانتهاكات الاسرائيلية لثمارنا عبر السماسرة ، واشهار منتوج أبو خليل وعائلته.
*كلية الاعلام - جامعة اليرموك
rezegrak@yahoo.com
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
تحية لكل المزارعين الغيورين على وطنهم