مَعْذرةً وبَراء .. ليس ( الغُثاء ) مَنْ يُدافعُ عن ( شيخِ العلماء ) !


" لو أردنا الدّفاعَ عن شيخ الإسلام ابن تيميّة – ذاك الإمام الصّلب - ؛ ما وجدنا أقوى من كلامه سلاحاً ندفع به عن أهل السّنة قاطبةً ؛ لا هو فحَسْب ، هو يدافع عنّا وقابلناه بالجحود والسّب ! "

لا نَعْجبُ – في هذا الزّمان - مِن كثيرِ البُهتان ، ولا الجَور والزور حين ينتشران !

لا غرابة إذا استنسرَ – في أرضِنا – البِغثان ، ولا أيُّ طائرٍ حقيرٍ كان !

فإنّها : " سَنواتٌ خدّاعات ؛ يُصَدَّقُ فيهَا الكاذِبُ، ويُكذَّبُ فيها الصَّادِقُ، يُؤْتَمَنُ فيها الخائِنُ، ويُخَوَّنُ فيها الأَمِينُ، ويَنْطِقُ فيها الرُّوَيْبِضَةُ ... الرَّجُلُ التَّافِهُ يتَكلَّمُ في أَمْرِ العَامَّةِ " !
دينِهِم وسُنّةِ نبيّهم العدنان ...

ويا ليْت أكثرَهم تكلّموا في أمْرِنا – دَعوةً إليه أو إظهاراً له – بل مُحْدِثين فيه ، ورادّينَ له ، وطاعنين في أئمتِه وأعلامِه ؛ فكانوا كعُتاةِ شياطين الإنس والجان !

وواللهِ ما تجرؤوا – فينا! – إلّا لهواننا وتفرّقنا ، وهُمود زرعِ الأوّلين في أرضنا ، وتكثيرِ أسْوَدِها وتكسيرِ أسُودِها !
كمِثل شيخِ الإسلام ( ابن تيميّة ) يُرامُ له الإسقاط ، ويُرادُ فيه – عند الناس - الإسخاط !!

ومِن ( أبناء جِلْدتنا ) !

ذاك الجلدُ الفتّان !

خارج حدود العقلانيّة خوضُ أولئك ( حرْباً فكريّة ) ضدّ شيخ الإسلام ، أو مجرّد التفكير في تشويه منهجه السّلفيّ العلميّ النقيّ المُذهل ! ،فإنّه – رحمه الله – عَرَف الطريق القويم وخطّ نبيّ الإسلام – صلى الله عليه وسلم – والمحجّة البيضاء التي ترك الأمّة عليها ؛ فيقول – كما في مجموع الفتاوى - :

"وكلما كان [ المسلمُ ] اتْبعَ لمحمّد- صلى الله عليه وسلم - كان أعظم توحيداً لله و إخلاصاً له في الدّين ، وإذا بعد عن متابعته نقص من دينه بحسب ذلك ؛ فإذا أكثر بعده عنه ظهر فيه من الشرك والبدع مالا يظهر فيمن هو أقرب منه إلى اتباع الرسول "


" ورثة الرسل وخلفاء الأنبياء هم الذين قاموا بالدّين علماً وعملاً ودعوة إلى الله والرسول فهؤلاء اتباع الرسول ، حقاً ، وهم بمنزلة الطائفة الطيبة من الأرض التي زكت فقبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير فزَكت في نفسِها وزكَى الناس بها "

فقام لهذا حقّ القيام؛ يهدم مبانيَ أهل البدع والهوى والكلام ، وينصر السّنة ويقدّمها في كلّ مقال ومقام ، ، فحفظ الله به بيضة الإسلام ، ونصرَ دينَه على مِلَلِ الأنام .

وأسوقُ - ها هنا - شهادة مَنْ أتقنَ علمَ الرجال ، وصالَ بين أخبارهم وجال ، وأوفى حقَّ أئمة ديننا الجبال ؛ هو الإمام المتفنن أبو عبد الله شمس الدين الذهبي قال :
" هو شيخنا ، وشيخ الإسلام ، وفريد العصر ، علماً ، ومعرفة ، وشجاعة ، وذكاءً ، وتنويراً إلهيّاً ً، وكرماً ، ونصحاً للأمَّة ، وأمْراً بالمعروف ، ونهياً عن المنكر ، سمع الحديث ، وأكثر بنفسه من طلبه وكتابته ، وخرّج ، ونظر في الرجال ، والطبقات ، وحصَّل ما لم يحصّلْه غيرُه .

برَع في تفسير القرآن ، وغاص في دقيق معانيه ، بطبع سيَّال ، وخاطر إلى مواقع الإِشكال ميَّال ، واستنبط منه أشياء لم يُسبق إليها ، وبرع في الحديث ، وحفِظه ، فقلَّ من يحفظ ما يحفظه من الحديث ، مَعزوّاً إلى أصوله وصحابته ، مع شدة استحضاره له وقت إقامة الدليل ، وفاق الناس في معرفة الفقه ، واختلاف المذاهب ، وفتاوى الصحابة والتابعين ، بحيث إنه إذا أفتى لم يلتزم بمذهب ، بل يقوم بما دليله عنده ، وأتقن العربيَّة أصولاً وفروعاً ، وتعليلاً واختلافاً ، ونظر في العقليات ، وعرف أقوال المتكلمين ، وَرَدَّ عليهم ، وَنبَّه على خطئهم ، وحذَّر منهم ، ونصر السنَّة بأوضح حجج وأبهر براهين ، وأُوذي في ذات اللّه من المخالفين ، وأُخيف في نصر السنَّة المحضة ، حتى أعلى الله مناره ، وجمع قلوب أهل التقوى على محبته والدعاء له ، وَكَبَتَ أعداءه ، وهدى به رجالاً من أهل الملل والنحل ، وجبل قلوب الملوك والأمراء على الانقياد له غالباً ، وعلى طاعته ، أحيى به الشام ، بل والإسلام ، بعد أن كاد ينثلم بتثبيت أولى الأمر لما أقبل حزب التتر والبغي في خُيلائهم ، فظُنّت بالله الظنون ، وزُلزل المؤمنون ، واشْرَأَب النفاق وأبدى صفحته.


ومحاسنه كثيرة ، وهو أكبر من أن ينبه على سيرته مثلي ، فلو حلفت بين الركن والمقام لحلفت : إني ما رأيت بعيني مثله ، وأنه ما رأى مثلَ نفسِه .. "

وهو أكبرُ مِن أنْ يدافعَ عن مِثله الغُثاءُ !
فما نحنُ – اليوم - غير هذا بين الأمم ؟
أخلينا القِمم ، وبرَدت في قلوبنا – للدّين – الهِمم ، وصار أكثرُنا بين طالبِ دنيا لها يعمل ويهتم ، ومبتدعٍ في الدّين ما أصغى للسّنّة ولا استسلم !
والمُصْلِحون الصّالحون قليلٌ غُرباء ..

فأيّ غباء !
نُسْلِمُ أئمتنَا وعلماءنا للأعداء ، ولأهل الزّيغ والضلال والانحراف والأهواء ؛ ثمّ إذا استطالوا علينا وأتوْنا بالويلات والبلاء بما ( حرّفوه ) من كلام أولئك العلماء ، وبما كانوا عليهم ( يكذبون ) فينا بافتراء .. ؛ صدّقنا ! ، ووقعنا فيهم – سبّاً وقدْحاً ! – ودون وجلٍ ولا خَجَلٍ ولا حياء ..!
شيخُ الإسلام ابنُ تيمية رأسُ التكفير ؟ رأسُ التكفير – مَرّةً واحدة - ؟!
هذه : واحدةٌ مُرّة ..!
وقالوا – ولَساءَ ما قاءوا- : ( يجبُ حرقُ كُتبه وإخراجُها من المكتبات )!
وأهلُ ذلك الهُراء طوائف هم أصلُ الدّاء :
طائفةٌ جَهِلت عِلمَ هذا العَلَم وقَدْرَ عقْله وفهْمِه وفقهه ؛ فظنّوه – لِما صَوَّره المُبْغِضون والمُغْرِضون! – أصلَ ما انتشر من الغُلوّ والتطرّف ،والتكفير المُنْفَلِت والعُنف .. ! .
وطائفةٌ – شرٌّ من ذلك !- هُم أهل البدع والكلام من الفرق الضّالة ؛ قد استغلوا الفتن الجارية وما قيل في شيخ الإسلام من البهتان لتصفية حساباتهم معه ! ، والثأر لأسلافهم و ( مشايخهم ) الذين تساقطوا – قديماً – أمامَه .. ! .
والشيعةُ الرّوافض الذين فاق حِقْدُهم – على شيخ الإسلام – حُدودَ الأخلاق ، ووصلَ غِلّهم وغيظ قلوبهم مراتب الإطلاق ! ؛ فهو من قضّ مضاجعهم ونقض مناهجَهم ، وفضَّ – وفضح – عقائدهم ؛ فكيف لا يفرحون بـ ( فكرة )! حرق ولو كتاب واحدٍ فيه ذِكرُهم ..! .

فأمّا مَنْ هو مُنتسبٌ – أو مُتعصّب ! – لِسِلك أحزاب ( الإسلام السياسيّ! ) الزائف! ، ومَن تعاطف – أو تكاتف ! – مع منهجهم الحائف ؛ فدفاعُه عن شيخ الإسلام ضرْبٌ مِن ( العَبَث ) - بما فيه مِن ( الخَبَث ) – الذي لا يحيقُ إلّا بأهله .. ؛ فإنّهم الفاتحون لباب الفتن على الأمّة بما سوّل لهم شيطان الرياسة و ( حُكم الشّعب ) حين ركبوا موجة ( الربيع الدّموي )! ، ودخلوا ببلاد المسلمين نفق الدّماء والدّمار والتشريد على ظهر ثورات بائسة عمياء ..! .

ولو أنّهم كانوا مِن قبلُ يفتحون كُتبَ شيخ الإسلام ، ويقفون على منهجه السّلفيّ السّنيّ النقيّ ، ويستوعبون ما دفع الله – تعالى – به عن الإسلام والمسلمين ... ؛ ما فعلوه ! .

فأربعوا على أنفسكم فإنّ الله – جلّت قدرتُه – يُدافع عن الذين آمنوا .. ؛ بأهل الطائفة المنصورة القائمة على أمْره وسُنّة نبيه – صلى الله عليه وسلّم – وما كان عليه سلفُ الأمّة – علماً وعَملاً واتّباعاً – إلى أنْ يرث اللهُ الأرضَ ومَن عليها .

والذين شذّوا لا يستطيعون استنقاذ أنفسهم – فضلاً عن الدفاع لأئمة الإسلام – فقد ضَعُفَ الطالبُ وعَظُم – كثيراً - المطلوب ! .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات