إسرائيل في التفاصيل


مع إحسان الظن بكل الجماعات والأحزاب الإسلامية في جميع انحاء العالم بأنها ذات سياسات وبرامج تعمل لإستئناف الحياة الإسلامية التي يرون أنه لا يمكن لها أن تستأنف إلا بقيام الدولة الإسلامية أو الحكومة الإسلامية على أية بقعة من بقاع العالم الإسلامي .. طبعا هذا في الأمنيات.

أما على أرض الواقع فنرى أن معظم هذه الجماعات والأحزاب الإسلامية متصارعة فيما بينها مذهبياً أو فكريا وعملياً كالسنة والشيعة أو القاعدة وفروعها وحزب الله والحوثيين والحشد الشيعي وعصائب الحق أو الإخوان المسلمين وحزب التحرير والأحزاب السلفية والصوفية وجماعة التبليغ وغيرهم.

من المؤكد أن هذه الصراعات البينية القائمة بين الجماعات والأحزاب والمذاهب الإسلامية لا تساعد في تقريب موعد قيام الدولة الإسلامية التي ستعمل على استئناف الحياة الإسلامية في أية بقعة تقوم عليها أو الحفاظ عليها فيما لو قامت.

لذلك يتساءل البعض لماذا لا تتوفر النوايا الحسنة والآليات الصحيحة من أجل التعاون في ما بين هذه الجماعات والأحزاب الإسلامية كي تكون أقوى وأقدر على مواجهة أعداء المشروع الإسلامي صاحب الحق في الحكم في دياره الإسلامية مع العلم أن أعداء هذا المشروع الكفرة والمنافقون لديهم قدرات وإمكانيات عسكرية وإعلامية ومالية واستخبارية كبيرة لا يمكن لفئة أو جماعة إسلامية واحدة بمفردها أن تكون قادرة على مواجهة هذه القوة الضاربة لتحالف قوى الكفر والنفاق المعادية للمشروع الإسلامي.

قد يقول الشيعة أن لديهم دولة قائمة في إيران وأنهم قادرون على الإنسياح في بلاد المسلمين السنة والهيمنة عليهم وإخضاعهم وإقامة دولة شيعية في كل قطر من هذه الأقطار كما يفعلون الآن في العراق وسوريا ولبنان واليمن وهم أقرب إلى تحقيق قيام الدولة الإسلامية العالمية من المسلمين السنة.

وبالمقابل يقول المسلمون السنة أن لديهم الآن دولة إسلامية سنية قائمة الآن بين بغداد ودمشق قد تمت مبايعتها في ولايات متعددة في سيناء وليبيا ونيجيريا وخراسان وهي الأقدر على إقامة الدولة الإسلامية العالمية.

لكن الحقيقة تقول أن لو سلّمنا جدلاً بذلك فستكون النتيجة صراعاً مقبلاً أو ربما أنه قد بدأ بين الشيعة والسنة أو بين دولة الشيعة ودولة السنة وهذا يعني أن أعداء المشروع الإسلامي و رأس حربتهم الغزاة الصهاينة في فلسطين "إسرائيل" ما زالوا بكامل عدتهم وقوتهم وهم في أمن وسلام بينما الحرب والدمار والخراب هو بين المسلمين وعلى أرضهم وما أن يجهز أحدهم عن الآخر وقبل أن يلتقط أنفاسه سنياً كان أم شيعياً فستيصدى له الأعداء الكفرة المتربصون فيجهزوا عليه هو الآخر وعندها يقول " أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض ".

لكننا لو سلمنا جدلاً أيضا بأن السنة والشيعة وكل الجماعات والأحزاب الإسلامية اتفقوا بنوايا حسنة وآليات صحيحة ووضعوا السلاح جانباً واحتكموا إلى صناديق الاقتراع فيما بينهم للوصول إلى السلطة التي هي الضمانة الوحيدة لاستئناف الحياة الإسلامية .. فهل تسمح لهم الانظمة العلمانية القائمة حاليا في بلادهم المتحالفة مع اعداء المشروع الإسلامي بإقامة انتخابات نزيهة ليفوز أحدهم بتشكيل الحكومة ؟ وهل يضمن أحد أن لا ينقلب عليهم العسكر في هذه البلدان كما حصل سابقاً في الجزائر وفلسطين ومصر أم أن قدرهم أن يعودوا لمحاربة أنظمتهم العلمانية بعد أن يصفّي أحدهم الآخر ؟.

حتى هذه اللحظة ما زالت إسرائيل حاضرة في التفاصيل لمنع المسلمين من حقهم في إقامة دولتهم على أرضهم وليس فقط لمنع الفلسطينيين من إقامة دولتهم على أرضهم .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات