شهر الاحتواء الناعم


رمضان هو شهر للمغفرة والغفران والرحمة ؛ وكثيرة هي مكارم هذا الشهر الفضيل ولكن في هذا الزمن أصبحت من أبرز صفات هذا الشهر شراء الذمم ، وهذه الذمم لها انواع مختلفة ويصعب السيطرة عليها من حيث انها تخضع للشراء من باب الدين وصلة الرحم ولهدف طلب المغفرة وكسب الحسنات ؛ أو من باب شراء الذمم كتهمة تعاقب عليها القوانين المنظمة لعلاقة الكثيرة من المؤسسات والنقابات والهيئات وافرادها ؛ من باب أنها احتواء ناعم وليس خشن لأعضاء هذه الجهات من قبل المؤسسات والشركات الخاصة والحكومية منها .

وطوابير شراء الذمم تزداد في الايام الأواخر من هذا الشهر الكريم ، والتي هي ايام العتق من النار حسب تسلسل ايام رمضان العشري ، والملفت في الأمر هنا أن هناك عمليات توثيق لشراء الذمم تلك بالصورة الثابتة والمتحركة في معظم المواقع الاخبارية الإلكترونية ؛ والتي استطاعت ونتيجة لقدراتها التفاعلية وسيطرتها على المشهد الإعلامي وكبر حجم اتساع صفحاتها من ناحية تقينة الصورة والفيديو لكشف هذه الحالة من شرءا الذمم، وهي في زمن الصحافة الورقية كانت مخفية ويصعب متابعتها عبر صفحاتها الورقية .

ويشير المراقبين للعلاقة ما بين الشهر الفضيل وشراء الذمم تلك ؛ بانه حالة مؤدبة جدا ومشرعنة ولايمكن ان يكون من وراءها اي سوء ظن أو شراء للذمم ، بل هي تدخل في باب العلاقات العامة للشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة ، ويرد فريق أخر على هذه الطرح بأن القطاع الحكومي لايمارس هذه العملية من شراء الذمم بطريقة الاستعراض التي تمارسها الشركات والمؤسسات الخاصة ؛ وذلك لأنه يخضع للراقابة المالية على المصروفات والتي يتم تحديدها بمبالغ محددة ، ولكن تكثر هذه العملية من شرءا الذمم في القطاع الخاص والخدماتي منه بالذات؛ نتيجة للعلاقة المباشرة ما بين هذه النوع من التجارة والجمهور .

وخلاصة الأمر هنا أن ظاهرة شراء الذمم في الشهر الفضيل ونتيجة لأنها قد تحولت الى سوق تنافسية بين الكثير من الجهات؛ أصبحت تمثل جزءا مهما في اية ميزانية مالية في تلك الشركات والمؤسسات وتوضع على بنود كثيرة ابرزها العلاقات العامة والدعاية والإعلان ، وهنا يتأكد واقع أنها عملية شرءا للذمم دون مواراة أو محاولات تجميل لواقع سيء يسيطر على ايام الشهر الفضيل .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات