كفى مناكفات --الوطن اكبر من الجميع


ابدأ حديثي بالقول لن اتحدث عن البطالة في صفوف الاطباء ولا عن الحقوق المطلبية للاطباء ولن اتحدث عن الظلم الواقع على وزارة الصحة والطخ العشوائي ومن غير سبب عليها , وما يقوم به البعض من دس للسم بالدسم رغم ان الوزارة عينت اكثر 800 طبيب في اقل من عام ونصف والتحق المئات ببرنامج الاقامة حتى ان اختصاص التخدير شعر بالرضى عن حجم هذه الاقامات ,ولكن لا زلنا نقول وسنبقى هل من مزيد , ولكني ساكتب عن ظاهرة اسمها الصالونات السياسية وهمها غالبا متابعة اخبار الحكومات والتعديلات والتغيرات على المواقع العليا وخاصة الوزراء والامناء وهذه الصالونات وان جرى فيها نقاش سياسي فهي ليست صالونات فكرية او اجتماعية بالمفهوم الواسع وكذلك بعيدة كل البعض عن الواقع الثقافي والاكاديمي وروداها معروفين ومعظمهم انسلخ عن واقع الطبقات المسحوقة واصبحت الطبقة اوسطى بالنسبة له مصدر قلق وارق وبالتالي استبعدت من هذه الصالونات اي اصبحت مقتصرة على اصحاب النفوذ والمال وكل صالون يغطي نفسه باسلوبه وطريقته ويضفي عليه الطابع الذي يخدمه .

فالبعض يذهب لليسار وهو متخم وكل مصالحه برجوازية والبعض الاخر بالاصل هو من اتباع اليمين وقد لا يدرك المعنى الحقيقي لليمين وبالتالي بعضهم يغمز لليمين ويذهب لليسار والعكس صحيح , والبعض الاخر وجد في اسلوب الزيارات والتصريحات وسيلة لايصال رايه والتذكير بنفسه , ويتفق اصحاب الصالونات على شيئ واحد الا وهو الله لا يرد هذا الشعب ويستاهل كل المصايب والاوضاع ونسوا ان المصائب اتت منهم وليس من غيرهم اي انها بضاعتهم وصراعهم هو صراع كراسي وليس صراع مبادئ او افكار ومع الزمن اصبحوا هم اصحاب التاثير على القرارات مع غياب كامل للشعب وممثليه .

نعم الصالونات احيانا تعيش في حالة خمول واحيانا اخرى تنشط في مجالات مختلفة لجلب الانتباه وحرف البوصلة وقد يصل الامر بينها الى حد الصراع وخاصة عند الحديث عن تعديل او تغير وزاري او اية موجة من التغييرات على المواقع العليا في الدولة والكل منهم يسعى لحصته في الكعكة ولا يهمه احدا سواه , فالمهم الوصول او اعادة الوصول للكرسي فهو معبودهم الاول والاخير .

واليوم هذه الصالونات تتناقض وتشعل الاشاعات في هذا الاتجاه او ذاك واحيانا تذكي فتيل الصراع في المجتمع من خلال بناء فرضيات اقليمية وجهوية مناطقية والهم ليس الوطن واهله بل الكرسي وسحره وسطوته , نعم اصبح لا بد من رسالة لهذه الصالونات تبدأ بكلمة كفى بكل ما تعنيه من معنى , على هذه الصالونات ان تحترم عقول الناس ومصالح الوطن العليا فهناك وضع اقتصادي صعب يعيشه الشعب ويعاني منه الامرين ولكن المتخم لا يمكن ان يحس بجوع الفقير , وهناك اوضاع اجتماعية وتحول كبير في سلوكيات المجتمع لا يعرقها هؤلاء الا نظريا لانسلاخهم عن مجتمعهم وواقعهم , وهناك فتن نائمة يحاول بعضهم ايقاظها ليركب الموجة فيها دون النظر لما سوف تلحفه من اضرار على الوطن والامة , هؤلاء يجب ان يعوا ان هذا الوقت ليس ككل الاوقات فجوارنا يحترق بالحروب ووطننا يعيش كواحة امن وواستقرار وعلينا ان نحافظ على هذه الواحة , واقول لهذه الصالونات بالعربي الفصيح حلوا عنا وعن الوطن , واقول لولي الامر وقائد الوطن نحن كالطير وهؤلاء يريدون تقسيم الوطن ككعكة عيد بينهم ضاربين بعرض الحائط كل مصالح الوطن العليا ,والطائر لا يطير الا مكتملا وريشه ناضجا وحتى الذنب له دور في التوازن , لذلك يجب ان ينتهي دور هذه الصالونات والتي لا تريد وجود حتى احزاب قوية ولا مؤسسات مجتمع مدني لها راي وموقف , نعن نحن لا نتهم بل نحذر من هذه الصالونات ونقول ابتعدوا عنا كشعب وكلوا واشربوا وارتعوا بما حصلتم عليه من نعيم جاء من جلودنا نحن كشعب واختم بالقول الصالونات السياسية هي التي تريد اغتيال فكرة الاحزاب حتى لا يكون هناك ديمقراطية وتعددية وتبادل للسلطة الديمقراطية وبالتالي ايقاف هذه الصلونات عند حدها اصبح مطلب شعبي وطني وقبل فوات الاوان . نحن بحاجة لقانون انتخابات يقبر الصوت الواحد ونريد عدالة ومساواة وتكافؤ الفرص وخاصة ما بين ابن البادية والريف والمخيم واناء اصحاب هذه الصالونات والتي استولى محابيها على كل شيئ .

وتحية لك يا وطني وتحية لك يا شعبنا المعطاء وانت تحافظ على امن الوطن واستقراره والامل دوما معقود على الشعب لا على اصحاب الصالونات .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات