امسينا اليوم بلا منازع قوة لا يشوبها شائبة في التنظير والتحليل وبعض نفاق...اصبحنا نتفنن في التحليل والنقد نجاري الجميع في كل ما يخصنا وما لا يخصنا..

نقول مالا نفهم ونشارك في ما لا نعلم فالبعض اصبح اشبه مايكون محرك البحث جوجل ففي الفن هو ابوه وفي السياسة هو راعيها الاول وبالاقتصاد لا يشق له غبار وفي الزراعة مزارع ابآ عن جد و في الدين هو الشيخ الزاهد والعالم الجليل...

الكثير يجد المشاركة في كل شيئ هو براعه وثقافة فنحن في خضم ازمات اهمها الازمة الفكرية فنحن لا نفرق بين من يملك شهادة دراسية ومن يملك الفكر والثقافة فليس من يملك الشهادة قد اصبح مثقفا فالكثير ممن يحملون شهادات هو من الداخل اجوف لا يملك ادنى منطقيات الثقافة...

كل هذه الاجتهادات في كل شيئ ينذر باننا في صراع ليس مع احد بل مع انفسنا فليس معيب ان تقول لا اعلم وليس معيبا ان تبقى مستمعا فقد ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ :
" ﻫﻠﻚ ﻣﻦ ﺗﺮﻙ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ"

ماهو مؤلم ما نشهده اليوم بطبيعة الصراعات التي تحصل انه اصبح في كل بيت عشرات المحللين العسكريين الذين لا يتوانون في التحليل ووضع الاسباب...

اليوم وانا اشاهد ما يقول بعض هؤلاء العلماء والمحللون العسكريون  " وهم لم يدخل احدهم معسكرا اوشارك حتى في مناورة او تقلد وساما عسكريا او بات ليلة خارج حدود بيته" بسذاجة ينتقدون المؤسسة العسكرية وينتقدون حماة الوطن الجباه السمر اللذين يسهرون في عتمة الليل يحملون ارواحهم على اكفهم لحماية الارض والعرض...

هنا الامر تعدى تحليل او انتقاد او حتى اعطاء رأي هنا دخلنا في موضوع جهل وسذاجة فمن يجلس خلف شاشه او يجلس تحت التكييف وبين ابنائه ليس له الحق ان ينتقد او حتى يعطي رأي لمن يشتاق ابنائه رؤيته على مائدة افطار ويفتقد لذة النوم لكي تنام انت..

هنا لو فكرنا للحظة بان نجمع كل من انتقد او حلل ليجد نفسه مع سلاحه يحمي حدآ او يسهر ليلة واحدة يتحمل بردها او يستشعر خوف لحظة بانه مسؤول عن راحة وطن...هل سنسمع تحليلا او نقدا بعدها؟؟

انتقدوا كما شئتم وحللوا كما اردتم وافتوا بما شاهدتم لكن من المخجل ان نمس الجيش ولو بكلمة..

اما انتم حماة الوطن ودرعه المصون تحية لكم بقدر شوقكم لحضن ابنائكم...
بقدر حبكم لتراب الوطن بقدر تضحياتكم ...
انتم الثقة وانتم الرجال الرجال ننحني اجلالا لكم ايها النشامى