"فلاتر" النمري .. وما أدراك ما فلاتر النمري !!


جراسا -

ما الذي أراده الكاتب الصحفي جميل النمري في معرض تشخيصه غير الممنهج للمواقع الاخبارية الذي حمله مقاله الاخير (عن المواقع الاخبارية الالكترونية)، وهي التي فتحت له بابها على مصراعيه ليدرأ تهمة التمويل الاجنبي المشبوه في معرض ما أثير حول قضية تمويل جمعية نادي الكتّاب الصحفيين التي أشهرها النمري باستحواذ منقطع النظير .

وإننا لنتساءل، ما عساه النمري ليقول لو أن المواقع الالكترونية كتبت بتفاصيل جمعيته "نادي الكتاب الصحفيين" وما يكمن خلفها من تنفّع وتكسّب لم يطاله النمري من امتيازات الصحافة.

المواقع الاخبارية الالكترونية نجحت وباقتدار في إثراء المشهد الاعلامي الاردني بصورة لا يستطيع المتربص بأدائها بأن يشكك فيه، وهي التي وقفت بعدستها ومندوبيها إزاء العديد والكثير من المواقف الساخنة التي شهدتها البلاد خلال الاشهر الاخيرة من اعتصامات ومواجهات ومصادمات أمنية وعشائرية  كتلك التي شهدتها المملكة في محافظات عدة من المملكة، كانت المواقع الاخبارية الناقل الحي دون منازع.

ولا ندري هنا، هل يتوجب على المواقع الالكترونية أن تدفع ضريبة نجاحها في رصد الخبر ساعة وقوعه وتقدمه ساخنا حارا الى مجاميع قرائها ، لتقف بانتظار ان تنتهي الصحف اليومية من طباعته لليوم التالي وتقدمه بائتا دون نكهة او طعم !!

هل يتوجب على المواقع الالكترونية أن تبث أخبارها من برج عاجي وبتكلفة تصل الملايين ليكون لخبرها مصداقية كما يصورها النمري بأنها دون تكلفة تذكر؟.

لماذا تجاهل النمري الحراك المبدع والمتميز للصحافة الالكترونية التي استقطبت جموع الاردنيين في الشارع الاردني وقبلا جموع ابناءنا المغتربين على خارطة العالم الذين وجدوا فيها قناة حقيقية وأصيلة تربطهم مع الوطن الام، وذلك ما تسجله استطلاعات الرأي التي تطرحها المواقع الاخبارية بين الحين والآخر على منابرها وجّل المشاركين هم أبناء الاردن في الخارج والمهجر.

لماذا يتنكر جميل النمري لمنبعه الاعلامي وهو ابن الاسبوعيات وباقتدار، هي إساءة لمنبره الاول الذي استقطبه ككاتب صحفي حين بدأ بالزميلة "الأهالي" التي تعد من أبرز الصحف الحزبية التي خدمت المشهد الاعلامي الاردني ولا زالت، لماذا تنكر النمري للأسبوعيات التي احتضنته وأبرزته ككاتب صحفي، ولا ندري حقيقة هنا إصراره على الالتحاق بجوقة المطبلين ضد المواقع الالكترونية التي زمّر بها كتّاب صحفيون ناصبوها العداء لا لشيء إلا لأنها بدأت ودأبت على تسجيل السبق الصحفي قبلهم، ونجحت في الانتشار أكثر منهم، وكشفت ورصدت المخبوء والمستور بالرغم عنهم، فلا أجندات لديها على حساب الوطن ومواطنيه!!

لماذا هذا التشدق النشاز الذي يحمله صوت النمري ضد الاعلام الالكتروني، وهو الصيدلي وليس الصحفي وفق انتسابه لنقابة الصيادلة، أليس من الامانة أن يكون إبنا بارا للجسم الصحفي بانتسابه لعضوية نقابة الصحفيين على أن يكون ابنا عاقا لنقابة الصيادلة؟؟

لماذا يصر النمري وهو الضليع بتسويق "فكر الفلترة" على وجوب فلترة المناخ الاعلامي الأردني عبر "فلاتر أجنبية الصنع والمنشأ" بطروحاتها وأفكارها لا تمت لخدمة الاعلام المحلي بصلة !!

تخبطات النمري في مقالاته التي اختص منها اثنتين ضد المواقع الالكترونية تدعونا لسؤال الناشر الزميل محمد عليان الذي يكتب النمري في مؤسسته الاعلامية "الغد"، وتدعونا للتساؤل حول علم الناشر عليان بما يكتبه الاخير، هل ما يكتبه النمري يجيء فيما يشبه الاجندة الخاصة لذلك الثلاثي"الغد،عليان، النمري" مثلا؟؟

فإن كانت هذه الثالوثية المفترضة صحيحة، فإنه لا يخجلنا أن نذّكر بأن المواقع الالكترونية قاطبة طالما امتنعت عن الكتابة بما يتعلق بالناشر عليان وباستثماراته وما يشاع حولها، مثلما اتخذت تلك المواقع الحياد بقضية "تلفزيون الغد "أي تي في" وما لاقته من زوبعات ضده؟!

لا يسعنا هنا في هذا المقام الا التعامل بالخلق المهني الرفيع والملتزم الذي أوصلنا كمواقع اخبارية لأصقاع العالم عبر الشبكة العنكبوتية بجهود العاملين فيها من أساتذة الاعلام المحلي من الآباء الروحانيين للصحافة الاردنية من ناشري ورؤوساء تحرير الصحافة الاسبوعية التي وصفها النمري في مقاله بأن أدائهم وصل حدود الزعرنة !!

فهل "الزعرنة" ما فتحته تلك المواقع من ملفات فساد حكومية حدت بالحكومة الى ايقافها ودعت هيئة مكافحة الفساد الى تشكيل لجانها، وهل "الزعرنة" بأن أخبار الوطن من أقاصيه وحتى العمق تصل الى المواطن الاردني في عقر داره بمجرد الولوج الى الشبكة العنكبوتية؟

والأهم .. هل هي "زعرنة" عندما وقفت المواقع الالكترونية المحلية مع الكاتب النمري عندما تعرض للاعتداء من قبل "زعران" بحسب وصفه حينها، عندما قام احدهم العام الماضي بضربه على وجهه وفي عقر بيته ؟!

يحزننا الفكر الإنغلاقي الذي تحدث به النمري حول الصحافة الالكترونية الاردنية، في النظر اليها وكأنها ظاهرة وبائية تستوجب التصدي والمجابهة شأنها كشأن وباء انفلونزا الخنازير، وأنه ليدهشنا موقف النمري من التشبث بالاعلام التقليدي وكأنه حارس المدينة!!

لماذا التمترس حول الذات والخصوصية ضد الاخر، حتى لو كان هذا الاخر شريك اعلامي في صنع المشهد الاعلامي الاردني والعربي، وهل يحق للزميل النمري بأن يمنع الاعلام الاردني الالكتروني الالتحاق بركب الحضارة والتقدم، بيد ان الاعلام الالكتروني ليس "بدعة" اعلامية إردنية في الوقت الذي نجد فيه الاعلام الالكتروني ظاهرة عالمية تشاركية لا يعيبنا الاسهام فيها، في الوقت الذي دب فيه النمري الصوت طالبا الفزعات الحكومية ليصار الى تكميم أفواه الحريات الصحفية وقبلا القضاء على كل اشكال الاعلام الكتروني الذي وجد أصداء أردنية حقيقية طيبة، لأردنيين يبدأون نهاراتهم معها دون غيرها.

وبعد.. بعد مشروع النمري "الفلترة وما أدراك ما الفلترة، بتنا حقيقة نخشى أن يخرج علينا أحد مسوقي أو وكلاء "الهايجين أو الديتول، ليطالب بتعقيم الوسط الاعلامي الاردني.. واننا ماضون .

نعتذر عن قبول التعليقات.
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات