مهندس كيماوي خلف القضبان


بينما كنت أتصفح برنامج البحث الشهير على الشبكة العنكبوتية بحثا عن مصيدة جديدة أو شرك مؤلم أتصيد به بعض الخصوم المتسلحين بكل أدوات التشهير و التشفي و اغتيال الشخصية و الحصار و عقوبات الفصل و قطع الأرزاق و الأعناق غير مبالين بما يحوم فوقهم من سحب الفساد المالي و الإداري و الوظيفي و دخن الجهوية و العنصرية و الإقليمية و الطائفية و الحزبية، إذا بعيني تقعان على خبر عن صديق قديم و زميل مهندس فاضل عرفته قبل ربع قرن شابا مكتهلا في شبابه، عالما في صورة تلميذ، و أمة في رجل، طالبا في كلية الهندسة في الجامعة الأردنية، و لكنه معلم و مرشد و داعية و موسوعة ثقافية و دينية.

و لندع زوجته أم خيري تحدثنا عنه : ( أبو خيري عندما كان في الجامعة الأردنية كان جواز سفره محجوزا عند السلطات الاسرائيلية يعني منعه الدخول إلى فلسطين على خلفية نشاطات طلابية في الجامعة وبعد الانتهاء من الجامعة عاد إلى أرض الوطن ، واعتقل وكان ذلك سنة 1993 حيث مكث لمدة شهر في التحقيق ، ثم اعتقل في عام 1996 لمدة ثلاثة شهور في مجدو ، وعادت القوات الاسرائيلية واعتقلته في عام 2002 تسعة أشهر ثم عاودت اعتقاله في 2004 ومكث أربعة عشر شهراً في النقب ، والاعتقال الأخير كان في 2962006 مع النواب والوزراء السابقين ولا زال خلف القضبان ، وكان أبو خيري في أغلب مرات اعتقاله يجهز نفسه بهدوء حتى لا يزعج البنات أثناء نومهن ، وهدوء أبو خيري أثناء الاعتقال كان له وقع على أنفسنا وكذلك على الجنود أثناء الاعتقال ففي أحدى المرات طلب من الجندي أن يصلي وصلى قبل الاعتقال وطلب أن نحضر له المصحف وأخذ مصحفه الخاص معه قبل وضعه في سيارة الجيب العسكرية أثناء الاعتقال).

إنه المهندس الكيماوي عيسى خيري الجعبري مواليد الخليل عام 1966 و خريج الجامعة الأردنية عام 1990 و الوزير السابق للحكم المحلي في حكومة السيد إسماعيل هنية، متفوق في اللغة العربية ويتقنها جيداً ، درس أحكام التجويد على يد الشيخ محمد رشاد الشريف ، و هو من حفظة القرآن الكريم،  من مؤلفاته حقوق العمال في الإسلام ويعمل على الانتهاء من تأليف كتاب القراءات العشر وقراءة” ورش”، التحق بجامعة القدس المفتوحة وحصل على بكالوريوس في الشريعة الإسلامية، وصفه أحد علماء فلسطين بأنه "العالم المستتر" ، عضو نقابة المهندسين الأردنيين.

هذه لمحة عن سيرة هذا الوزير المقيم خلف القضبان يتابع عن بعد تربية بنتيه "بتول" و "شيماء" –كما تقول زوجته أم خيري- و تضيف بأن وزنه نقص ثلاثة عشر كيلو غراما ، لكنه ذو معنويات عالية دائما ، و تحدثنا عنه أكثر فتقول: (عندما عرضوا عليه الوزارة رفض بشدة و قال : "أنا لست أهلا لها ،  أريد أن أخدم الدعوة و لا أريد المواقع" .. وعلى صعيد الوزارة تقول أم خيري : ذكر لنا أحد العاملين في الوزارة أن أبا خيري لم يوقع أي توقيع إلا بعد دراسة دقيقة ، وفي إحدى المرات طُلب من الوزير التوقيع على فاتورة جوال لأحد الموظفين والبالغ ثمنها أربعة آلاف شيكل وعندما طلب ملف هذا الموظف وجد أبو خيري أن الموظف كان قد قدم استقالته لترشيح نفسه لانتخابات المجلس التشريعي وبعد خسارته عاد للوزارة وتاريخ الفاتورة أثناء استقالته فرفض صرف المبلغ له ،لأنه يدرك جيداً أن التغيير والإصلاح أساس بناء المجتمع).

انتهى كلام أم خيري ، و لم تنته قصة أبي خيري ، أما قصص الخصوم الذين أرهقتهم الرحلات و السفرات من منتجعات تشيلي إلى متنزهات جنوب لبنان أكثر مما أرهقت أبا خيري تنقلات الزنازين و السجون ، فإن قصصهم ستنتهي بأسرع مما يتوقعون.



تعليقات القراء

م.ناجية حلمي/عضو مجلس الشعبة الكيماوية-نقابة المهندسين
ربنا يفك اسرك يا ابا خيري
وكم سعدت واعدت لي الامل عندما علمت انك مهندس كيماوي وخريج الاردنية،حقا انك رجل في زمن نفتقد فيه ادنى درجات الرجولة
30-10-2009 10:47 PM
ابو شاكوش
الله يكتر مصايب هالامة عشان نضل رايحيين جايين عاتركيا ولبنان،بس ليش الحكي والله الجو هناك غيرشكل ياجماعة
30-10-2009 10:52 PM
العميد
ارجعك الله لتحرير وطنك ولتربية ابنتيك
14-11-2009 04:57 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات