متى يستفيق العرب ؟


ظل العرب يغطون بغيبوتهم منذ أكثر من ستين عاما أي منذ احتلال فلسطين وحتى يومنا لم يستيقظوا بعد .. على ما يبدو أن كل من يشرب الراح من أقداح الصهاينة في تل أبيب ، أو من أيادي مومسات السياسة الأمريكية في واشنطن ، لا يمكنه الاستيقاظ أبدا من سكرة أبدية ربما تؤدي في كثير من الأحيان إلى سكرات الموت ..

استفحلتْ المؤامراتُ في الشرق الأوسط ، حين ركبت حصانا جموحا ، لم يرد التوقف في أي إسطبل عربي ، ولم يكن بمقدور أي حاكم عربي أن يأخذ باللجام ليوقفه .. هكذا شيء لهذا الحصان الجموح .. وكذلك شاءت إسرائيل وقبلها أمريكا أن يسير الحصان على غير هدى ..

عصفت الحروب بكل جيوش العرب التي كانت محط آمال العرب ، والذين كانوا على الأقل يخيفون إسرائيل بحماقاتهم تارة ، وبتهديداتهم تارة أخرى .. الجيش العراقي البطل الذي كان أعظم قوة ضاربة في المنطقة ، هو نفسه صاحب البصمات التي لا تعصف بها الأعاصير ، بل ما لبثت ومنذ أكثر من ستين عاما محفورة على صفحات الزمن .. وفي قلوب المناضلين وعلى قبور الشهداء الذين أرادوا أن يدفنوا قريبين من فلسطين وهاهي مقبرة الشهداء في مدينة المفرق ما زالت شاهدة على شجاعتهم وتفانيهم ، بل وهناك قبور لشهداء عراقيين في أماكن كثيرة في أراضي الأردن ، وهم الذين قضوا دفاعا عن تراب فلسطين المقدس ..

لم يكن صدام حسين هو الذي دفع بالأبطال العراقيين إلى الموت في سبيل عروبة فلسطين ، لكن ترعرع على تراب العراق قادة عراقيون شجعان كانوا قد سبقوا صدام في هذا المضمار فتقلدوا وسام هذا الشرف العظيم ..

لكن .. حينما أيقن اليهود بأن من أبناء العروبة من هم جادون بالدفاع عن عروبة فلسطين ، وتحريرها من نير احتلالهم البغيض ، عملوا من أجل إبطال مفعول هذا الخطر الشيء الكثير ، وسخروا كل إمكاناتهم من أجل إقناع العالم بأحقيتهم بالعيش على أرض فلسطين ، وبعد أن شكلوا دولتهم الصهيونية ، وأصبحوا كيانا تعترف به معظم دول العالم في الشرق والغرب ، كان لا بد للعرب من إيجاد وسيلة أخرى يمكن من خلالها إقناع دول العالم بأن هناك شعب طُرد من أرضه وحل مكانه هذا الكيان المحتلّ .. فكيف يمكن للغرب أن يعترف ببطلان قراراته وظلمه بعدما أيد قيام دولة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين العربية في بدايات القرن الماضي ..

وحينما لم تقف أطماع الكيان الصهيوني عند حد .. فقد قامت بعدوانها الثاني على فلسطين ، في عام 1967 ، حيث احتلت ما تبقى من فلسطين وهو ما كان يسمى بالضفة الغربية التي كانت تحت الحكم الأردني ، وفي أعقاب ذلك الاحتلال أصدرت هيئة الأمم المتحدة قرارها الصوري الكاذب رقم (242) والذي يقضي بانسحاب إسرائيل من الضفة الغربية ، لكن القرار الذي جاء محيرا ، عندما صيغ بطريقة مبطنة ، ولدى ترجمته من الإنجليزية إلى العربية كانت تنقصه أل التعريف .. وكان هناك فرق واضح حينما أتت الصياغة على الشكل التالي وهو ( انسحاب إسرائيل من أراضٍ عربية احتلتها عام 1967) وتشمل الأراضي المحتلة في الجولان وسيناء ، والضفة الغربية ، والصحيح كان يجب أن تكون الصياغة هي ( انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967) ومع هذا التفسير الخاطئ لمفهوم قرار الأمم المتحدة ظل هذا القرار يراوح مكانه إلى يومنا هذا ، ولا أذكر أن قرارا صادرا عن الأمم المتحدة أخذ بهذه الصورة مثل قرار (242) .

منذ ذلك الحين ، والشرق الأوسط يحترق ويضطرب ، والمؤامرات فيه على أشدها ، وأمريكا كانت اللاعب الرئيس في سياسته ، ولقد أبدع الساسة اليهود المتنفذون في أمريكا ، بالتلاعب بالقرارات والمخططات والمؤامرات التي كان تستهدف الشعوب أول ما تستهدف ، وعمدت إلى جعل الشعوب يعيشون في أوطانهم كالعبيد ، تحت سخط بعض الحكام وسياطهم .. فدمر الجيش العراقي أولا .. فنحن لا نرى في العراق سوى طوائف منسحبة في عرض الصحراء يقتلها الظمأ والجوع .. وتنفرد بها إيران في أيامنا هذه ، لتقوم بعمليات تصفية عرقية ما بين السنيين لم يسبق لها مثيل ..

وأما الجيش المصري الذي استطاع أن ينفذ من مقصلة الأمريكان واليهود ، فما زالت المحاولات والمؤامرات مستمرة من أجل النيل منه ، وجعله أسوأ حالا من الجيش العراقي إن أمكن ذلك ، وكم أتمنى على المصريين أن يدركوا بأن كل ما يحدث من حولهم هو مؤامرة ، وأن الجيش المصري هو جيش مسلم وليس يهوديا ولا صهيونيا كما يصوره المخربون والإرهابيون ، بل هو جيش يجب أن يكون قويا ، يحمي حدود مصر وتراب مصر ، وسيادة مصر ..

وأما الجيش اليمني الذي لم يكن يوما خطرا على سلامة إسرائيل .. لكنه لم يسلم هو الآخر من أذى الأمريكان والسبب الرئيس كما نذكره ، هو ذلك العداء الذي يكنه اليمنيون لغطرسة أمريكا ومؤامراتها وتغلغلها في العالم العربي ومحاولة النيل من سيادة وأمن الشعوب ولقمة عيشهم ، وعن طريق هذا التغلغل استطاعت إيران أن توقع الفتنة والعداوة بين أبنائه من مختلف الأطياف ، معتمدة في ذلك على ما بثته أمريكا من خلافات وفتن استطاعت من خلاله أن تنشب أظفارها في أشلائه المبعثرة ، وها نحن نرى اليوم .. ما وصلت إليه اليمن من تدمير واقتتال وجراح ..

لم تغفل أمريكا عن دولة أخرى ، تمثل الدرع المتين للإسلام هي المملكة العربية السعودية التي رفعت يوما سبابتها في وجه الأمريكان لتقول لهم التزموا حدودكم ، ولا تعبثوا بسيادتنا وبقيادتنا ، نعم لقد قال القادة السعوديون قولتهم ، وكشروا عن أنيابهم في السنوات القليلة الماضية ، لكن أمريكا لم تنس هذا الموقف إلى الآن ، وظلت تسعى سعيها الحثيث إلى أن استطاعت أن توقع ما بين السعودية ودولة اليمن المتاخمة لحدودها . فلماذا عملت أمريكا على استدراج السعودية للوقوع في فخها البغيض ؟..

لم يكن لأمريكا في حالة مثل هذه أن تسكت على الإهانة التي واجهتها من حكام الرياض الشجعان ! . وكم كنت أتمنى على المملكة العربية السعودية ، أن انتبهت لهذا المخطط ، وقامت بحل المشكلة قبل أن تستفحل ، إذ كان بإمكانها أن تبعث إلى الحوثيين برجالات محنكين للتحاور معهم من أجل حل كل المشاكل العالقة .. وأن لا تعتمد على توجيهات الأمريكان الذين لا يذكرهم تاريخنا العربي إلا بكل سوء واحتقار ..

ألم يئن للعرب أن يتعظوا من تجاربهم السابقة مع الأمريكان ، أليسوا هم الذين دمروا بلادنا ونهبوا ثرواتنا ، وساعدوا أعداءنا علينا منذ ستين عاما وأكثر ؟..

وما تشهده الساحة العربية في العراق وسوريا اليوم لأكبر دليل على أن مؤامرة البنتاغون لن تقف عند حد .. بل قامت بزرع داعش على أرض العراق وسوريا ، وهم لفيف من الزعران والخونة والمجرمين والسجناء ، تجمعوا برئاسة ذلك اليهودي من أسمى نفسه بأبي بكر البغدادي .. مع علم الجميع بأنه صهيوني تم إعداده وتجهيزه في الموساد الإسرائيلي ومعروف بإسمه الصهيوني الذي تحدثت عنه كل صحافة العالم ..

وأمريكا التي تدعي بأنها تقاتل داعش ، وتقوم بهجماتها الجوية الكاذبة على أرتالها ، يفاجئنا ساستها اليوم بتصريحاتهم بأن داعش قد تستغرق عامين آخرين في المنطقة ، أي إلى نهاية عام 2017 ، وهاتان السنتان بالطبع كفيلتان بالقضاء على ما تبقى من المخزون الشبابي في العالم العربي ، بسبب استفحال عمليات التصفية والذبح والقتل والتدمير التي تنتهجها داعش في بلاد المسلمين ..
لم أقبل أبدا بعد اليوم ، وإن كانت وجهة نظري خاطئة ، فليعذرني الناس على ما خلصت إليه من أن العالم العربي الذي ما زال يسعى إلى حلول من لدن أمريكا وإسرائيل التي أصبحت اليوم تنعم بأمان لم يسبق له مثيل ، حيث أن داعش الذي يتعامل مع إسرائيل بكل هذا الأدب والاحترام ، لم يعط معنى أو مدلولا لهذا سوى أنهم فعلا هم جزء من إسرائيل ، ومهمتهم تنحصر في تصفية الشباب العربي ، الشباب القادرين على حمل السلاح ، والذين ربما تستيقظ لديهم الضمائر يوما ما ، ليكونوا هم نواة لقوات عربية ضاربة في الشرق الأوسط ، فتكون مهمتها الأولى هي تحرير فلسطين العربية بالكامل .. والذين نتمنى أن تتحقق على أيديهم الطاهرة نبوءة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .. وما جاء بقرآننا العظيم من آيات تتحدث عن هلاك اليهود في فلسطين على أيدي أبطال يجوسون خلال الديار يقتلونهم شر قتلة ..
أن جون كيري ذلك الشيطان الخبيث ، والأكثر منه خبثا ديم ستورا ، هذان اللذان عاثا في أرضنا فسادا وافتراءً وكذبا فقد تخبطا كثيرا ، وأوهمونا كثيرا ، وأضحكوا علينا الدنيا بأسرها ، عرفناهم والغريب بأننا ما زلنا ننتظر منهم الحل ..

إن مناشدتي للقادة العرب في هذه الأيام ، أن لا يمنحوهما فرصة لدخول الأرض العربية ، وأن لا ينصاعوا لمخططات أمريكا ، ولا لقرارات الأمم المتحدة الخائنة المتآمرة على عروبة العرب ، وعلى استقلال الشعوب وسيادتهم .. فكفانا يا عرب ما وصلنا إليه من مهانة ، قد استخف بنا الأصدقاء قبل الأعداء وضحكت علينا أمريكا والصين وروسيا وإيران التي تستخدم اليوم كعصا في أيدي أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي ، لتخيفنا ، إيران .. الدولة الفارسية التي تحلم بأن يعود إليها مجدها ونفوذها ، وسيطرتها ، بل وأكثر من ذلك فهي تحلم بقيام إمبراطوريتها على يد الأمريكان ، ولكن عليها أن تعلم بأن الأمريكان سيخذلونها ، ولن يكون بإمكانها تحقيق أي شيء من أطماعها غير أنها ستنال عداوة العرب الجيران منذ أن خلق الله الأرض وما عليها .. وستبوء بغضب من الله وغضب من الناس .

والله ولي التوفيق ،،،



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات