أوشكت هدنة الخمس ايام في حرب اليمن الأخيرة على الانتهاء وكأن الهدنة لم تكن ؛ لأنها اعلنت دون مقدمات وانتهت دون نتائج ملموسة على أرض الواقع ، وربما اجتماع الرياض الذي سيعقد بعد انتهاء الهدنة يؤكد على أن الهدنة لم تكن ولن تكون ، لأن الطرف الأخر في الصراع لم يحضر بل مازال يؤكد على شرعية بقاءه وقوة نفوذه في الشارع اليمني ، رغم أنهم " الحوثيين " الى الأن لايعلمون ماذا يريدون من اليمن أصلا .
وبعيدا عن مهاترات السياسية والتقارير الاخبارية والتحليلية للهدنة والفائدة التي حققتها للشعب اليمني ؛ أجد في ما يتناقله الناس هو الخبر الصحيح والواقعي والقريب للعقل ، وبعد أكثر من خمس شهور من البقاء في غرفة سكنه الجامعي في كلية الطب في تعز تمكن أبن اخت لي من الخروج الى الاراضي السعودية التي استقبلته بصدر رحب كدليل حكمة من يتخذ القرار في الرياض.
وعند الحديث معه مطولا عبر "الواتس أب" كانت خلاصة ما خرجت به ؛ أن اليمن لن تعود كما كانت ، وان اليمن قتلها اهلها بايديهم لعدم قدرتهم على اللعب دون وجود مساعدة خارجية في الهجوم وليس الدفاع عن يمن كان سعيدا ذات يوم ، وهذه الايام تبدأ الأمطار الموسمية وهي نعمة لأهل تعز وللطلاب كونهم كان يستحمون بها بعد انقطاع الماء منذ اشهر ، وفي الحديث عن اصوات الانفجارات حدثني ابن اختي مطولا عن قصص بسيطة يومية تؤكد على حقيقة أن أهل اليمن لن يفرقهم سوى من لعب في ملعبهم من الخارج ، ومن هذه القصص أنه واثناء مبارات دوري ابطال اروربا النصف نهائية توقف القتال ورجع الأخوة يقتلون بعضهم البعض بعد انتهاء المباراة ، والشيء المثير ايضا أن هناك كانت توجد هدنة يومية تمتد لأكثر من اربع ساعات يتم خلالها تناول القات بين الأطراف المتصارعة ، وقد تصل الأمور لدرجة الجلوس معا والسلام على بعضهم البعض ، وعند انتهاء جلسة القات يبدأ الأخوة في القتال مرة أخرى ، وهنا يتأكد لي أن هدنة القات أقوى من هدنة الخمس ايام لأن اليمنيين ما زال يجمعهم قات اليمن وان فرقتهم الدول .