"صور الاعلام الباهتة " هل تنتهي ؟!


قبل ايام من بداية الشهر الفضيل كنت اتابع احد المسلسلات السياسية " العبارة مقصودة " كان المذيع يقدم الضيوف بطريقة غريبة جدا تخيلت بوقتها ان الحلول المستعصية على حكومتنا من حيث القضاء على الفقر والبطالة والفساد قد حان وقتها لو تعاون اصحاب القرار مع ذاك الهمام , فقد اخذ يقدح ويذم ويشير بعبارات الاستنكار لكل اقتصادي سمع به بيوم من الايام حتى تخيلته مؤسس علم الاقتصاد , ومما يزيد الطين بلة هو اشادة المذيع بكل تعليق او طرح كان يقوم به الضيف وكأن المقدم للبرنامج قد اختار طرزان العصر للاصلاح والتغيير , في البداية عرفه المذيع للجمهور المشاهد للحلقة بمقدمة ذكرها المذيع تفوق بمضمونها ماقدمه ابن خلدون بعلم الاجتماع ! فكلما تحدث الضيف بعبارة ماء هز المذيع رأسه مؤكدا موافقته ومشيرا بنفس الوقت بأن الصواب لايتعدى مايتحدث به ضيفه , عندها ايقنت بأن هذه الشاكلة من الاعلاميين هي المسؤولة الوحيدة امام الله والوطن عن ضياع طموحات واماني المواطن بالاصلاح والتغيير , وايقنت بان النفاق عندما يسكن رجل الاعلام لايستطيع احدا ان يقدر حجم الكارثة التي تهز كيان الدولة والمجتمع على حد سواء , طبعا الضيف كان يعتقد بوقتها نتيجة لحماسه الزائد ان كل العالم يشاهدونه فاخذ يتحدث عن الاقتصاد الامريكي والروسي والاوروبي منتقدا القائمين على رسم سياسات الدول تلك , لانريد ان اطيل اكثر عن تلك التفاهة التي اتمنى انني لم اشاهدها بشاشاتنا الفضائية ولكنني اتسائل كما يتسائل الكثير من ابناء وطني الاردن الغالي ! هل من الممكن ان تختفي تلك الصور الاعلامية الباهته من فضائياتنا وصحافتنا ؟!!! ام ان عصرا جديدا من النفاق والوصولية قد خط طريقه بعد انتهاء مايسمى بالربيع العربي ؟!! ام ان بعض الاعلاميين والمؤسسات الاعلامية باتوا على قناعة تامة بعدم جدوى الشفافية التي تجسد الوضع المنهار للمواطن واقتنعوا بوسائل الاسترزاق الرخيص على حساب الشعب واظهار بعض الشخصيات المهترئة على انهم رموزا بالتغيير والتصحيح السياسي والاقتصادي , واصبحت سياسة التلميع للقديم المؤذي هي الرائجة هذه الايام والتي ستحقق لهم الكسب السريع و اللامشروع , فكل تلك التساؤلات تجول بانفسنا جميعا , الا اننا كلنا ثقة بؤسساتنا الاعلامية بان تعاود من جديد دورها المضيء والخلاق وان تتجاوز عن تلك الاخطاء لان المواطن هو حجر الاساس ببناء وطنا قويا متينا , فالمواطن يتطلع دوما للاعلام بأنه سلطته التي من خلالها يتنفس الحرية والصمود امام مايحيط به من سياسات اقتصادية فاشلة وكذلك ممن اكلو ا قوته من المفسدين , فعلى بعض المؤسسات الاعلامية ان تعود من جديد بكل نزاهة وموضوعية لمساندة المواطن الفقير والمغلوب على امره لنرى من خلالها الصوره الحقيقية للوجه الوضاء للاعلام ..........



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات