طقوس الكتابه ..


لكل كاتب طقوس خاصه به للكتابه, منهم من يكتب في الصباح الباكر ومنهم من ينتظر حلول المساء,, منهم من يكتب وفنجان القهوة الى جانبه ومنهم من يكتب وابريق الشاي الحجم العائلي الى جانبه,, منهم من يستعمل قلم الرصاص في الكتابه حتى يمحي قبل قلم الرقيب فلا يستهلك ورقاً, ومنهم من يكتب مباشرة على شاشة اللاب توب..

قبل الكتابه منهم من يطّلع على الجرائد الورقيه او المواقع الالكترونيه للبحبشه عن موضوع, ومنهم من يصحو وقد اختمرت الفكره في رأسه اثناء النوم او ما قبله,ومنهم من يتخذ خط خاص به لا يتأثر بما يحدث من حوله من احداث وما اكثرها وهم المستكتبين ابناء الدولة او عرّابي السفارات ممن ينتظرون الشيكات آخر الشهر,,

فالكتابه في هذا الزمن الرديء اعتقد انها استهلاك للوقت فلم يعد هناك من يقرأ,فاذا ما كتبنا في الشأن العالمي فتلك سياسات مكتوبه منذ عقود جاء الوقت لترى النور اليوم, ومن يكتب في الشأن العام المحلي فايضاً هي سياسات مكتوبه او مملاه على من يدعون انهم اصحاب الولايه تنتهي بآخر قرار للحكومات ومن ثم تُقلب الصفحه بلون جديد او خلط للالوان السابقه لكن العنوان جديد.

منذ عقود نصرخ حتى تورمت حناجرنا ولكن للأسف منْ حولنا جماهير من الصُم والبكم.. وإن كان منهم من يسمع فهو يدّعي الصمم ,بمعنى مدسوس ليسمع ما نقول فحسب وليدون اسمائنا وكنيتنا ومشاربنا في اعلى الصفحه..ماذا غيّر الكتّاب بانتقاداتهم غير صورهم اعلى الصفحات؟؟ وماذا تغير ولا زلنا نجتر كلامنا تاره وتارة نغلط فنجتر ألسنتنا حتى تورمت ولم نعد قادرين على النطق الصحيح !! ففي بداية العمر كنا نحلق ذقوننا مع كل صباح ونلبس القمصان الفاقعة الالوان وربطات العنق الزاهيه,, ونضع العطر لكن اليوم فالواننا واحده وقمصاننا رماديه لا هي ببيضاء ولا هي بسوداء, ولم نعد نلبس ربطات العنق الا في المناسبات وهي من لون واحد اقرب للسواد..ناهيك عن ان رؤوسنا اضحت قاحله من كثر التفكير..ووصفات التكفير.

باعتقادي الكتابه اضحت ترفاً بعدما تعددت الألوان, فمنها الوطني ومنها المستأجر.. منها الواقعي ومنها السرمدي..منها أدباً ومنها وقاحه وتزلف..منها نقداً ومنها يدفع نقداً.. منها عن قناعه ومنها مكتوب ويدون اسم الكاتب في اعلى المقال,,منهم مدفوع لهم ومنهم من يدفع الثمن بالاقصاء والتهميش واحياناً بالفلقه..لماذا لا نكتب عن النظام في اليابان؟؟ وعن النظافة في ماليزيا.. وعن المواطنة في تركيا.. وعن الانتماء في المانيا.. وعن الحب في باريس.. وعن الاناقة في روما..لماذا نكتب عن داعش وكأننا نروج لفكرهم وتطرفهم؟؟ وعن براميل الأسد وهو في مخبأه.. وعن شطحات المالكي والتشييع ومحاصرة السُنّه.. عن ايران الرافضه , وعن ما يسمي نفسه بالشيخ نصر الله وبطولاته..لماذا نكتب عن التعليم ونحن نعي انه في اسوأ أزمانه.. عن التطبيب والوطن هجره اطباؤه..عن الأمانة ومشاريعها وهي ليس لها من اسمها نصيب..

لطالما كتبت اكثر من الفي مقال في الهم العام وفي الاصلاح وفي السياسه والتعليم وغيرها من مواضيع لكن ما ادركته هو اننا نحرث في أرضٍ قفراء وليس هناك من مطر لينبت زرعنا.. الوطن يحتاج الى البدء من جديد في تنشئة جيل جديد يحب الوطن ويرعى نباته,, وطن صافٍ كالماء الزلال,, وطن يحب فيه الواحد الآخر..وطن حدوده السماء ونوره من الشمس ولياليه البدر دائم ينير القلوب المكلومه في حبه..ودمتم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات