نتحدث كثيرا عن الالفة والمحبة والتكافل الاجتماعي ونبالغ بالحديث عن عمق وقوة النسيج الاجتماعي ولكن الاوضاع الاقتصادية والغلاء الفاحش وتدني مستوى الدخول والذي جعل الطبقة الوسطى تتحلل وتذوب والطبقة الفقيرة تصبح مسحوقة والطبقة الغنية تزداد فحشا في غناها وفي نفس الوقت ينسى الجزء الاكبر من هؤلاء واجبهم اتجاه المجتمع وخاصة الفقراء وينسون او يتناسون الزكاة .

واليوم بمناسبة شهر رمضان المبارك شهر الفقراء والشعور معهم نجد ان جل الاغنياء يقيمون المادب الكبيرة والمبالغ فيها وبعضها يتجاوز دعوة مئات الاشخاص ولكن للاسف كلهم من المجتمع المخملي البعيد عن واقع الناس العاديين والفقراء , وتعج المادب بالمعزيم وتخلوا من الايتام والمساكين وبالتالي يضرب هؤلاء اللحمة الاجتماعية والتكافل الوطني ضربة بالصميم متناسين ان اعمالهم هذه تترك اثرا سيئا ولا يمحى بسهولة عند الفقراء المتعففين والذين تحسبهم اغنياء من التعفف.

الى كل الاغنياء الذين اقاموا مادب رمضان الخالية من الفقراء اقول لقد اكلتم السحت بتغييب الفقراء والايتام والارامل واصحاب الحاجات وخاصة من يتغنى بغياب الفقراء عن مائدته , نعم ان التبذير والمبالغة من اعمال الشيطان واطعام الفقراء والايتام هو الذي يرضي الله والضمير ويؤكد على التلاحم والترابط والتكافل الاجتماعي , احدهم يتفاخر ان دعوته تجوزت تكاليفها العشرة الاف دينار ونسي ان الذين اكلوا معه اغلبهم متخمين وغير قادرين على الاكل بل وعازفين عنه بسبب التخمة والريجيم الغالي الثمن والمرتفع التكاليف , ونحن اليوم الى منتصف هذا الشهر اقرب فانني اوجه للاغنياء رسالة واقول استغلوا ما تبقى من رمضان واطعموا المحتاج واليتيم والمسكين وليس اصحاب الكروش المتكلسة مفاصلهم , واكرر واقول لهم قليلا من الخجل يا بعض اغنياء وطني فاللفقير حق كما للسائل والمحروم.

والمطلوب تكافل اجتماعي حقيقي وليس ذرا للرماد في العيون واذكرهم ان الفقراء هم من يحرسون ثروة الاغنياء ويمنعون الفوضى لحرصهم على الامن والاستقرار , وان الوطن للجميع للغني والفقير وان التكافل والتضامن الاجتماعي ليس كليشة للخطابات بل عمل على ارض الواقع وتضحية من الذي يملك ويستطيع فالفقير مستعد للتضحية بروحه ودمه وعلى الغني على الاقل ان يقدم جزءا من ماله لتستقيم الامور وهذا ليس هجوما على احد بل دعوة لاخذ العبرة والعمل السليم بشمول الفقراء في هذه المادب وان لا تقتصر على الاغنياء واصحاب الكروش الكبيرة والمركب الذي ليس فيه لله يغرق ونحن نرجوا السلامة للجميع لا الغرق لاحد .
والله غالب على امره
 - ناشط نقابي