جرح جديد


دماء أردنية جديدة تسيل، وأرواح أردنية بريئة تزهق، ونفوس أردنية تفيض الى خالقها عز وجل في شهر رمضان الفضيل.

من جديد تضرب يد الإرهاب داخل الأردن، ومن جديد تتطاول تلك اليد الخبيثة لتأتي على زهرة من زهور الأردن وشاب من شبابها، عبدالمنعم الحوراني، طالب الهندسة في سنتها الرابعة، بقي عام واحد فقط لتنشر والدته الزغاريد بتخرجه، ويطلق والده العنان لفرحته، ولكن إستعجلهم القدر، فسلب عبدالمنعم منهم.

كما أشرت في العديد من مقالاتي السابقة، أن الأردن دفع وما زال يدفع الأثمان الباهظة للإرهاب؛ الملك المؤسس عبدالله بن الحسين، وثلاثة رؤساء حكومات، والآف الشهداء آخرهم هو عبدالمنعم الحوراني.

لقد غضب الكثيرون حين دخل الأردن في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي الجبان، والآن لقد آن لهم أن يعرفوا أهمية هذه الحرب ولماذا دخلها الأردن. لقد قامت سياسة الأردن الأمنية على مبدأ ضرب الإرهاب في أرضه، والقضاء عليه في مكان نشأته، وعدم الإنتظار الى أن ينمو هذا الإرهاب ويطرق أبوابنا ليهدد حياة أبناءنا الأردنيين.

وبغض النظر عن الأيادي الجبانة التي تطاولت على الرمثا الغالية، فهي أيادي خائنة، ولا بد أن تسمع الرد المجلجل، وترى الموت وهو يتسرب اليها عقاباً على مات إقترفت.

لقد بات من الواضح أن الحرب الدائرة في جنوب سوريا تلقي بظلالها على الحدود الشمالية الأردنية، وسبق أن سقطت العديد من القنابل والقذائف على أهلنا في البلدات الحدودية مع سوريا، بالإضافة الى شعور الخوف والهلع الذين يصيبهم في كثير من الأحيان جراء الإنفجارات ودويها.

ولا بد من إتخاذ خطوات سريعة لضمان عدم تكرار ما حدث، والحد من تأثير الصراع الدموي العنيف الدائر في درعا على أهلنا في الرمثا، وباتت المطالبة بمنطقة عازلة مع سوريا هي ضرورة ملحة، وذلك لتجنيبنا الدخول في حرب لا ناقة لنا فيها أو جمل.

بالإضافة الى الإجراءات الأمنية الواجب إتخاذها لتأمين الحدود الشمالية الأردنية وأهلنا في المناطق الحدودية، لا بد من البحث والتقصي عن المسبب لقوع تلك القذائف على سوق الرمثا وتقديمه للعدالة لنيل ما يستحقه.

لقد تم تشييع جثمان الشهيد عبدالمنعم الى مثواه اليوم بعد صلاة الجمعة، وخيم الحزن الشديد على الأردن جميعاً، فالحوراني هو أحد أبناء الوطن الغالي، ويعز علينا كما يعز على أهله وذويه.

نسأل الله لفقيدنا الرحمة والشهادة، ونسأل الله أن يصبر والدته ووالده، وأن يلهم ذويه الصبر والسلون، كما نسأل الله لأهلنا في الشمال وفي أرجاء الوطن كافة السلامة من كل شر. ونسأله تعالى أن يكلل وطننا الغالي بالأمن والأمان، إنه ولي ذلك والقادر عليه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات