د. أبوالحاج يكتب: القشور الخزفية ما لها و ما عليها

كثر الحديث في الآونة الاخيرة عن القشور الخزفية و امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بصور الحالات و التعليقات الراغبة بهذه الابتسامات... في هذا المقال سوف اتطرق للحديث عن القشور الخزفية ما لها وما عليها ...
أما القشور الخزفية فهي عبارة عن طبقة ذات سماكات قليلة مصنوعة من مواد خزفية يتم إلصاقها على الأسنان لتغيير شكلها او لونها أو الإثنين معا .
و عندما نتكلم عن القشور الخزفية فإنا نتكلم عن طب الأسنان التجميلي , غالبا الأشخاص الذين يرغبون بتجميل أسنانهم يرغبون إما بتغيير لون السن , شكل السن او موقع السن . و معرفة ما يحتاجه المريض هو أول خطوة في العلاج .و لا بد هنا من توضيح ان القشور الخزفية ليست الحل الأول لجمال الابتسامة و ليست ايضا الحل السحري فهي تقف عاجزة امام كثير من الحالات . ففي حالة أن المطلوب مثلا تغييره هو اللون فإن الخيار الأول للمريض هو تبييض الأسنان إما بالعيادة باستخدام أجهزة مثل Beyond polus) ) أوباستخدام التبييض المنزلي, إذا لم يقم هذا الخيار بما هو مطلوب نلجأ للقشور الخزفية كخيار ثان وليس اول . أما إذا كان المطلوب تغيير مواقع الأسنان فإن الخيار الأول هو التقويم .

أما إذا كان شكل السن هو المطلوب تغييره هنا نلجأ للحشوات التجميلية أو القشور الخزفية و التركيبات السنية بناء على دراسات مستفيضة للحالة. و بالتالي فالقشور الخزفية ليست العلاج السحري و الأول للحصول على إبتسامة جذابة : حيث إن المعالجة بالقشور الخزفية إذا لم تتم بالصورة المناسبة ضمن معايير دقيقة سوف تتسبب بالكثير من المشاكل للمريض.
فهناك مجموعه من المعايير التي يجب توفرها في القشور الخزفية ويتطيع المريض من خلالها ان يحكم على جودة القشور ؛ بداية يجب الا يكون هناك اي بروز على شكل حافه نافره سواء من جهة اللثة او من الجهة الداخليه للسن ، وجود مثل هذه البروزات ممكن ان ينتج عنه اضرار باللثة كالالتهابات و من علاماته انتفاخ اللثه و احمرارها و تكرار النزيف عند تنظيف الاسنان. من جهة اخرى يجب ان يتمكن المريض من تمرير خيط تنظيف الاسنان بين الاسنان بسلاسه دون عائق او ان يتعرض للتمزق نتيجة وجود بواقي من المادة اللاصقه بين الاسنان، حيث ان وجود زوائد من الماده اللاصقه هو خطأ فادح في عمليه الالصاق ممكن ان يؤدي لتسوس الاسنان والتهاب اللثه بالإضافة إلى رائحة الفم المزعجة .
اما في الحالات الاسوء و اكثرها ازعاجا للمريض هو تكرار سقوط القشور الخزفيه و الذي يمكن ان ينتج عن تحضير الاسنان بطريقه خاطئه او الصاقها بطريقه خاطئه اواستخدام ماده غير مناسبه و هنا تجدر الاشارة أن عمليه تحضير و الصاق القشور الخزفيه عمليه حساسه و دقيقه جدا.
و من الامور التي تكثر الأسئلة عنها لون ومظهر القشور الخزفية وقد أشرنا بمقال سابق حول تنوعات المظهر للقشور الخزفية بناء على رغبةالمريض بالتعاون مع الطبيبز
كثير من المرضى ينظرون إلى الحالات المعروضةعلى صفحات التواصل الاجتماعي كحالات مسلمة و يتطلعون للحصول على مثلها وهنا يجدر الإشارة إلى مجموعة من الامور : اولا هناك مجموعة من الحالات التي تعكس اتقانا عاليا في العمل وجديره بالثناء على جودتها ، لكن من جهة اخرى هناك حالات أخرى تكون العيوب التي سبق أن ذكرناها ظاهرة و واضحة و هناك بعض الصور يكون التلاعب فيها عن طريق الفوتوشوب واضح جدا للعيان.
دعوتي للراغيبين في اجراء القشور الخزفيه و المتابعين للصور المتداوله هو النظر لها بعين ناقده اكثر و التدقيق بالتفاصيل مثل حواف الاسنان العلويه بجانب اللثه وجود مواد بيضاء بين الاسنان و عدم الاكتفاء بصورة تظهر فيها الاسنان جزئيا من ابتسامه خجوله و المطالبه بصور تكشف الاسنان كاملة مع جزء من اللثه و بالتأكيد مصداقية الطبيب و شهاداته و خبراته مهمة جدا في هذا الموضوع .
النقطة الاخرى التي يجب التركيز عليها ان الحالات تختلف من شخص لآخر فالشكل الملائم لهذه الحالة ليس بالضرورة ان يكون ملائما لحالة اخرى فهناك كثير من العوامل التي تلعب دورا في مظهر الابتسامة عدا عن شكل الأسنان مثل الشفاه و الوجه و لون البشرة ...إلخ .
في النهاية موضوع جمال الابتسامة هو موضوع نسبي بعض الشيء فما تراه مناسبا قد لا أراه كذلك لكن هناك ضوابط و معايير قد تؤثر على صحة اللثة و الأسنان و هذه لا يختلف عليها إثنان.أدام الله عليكم ابتساماتكم صحية وجذابة.
د.محمد أبوالحاج اختصاصي تركيبات وزراعةالأسنان- مركز ميرال لطب وزراعةالأسنان-