الوعود بالاصلاح والتغيير " هل توقفت ؟ ام انتهت ؟!!!


عندما كان المواطن الاردني ينادي باعلى صوته مطالبا بالاصلاحات وعلى جميع المستويات المتعارف عليها قبل سنوات لاح بالافق ان ذاك بصيص من الامل باستجابة الدولة بمؤسساتها الرسمية لتلك المطالب , فبوقتها سارعت الحكومة وباعلى المستويات على التقرب اكثر فاكثر للشارع من خلال الزيارات والجولات المكوكية حتى بدى للجميع نوايا القائمين على امور الشعب ان ساعة حسم الجدال حول وجود الفساد والمفسدين قد اتت اكلها , فكانت توجيهات الدولة للمواطنيين تصب بخانة الامن والامان اكثر مما كانت تتجه نحو اصلاح حقيقي يطال جميع ما طالب به المواطن خلال عقود مضت , حتى تصورنا لحظتها اننا مقبلون اما على دمار يأكل الاخضر واليابس واما ان نقبل بسياسات الحكومة المطروحة ورؤيتها بعمل موازنة تتلائم مع مستجدات الاحداث الاقليمية تارة ومع مطالب المواطن بالاصلاح الحقيقي تارة اخرى , فما الذي حدث بعد تلك السياسات والوعود بعد ثلاثة اعوام تقريبا وحتى الان؟! بالطبع لم يحدث تغيير جذري كما كان متوقع بل اخذ الفساد صورا جديدة اساسها هدر المال العام بملامح مغايرة لما كان من قيل , وطغت الاحداث الاقليمية على طموحات الشعب بالتغيير والاصلاح الحقيقي , واصبحت لقمة العيش حلما لايعرفه الاردني الا بمنامه وتمنياته , فمعدل الفقر كان يطال مانسبته 69% من سكان البلاد لحظة بدء الحراكات الشعبية بمطالبها الاصلاحية اما اليوم فاصبحت نسبة الفقر تزيد على 80% نسبة لعدد السكان , فما كان من وعود حكومية للمواطن بتغير جذري باقتصاد الدولة لمصلحته ما عاد الا اضغاث احلام , حتى ان بعض المفسدين الذين كان لهم الاثر الفعال بسلب قوت المواطن نتيجة لسياساتهم الاقتصادية البائسة عادوا من جديد باقنعة مختلفة تحت مرئى الشعب وبارادة الحكومة , ولم يطرأ تغيير يذكر على ماطالب به المواطن بالقضاء على المحسوبية والواسطة وتوريث المناصب وكأن عصرا جديدا من التهميش قد بدأ من جديد بعد عملية التنويم المغناطيسي لنداءات الشعب بالاصلاح والتغيير , وها نحن اليوم اصبحت حالتنا الاقتصادية وهمومنا الاجتماعية بأسوأ احوالها لم تشهدها فترة مرت علينا مثلها من قبل , فالى من نشتكي سوء الحال وصعوبة العيش؟! وهل نبقى ننتظر معجزة للتغيير والاصلاح وننتظر وعودا قادمة مصيرها كما كانت مثيلاتها من قبل ! فما يحدث الان وتحت مرئى الجميع مجرد خطط للاصلاح لاترقى للواقع الفعلي في التغيير بل هي مجرد اجتهادات نظرية بعيدة كل البعد عن الواقع الفعلي لمعاناة المواطن التي تتراكم يوما بعد اليوم , فجيوب الفقر بمحافظاتنا ومددنا اتسعت لدرجة انها اصبحت ليست كما كانت قديما بل تمثلت الان بمساحات كاملة تعم ارجاء الوطن من شماله لجنوبه وبتسارع يزداد يوما بعد الذي يليه , فالفقراء الذين يمثلون الاغلبية ازدادوا فقرا ومعاناة اما من كانوا بموقع الشك والاتهام والاغنياء ازدادوا غنى وسلطة وجبروت , لذلك يجب على القائمين على امور الدولة ان يراعوا مطالب الشعب باقصى سرعه ممكنة وان يبتعدوا عن السياسات الاقتصادية الصماء التي تجرد الفقير المفكر والمتعلم من حقه برسم خريطة الوطن الاقتصادية والسياسية القادمة , وان يكون همهم هو المواطن وليس من منظور الاعلام فقط بل بممارسات واقعية يلمسها الجميع من مواطنيين ودعاة الاصلاح , وكذلك يجب على المؤسسات الاعلامية ان تكف ايديها عن سياسات التلميع الغير مبررة لبعض الشخصيات الذين عانت البلاد من ممارساتهم في الماضي وكان لهم الدور الابرز بالخلل الواضح على الوضع المتردي اقتصاديا للبلاد , فرسالة ملك البلاد بالاصلاح والتغيير وتوجيهاته المستمرة لاجهزة الدولة يجب ان لايساء فهمها من قبل القائمين على امور الشعب بل يجب اخذها بمحمل الجد وتطبيقها حرفيا بما يتناسب مع المصلحة العليا للمواطن والوطن ! لاته كما يقال ومتعارف عليه " شعب امن اقتصاديا واجتماعيا يعني وطنا مستقرا ومزدهرا وقويا " لان الفقر عبارة عن قنبلة موقوتة علاجها بالحلول الملموسة وليس بالفكييك والتهميش ! واخيرا نتمنى للوطن والشعب والقيادة كل الخير



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات