تجارة المنسف وأدواته


تعيش الدوله بكل مكوناتها ركوداً غير مسبوق في كافة القطاعات, حتى العام منها قد تسلل اليه الجمود فأضحت المعاملات الحكوميه تحتاج الى الوقت او الواسطه لانهاءها, من هنا نحن نسير ببطىء ولكن الى الخلف باتجاة منحدر ساحق اخاف ان يأتي على كل ما انجزناه في نصف قرن, فالقطاع الخاص في العناية الحثيثه يئن, والدينار لم يعد له قيمه حتى ابنك الصغير يرفضه كمصروف مدرسه,, مما حدى بشركات الألبان بعمل عبوة لبن بدينار فالكليو قد تجاوزت قيمته الدينار ولربما والنصف..وقس على ذلك..فباقي القطاعات تشكو كساداً فالاطباء في القطاع الخاص بدأوا يتسللون خارج الوطن بحثاً عن فرص عمل تؤمن دخلاً يفي باحتياجات أسرهم ومتطلبات التعليم.. وكذلك المهندسين والمعلمين واصحاب المهن..

لربما التجاره الرائجه اليوم هي تجارة الدليفري من ساندوتشات يعشقها الاطفال الى حد الأدمان, اضافة الى الاصناف الأخرى التي يضاف اليها مواد تصل بمن يتناولها الى حد الأدمان عليها واعتقد ان هذه المواد هي نترات الصوديوم,,ناهيك عن التجاره الاردنيه الأصل والتي تقتحم كل البيوت في كافة المناسبات افراح ام اتراح..المنسف الاردني ومكوناته,, فالجميد الرطل منه لربما يعادل برميل النفط برنت,,وكيلو الصنوبر لربما اغلى من برميل من النفط العربي الخفيف,, وارخصهما اللحم المستورد الذي يجلس أعلى تلال الأرز المستورد ايضاً ومن كافة البلدان..ناهيك عن الشنينه ولربما هي اضحت اغلى من عصير البرتقال..برغم انها من بقايا الالبان التي انتهت صلاحيتها.

السياحه في الوطن كانت الرافد الاساس لخزينة الدوله واقتصادها ومنها العلاجيه لكننا نرى اليوم عزوفاً برغم ان محيطنا لم يعد مؤهلاً لأي منها,, هناك اسباب ودوافع جعلت من الأخوه العرب أن يشيحوا بوجوههم عنا ’ومنها المبالغه في ارتفاع الاسعار وكلف المعيشه والتي فاقت الكثير من العواصم العالميه, اضافة الى المبالغه في فواتير العلاج والاستشفاء من قبل مستشفيات القطاع الخاص وبعض الاطباء, والتي يجب ان تكون تحت رقابة الدوله ممثله بوزارة الصحه..المرافق السياحيه بدأت تتجه الى استغلال السائح وسوء الطبق المقدم له اضافة الى سوء الخدمه احياناً,ناهيك عن ان الشعور بدأ يتولد لدى السائح بأنه مستهدف,, لذا تجده يفاصل بسعر كيلو الخبز برغم ان سعره ثابت, من هنا الوضع يحتاج الى مراجعه شامله ووضع النقاط على الحروف..

مؤسسات الوطن الأفضل سمعةً عربياً التعليميه والاستشفائيه وكلاهما بدأت تتأكل سمعتيهما,, فالتعليم العالي عندما رفعت الدوله يدها عنه من خفض الدعم له اتجهت الجامعات الى التعليم الموازي لسد النفقات مما جعل من مخرجات التعليم في جامعاتنا متدنيه ويشار لفسادها بل بنان في الدول التي كانت تحترم خريجينا.. وكذلك التطبيب في القطاعين العام والخاص, فبعد ادخال مفهوم الحوافز في القطاع العام اصبح المال هو الهدف فاتجهت بوصلة المستشفيات العامه الى افساح المجال للتطبيب للمرضى العرب بحثاً عن مال للحوافز فكانت النتيجه تدني مستوى الخدمات المقدمه للمواطنين,, اما القطاع الخاص فقد اسلفت اساليبه في محاولة نهب المرضى العرب وارتفاع كُلف العلاج مما ادى الى بحثهم عن اماكن اخرى في مصر وتونس ولربما الدول الاوروبيه وهذا انعكس سلباً على الاطباء والوطن..في المحصله هناك ثغرات في القوانين يجب اعادة صياغتها وتنظيم كافة القطاعات ضمن رؤيه شامله تهدف الى اعادة قطار الوطن الذي ظل سبيله الى سكته..نحن مقبلون على شهر الخير لعلنا نعود الى رشدنا ونخاف الله في الوطن والمواطن.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات