رسالة ارسلتها الى العدل جروب بخصوص مسلسل حارة اليهود


لم ينتهي مسلسل حارة اليهود لكي نحكم عليه، و لم تنتهي هذه الرواية فقد ابتدأت منذ بضعة ايام فقط، و لكل كاتب رؤيته و وجهة نظره بالنسبة للأعمال الدرامية التي يكتبها و يقدمها للمحتمع من حوله، و حتى لو لنا مآخذ على الأعمال الدرامية التي يتم انتاجها فالعمل الدرامي يبقى عمل من وحي خيال الكاتب ما لم يكتب عليه بأنه biography اي قصة حياة شخصية معينة تالريخية او ما لم يكتب عليه based on true events بمعنى أنه ينطلق من أحداث واقعية او ما لم يكتب عليه based on a true story بمعنى قصة واقعية، فحينها تصبح المساحة المسموحة لتدخل خيال الكاتب محدودة جدا و حينها يصبح العمل رواية تاريخية فقط، و لكنني ارى عمل كبير للدكتور مدحت العدل و ينطلق من وحي الخيال لا يحمل هذه المسميات إطلاقا، و هذه رسالة وجهتها للعدل جروب تحاكي الإنتقادات التي احاطت به، ممارسة الديمقراطية تعني أن أتقبل راي الآخر بنفس الطريقة التي أتوقع أن يتقبل المجتمع رأي الشخصي...و العمل درامي يبقى محصور بمخيلة الكاتب مهما يكن ما لم يكتب عيله هذه المسميات التي ذكرتها بالإنجليزية و ترجمتها الى العربية في هذه الفقرة و الرسالة،
الى الدكتور مدحت العدل المحترم،
الى اسرة الإنتاج بالعدل جروب المحترم،

تابعت الإنتقادات ببالغ الصدمة التي احاطت بمسلسل حارة اليهود، و لعلني شاهدت بعض من حلقاته لغاية هذه اللحظة و لم أرى به ما يقلق و يستدعي اية تصريحات من السفارة الإسرائلية حيث وصفته بأنه يحرض على سمعت اليهود إطلاقا، كما أنني شاهدت بعض الإنتقادات التي أطلقها بعض الباحثين بشؤن اليهودية حينما قال أحدهم بأنه يحتوي على أخطاء بالطقوس في عادات العبادة و التضحيات الحيوانية يوم السبت و خلافه من التعلقيات،

أرى أن هذا العمل هو من وحي الخيال و معظم الأعمال العالمية التي لاقت رواجا بين الناس في السينما التاريخية كانت تحتوي على شيئ يدعى "historical inaccuracies"، هذه عبارة عن اخطاء تاريخية من الممكن ان تكون غير مقصودة أو مقصودة بناءا على ظروف الإنتاج و حيثيات العمل حين انتاجه و اخراجه،

على العموم لا ارى شيئ يقلق من باب مهني أو درامي او ثقافي و لعل موقف السفارة هو غير مبرر إطلاقا فهذا العمل هو إجتماعي من وحي الخيال فللكاتب الحق بوضع وجهة نظره كما يراها مناسبة، و إذا رأت السفارة أن هذه الأعمال لا تروق لما تَهْدِفْ له فلتقوم بإنتاج الأعمال التي تراها مناسبة لسياستها...فشركة العدل جروب شركة مصرية و عربية و تعمل بحقل الإنتاج منذ زمن و أعمالها كلها اجتماعية و محترمة و لم نرى منها ما يدعو للقلق أو اية أعمال تحرض على العنف أو الكراهية أو تثير الجدل بصورة سلبية إطلاقا...

أنا أدعمكم بموقفكم و أنا أدعم الدكتور مدحت العدل بحقه بكتابة و إنتاج ما يراه بأنه مادة درامية من وحي خياله كأديب و هذا ابسط حقوق الأدباء فحارة اليهود هي حارة موجودة في مصر و لكن قصة السيناريو هي وليدة خيال الكاتب، سأقوم بنشر نسخة من هذا الكتاب في الإعلام المصري و الأردني فأنا كأديب لي سمعتي و قلمي و مكانتي الأدبية أشعر بأننا نعيش في بلدان تتمتع بالديمقراطية الكافية لتجعل اقلامنا حرة طليقة تكتب ما تشعر بأنه يخالج ارائها حول شتى المواضيع الإجتماعية و السياسية و الأدبية و الفنية و لعل هذا من ابسط حقوقنا كمؤلفين في الدول العريية التي نأمل بأنها ازدانت بالعقل و الحكمة و المعرفة و التنوير بعد مأسآة الربيع العربي و ما جلب لأوطاننا من قوم كادوا أن يحكومنا بالترويع و التهديد و جعل أوطاننا المسالمة ساحة لمدارس دينية تحجب الحريات و حرية التفكير بكل قسوة و عدم تَفَهُمْ، فمما لا شك به أننا لم نعتاد على هذه البيأت الإجتماعية و المهنية ضيقة الأفق إطلاقا، و لعل الدستور المصري كَفِلَ بعد ثورة 30 من يونيو حريات التعبير و الحركة الفنية الحُرًة ضمن بنوده كي تكون مرتكزات و مقدسات لا يجب المساس بها و نقاط إنطلاق لقوانين تُسَنْ منها كمصادر للتشريع ايمانا من الدولة بضرورة الحفاظ على الحركة الدرامية في مصر و على حرية الإبداع و الفكر الحر و حركة ثقافية محترمة و طبيعية...

أحب و أحترم الحركة الثقافية في مصر و أصر على موقفي بأن لولا هذه الحركة الثقافية في مصر لما كان لنا هذا المكنوز المبدع من الأعمال الدرامية و الأدب و الثقافة في وطننا العربي،




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات