سقوط الإعلام الرسمي أمام إعلام التواصل


غاب الإعلام الرسمي في اللحظة والموقف والحدث الذي يفترض أن يكون فيه، فيما حضر المواطن الصحفي وعبر مواقع التواصل الاجتماعي.
هذه الحقيقة التي ربما لن تعجب البعض في الإعلام الرسمي بكل تفرعاته المرئية والمسموعة والمقروءة، لكنها حقيقة لا يمكن نكرانها لأننا لا يمكن أن نحجب نور الشمس بالإصبع!
فبرغم التمويل المادي والأجور والرواتب الشهرية والدعم والتسهيلات نجد أن الإعلام الرسمي غاب إن لم نقل سقط وسقطت عنه أوراق التوت ليثبت ضعف كبير وغياب غير مبرر في ظل أية أزمة أو حدث طارئ يمر علينا نكون أحوج إليه فيها في ظل هجمات إعلامية شرسة وتضليل إعلامي من جهات مختلفة!
إذا قلنا أن التلفزيون غاب غياب تام ربما نكون غير منصفين ولكن عندما نقول انه غاب وخرج عن نطاق التغطية وكأنه في كوكب أخر نكون منصفين أكثر
فقد تحول من إعلام هزيل إلى إعلام مشوه خَلقيا يبث بعض البرامج عن الطهي 'وزعل وخضرة' على سبيل المثال، وهذا إن دل فإنه يدل عن ضعف وهشاشة لا بل انعدام رؤيا في ظل أزمات وظروف تمر على الدولة بين حين وآخر
الصحف الرسمية ليست بأحسن حال من التلفزيون الرسمي من حيث الغياب عن المشهد فلم تكلف نفسها الذهاب لمكان الحدث لتسعف المواطن بمعلومة صحيحة
الموضوع هنا ليس لاتهام أحد بالتقصير الإعلامي أو التجريح بل للتذكير بأن الإعلام رسالة سامية ووطنية بامتياز لا تقل عملاً عن حمل السلاح للدفاع عن الدولة،
فغياب التغطية الميدانية لوسائل الإعلام الحكومية، في أحداث داخلية كثيرة، أدى إلى اعتماد المواطن على التحليل وتبني تداعيات الحدث بدلا من الحدث نفسه كخبر، ليكشف إخفاق الإعلام الرسمي عن الهوة التي تفصلهم عن المواطن في متابعة الحدث
بالعودة إلى حدث الساعة وهو قصة الفتاتين نعود لقصة ذهب عجلون، حيث غاب الإعلام الرسمي ليسقط المواطن في هوة عميقة من الالتباس وعدم الدقة في معالجة الخبر وافتقاده إلى المعلومة اﻷصح وليس الصحيحة مما أنتج معالجة متناقضة للخبر وبالتالي هبوط مريع في قيم الأخبار رغم حساسيتها، فغلبت صيغة التداعيات وليس الخبر نفسه على التقارير الصحفية للحدث على امتداد الأسبوع الماضي، ولم يستطع التلفزيون والصحف الرسمية الوصول إلى مكان الحدث، فيما استقرأ المتابعون وغالبية الجمهور الخط البياني غير المفهوم في تغير صناعة الخبر للمشهد الرسمي بصورته السلبية!
وفي هذه اللحظة تسيد المواطن الصحفي المشهد وبدأ ينقل ويصوغ ويحلل الخبر بناء على ما قرأ عن مواطن آخر نقل وصاغ وحلل عن آخر!

أين الإعلام الرسمي؟ ولمصلحة من هذا الغياب الذي أدى إلى الصواب أو الخطأ أو اللغط أو الصخب أو العبث؟ سيان حين تختلط الأمور!
أم أنه غياب مقصود؟ وهنا الأمر ليس سيان فقد تختلط الأمور!
في المحيط القريب أحداث جسام فهل سيتواصل الغياب؟!
مرة أخرى أختم بمثل فرنسي "ليس أعمى إلا من لا يريد أن يرى ولا أطرش إلا من لا يريد أن يسمع".



تعليقات القراء

الاعلام الرسمي يقول مافيه اعتقالات ومبارح اعتقلوا اثنين علشان مقال بفيس بوك وكل يوم نسمع اعتقالات ومثال اخر ديوان الخدمة قال الخميس راح ننزل الكشف التنافسي وماشفنا اشي شفتوا ليش الاعلام الرسمي يكذب؟
السبب باختصار لان العلام الرسمي مراوغ ويبالغ بالحقائق ويراوغ بعطيكوا ابسط مثالين الحكومة تقول مافيه اعتقالات مطلقا لمن يكتب بمواقع التواصل وغيرها ومبارح بنقرأ اعتقال شاب واخوه علشان كلمة
03-07-2015 09:08 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات