مين فينا بحب الله أكثر ؟


معادلة بسيطة جدا ولكنها هي سبب ما يصيب وطننا العربي خصوصا وبقية دول العالم من كوارث، وهذه الخلاف على محبة الله بين جميع الأطراف جاء نتيجة لإيمان كل طرف أنه يحب الله أكثر من الأخر ، ويحرص كل طرف على وضع لفظ الجلالة على رايتة الوطنية كدليل على هذا الحب .
ولكن يبقى العقل الذي خلقه الله للإنسان هو الحكم عند الشعوب لمعرفة من فعلا يستحق أن يكون أكثر محبة الى الله من الأخر ، والله لايرضى أن يقتل البشر بعضهم بعضا على أساس محبتهم له ، وهنا نجد أن " الدواعش " وبقية من يجدون في قتل الأخر لأجل محبة الله هم أهل ضلالة وبهتان ، ولأن الحكمة الربانية تقول وتدعو للتسامح بين أطراف هذا الخلاف في أصلها ، وعندما يجد أي طرف من تلك الأطراف نفسه صاحبة ولاية على تلك المحبة دون الأخر تكون بداية النهاية له .
ويبدو من تطورات الاحداث الأخيرة في الساحة العربية من الخليج الى المحيط أن لا احد يمتلك الحكمة في محبته لله ، لأن من يقتل الأخر على نتيجة للخلاف على تلك المحبة فهو قد قتل الناس جميعا، وأكثر ما يبرز هذا الخلاف على محبة الله بين الأطراف ؛ أن كل واحد منهم يدعى أن قتلاه شهداء وقتلا الأخرين مجرد جثث تلقى على قارعة الطريق ، وكذلك يتم اختصار المسميات بينهم على أصول فرعية لطائفية تحكم درجة هذا المحبة لله ، وتلغى مسميات أكثر اتساعا من تلك المسميات الطائفية ، وهي نفس المسميات التي يتساوى بها الجميع في محبتهم لله.
وحروف كلمات تلك المحبة واحدة ولا تختلف في الترتيب المكاني لها ؛ بل هي تقراء ذهنيا وليس بصريا بمجرد رؤية الراية التي كتبت عليها ، وعندها تصبح قدرة الناس البسطاء على التمييز بين أي من هذه الرايات هي الحق والدليل على محبة الله ضعيفة ، وتترك تلك الاشكالية الذهنية لدى هؤلاء الأفراد فراغا عقائديا ، والذي يملاءه مباشرة الولاء للوطن الذي يقدم له الأمن والأمان والاستقرار وبقية مطلبات حياتهم .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات