تسارع انتشار المخدرات


مؤسف هذا الذي نسمعه عن تسارع تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات بشكل لافت ، وتخطيها المدارس والجامعات ووصولها أخيرا الى العاملين في الأجهزة .

معلوماتي المؤكدة تشير الى انه جرى إضعاف إدارة مكافحة المخدرات في الآونة الأخيرة الى درجة لم يسبق لها مثيل، وشل قدرتها على القيام بواجباتها التي وجدت لأجلها ،ونكوصها عن مداهمة مناطق توزيع وتجارة المخدرات الرئيسية في ما أصبح يطلق عليه (بالبؤر الساخنة )، واقتصار اغلب أجراءتها على ملاحقة المتعاطين وصغار التجار والمروجين ، فيما ينشط الكبار في التجارة ويتمدد نفوذهم في العلن يوما بعد يوم .

والأكثر أسفا ما يتردد عن ان هنالك أوامر تصدر في اللحظات الأخيرة لوقف عمليات مداهمة كبرى كانت على وشك التنفيذ لمداهمتهم والقبض عليهم ، تحت ذريعة ان الوقت غير مناسب والظروف الحالية لا تسمح بإثارة داعميهم، وأعيد التذكير بأنه سبق ان جرى تسليم كبار التجار الفارين من وجه العدالة بواسطة بعض أركان مراكز القوى، وضبطت أقوالهم وتركهم وشأنهم بنفس اليوم.

تصريح وزير الداخلية الأخير عن تنامي المشكلة ليس حديثا عابرا ولم يأت من فراغ ، والمؤكد انه استند الى ما وصل إليه من تقارير وإحصائيات مرعبه دفعته - على غير العادة - للإعلان عن هذا الوضع الخطير.

اليد الواحدة لا تصفق ، واندفاع مدير الأمن العام ومداهماته المتلاحقة لكبح جماح المتاجرين لن يكتب لها النجاح بدون دعم عالي لإعادة تأهيل إدارة مكافحة المخدرات، وقبل هذا وذاك إزالة حاجز الخوف من الكبار للقبض على المجرمين الصادر بحق كثير منهم قرارات إمهال لتسليم أنفسهم التي يجري نشرها باستمرار في الصحف اليومية .

الجهة الوحيدة الفاعلة حاليا للحد من الظاهرة هي القوات المسلحة ، وقيامها بين الحين والآخر بتدمير آليات محملة بالمواد المخدرة على الحدود والقبض على المتورطين ، لكن هذا لا يكفي أيضا . فالأساليب العلمية العالمية التي تتبعها أجهزة مكافحة المخدرات لها أصولها وقواعدها الخاصة ، وتعتمد في الجوانب الرئيسية على التكنولوجيا ، والتعاون الدولي ، والعمل ألاستخباري ، وعلى تتبع حركة التجار بين الدول والنقل من مصادر الزراعة والتصنيع .

الظاهرة مكشوفة بحجمها الحقيقي ويتورط بها أبناء وبنات العامة والخاصة على حد سواء ومن يطلق عليهم (علية القوم ) ، وتصغير حجم المشكلة او تجاهلها والتشكيك بنوايا من يسلطون الأضواء عليها لن يزيدها الا تناميا وستصل إلى أبناء وبنات الدعم العالي .
*مدير سابق لإدارة المعلومات الجنائية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات