بين الفهم والهروب


أصبح مرضاً مزمناً بعد ان شخّصته أهدافنا منالاً دنيوياً وحركه ايمان ضعيف حالات نفسيّة وترهلات ثقافية واجتماعية , ان تفهم ما يجري حولك بات من المستحيلات , ان تدرك جيداً سيناريوهات الثقافة والعادة والمفاهيم الدارجة من الادارة الى السياسة شابه الكثير من الغموض الفاسد منطقياً و اعتلاه تناقض مثير للاشمئزاز عند معشر القادمين الى الهدوء ,كلما شعرنا اننا نقترب من فهم الحقيقة واجهنا شبح مفهوم اخر جديد , ومنطلق غريب يقلب الموازيين ويتركنا عراة سذج في صحراء الطموح الحارق والامل الندي بين الارادة والتداري....ان تهرب وتبحث عن جوائز ترضية خيارٌ عائلي قاتل ... ان تهرب لا مع فرعون ولا موسى اصبح عرفا شعبيا يفتى لحاجة اقتصادية او تداعي امني او زيارة تكفيرية موسمية....

أننا العرب الذين لن تقوم لنا قائمة ما دمنا حفرنا جهلنا بايدينا , وما دام وأد بنات الافكار, وتحطيم الارقام القياسيّة المصلحة هدف الساسة وجل اهتمامهم وخلاصة اجتماعاتهم , اننا العرب القتلة , العرب الذي بايعوا جميع الامم على ان يكونوا الاذلاء الصاغرين , اننا العرب الذين بصموا بعقولهم ان التبعيّة والفرقة هي أصلهم المتأصل وانّ تجارة حضرموت والشام لن تزدهر الا اذا قدمنا هباتنا وعطايانا الى اباطرة الشرق والغرب نتوسل لتمر القوافل مع كالبهم , هذه هي حقيقة الفهم لواقع العرب الذين يتوقعون انهم يملكون وهم لا يملكون, الذين اصبح الدين عندهم صلاة بمراءاة وزكاة بتحايل وصوم برفث وفسوق... وها هم العائدون من العمرة والحج تجار محتكرين , وشعوب رخيصة , وساسة متملقين ,ودعاة الى العبودية الغربية ....

هنا العرب الذين أرتدوا عن عروبتهم واعتنقنوا مذاهب السحق والرذيلة , هنا العرب الذين رفضوا الطهارة بين الصفا والمروة ورموا الحجارة على باقي ثلة من الصالحين وأستثمروا زمزم عصرنا الى تجار السوق السوداء ليبتاعوا أسلحة يقتلوا بها جيرانهم واخوتهم....

هنا العرب الذين قيدوا ارواح امتهم بثلة من الساسة الاغبياء والمتنفذين المعقدين والاقتصاديون المرضى ...هنا الكبار الصغار الذين يناقشون على مائدة افطارهم اليومي خطوط طول الحكم ودوائر العرض والشرف الشعبي ومكروا بين الثورة والثروة.. 

هنا العرب , التخلف , الظلم, الفساد , هنا التفنن في الشرك الاصغر والاكبر , هنا العرب الذين شربوا فوق اثمه الخمر نخب العبودية الغربية كأساً زانياً بكل الاخلاق والقيم ....
بات ان اكون مرتدا عن العرب تقويما سليماً لخيانتي طوال تلك المدة من الكفر الاخلاقي ,بات ان اكون مرتداً صلحاً مع طهارة حضارتنا الاسلام وهدنة مؤقتة لرحيل الى عالم ثلاثي الابعاد : الاخلاق , الدين والواقع.....

ليست فلسفة الا اذا حال بيننا وبين الحقيقة مرآة الماضي , اننا شرذمة ليست قليلة ,كفرنا لا ارادي عندما اضعنا دروب الاخلاق والقينا مفاتيح الحضارة بين اكوام العولمة والمادية والزندقة السياسية....

وفي هذه الشهر أجد صعوبة في تفسير شهر رمضان هو شهر المكافاة الالهية لمن أتقى وأحسن وسعى لامته ودينه ... شهر رمضان ليس شهر التراويح والتسابيح فقط هو شهر الصفاء مع الله والتطهر من الرذائل والاعتراف بالذنب ,شهر رمضان هو شهر القرآن الذي وضح حداً لهبل واللات , شهر وأد جميع العادات السيئة واعاد الحقوق لاصحابها وساوى بين الناس ضمن تشريع لم تشبه شائبة وقطع شوطاً حضارياً القى جميع الامم الاخرى صاغرة مستسلمة لمنطقه ومبادئه السامية وعدالته...

شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن كان الحل المثالي لفرقة عربية نقلتها اياته الكريمة امة مجتمعة وحضارة اطارها خلافة الله على الارض ونصها الاخلاق والدين..

وكأن الذنب كل الذنب على الشياطين في باقي أشهر السنة اذا فماذا فعلنا في هذا الشهر ان صدق الراوي ,متى يعيدنا شهر التوبة الى مسارنا الاخلاقي الصحيح , ان صفدت مردة الشياطين برحمة الهية في هذا الشهر فقد صفدت اخلاقنا طوال اثنى عشر شهرأ من تلقاء انفسنا , أقرأ وأبكي واجب "

1. نفرح من قلوبنا في الافراح ونحزن من قلوبنا في الاتراح ....متى؟
2. نتسابق للصف الاول في الصلاة..متى؟ نتزاحم عند باب المسجد للخروج (الهروب).الى متى؟.
3. نسامح لله ونعاتب للمحبة وننصح للمصلحة متى؟
4. نخون ونحسد الى متى؟
5. اموالنا على الطعام الجاهز والملابس الفاخرة ونترك اخواننا وجيراننا جياع عراة . الى متى؟.
6. نشجع انسان صالح مبدع وعبقري ونأخذ بيده ليشق طريقه في خدمة الامة ..متى ؟.
7. .الدين الاسلامي ليس حكرا على المسلمين ...انت فقط اشكر ربك لانك ولدت مسلما فلو ولدت غير ذلك لكنت اشدهم عداءا للاسلام لا زلنا جاهليون في بعض تصرفاتنا الى متى؟.
8. في قصة الربيع العربي مقارنة سريعة بلال بن رباح ليس هو ابو عزيزي من تونس هناك فرق كبير بين الايمان والاستسلام.
9. منذ ما يقارب مئة عام حافل بالكتب والاحداث المزورة ... متى نقرأ من المحفوظ ونترك المزور .... ؟
10. السنّة ليسوا على سنة الرسول , الشيعة لم يتشيعوا لعلي ...اين المجرمون, من داعش والقاعدة والنصرة و الحوثيون اننا العرب القتلة ؟
ارتدوا !!!



تعليقات القراء

ابن ماحص
كلام جميل بزمن البشاعه .... لان زماننا هذا تكثر فيه التناقضات بل حتى اصبح كله متناقضات بين المصلحه والانا والتزوير ... ابدعت اخ ابو يوسف
24-06-2015 02:02 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات