نصيحة الملك قوة جديدة للخطاب الاردني


ليس بمقدور هذة المنطقة أن تستقر ويعيش شعبها باطمئنان دون الوصول إلى السلام, السلام الذي يضمن لابناء جميع دول المنطقة  هجر الحروب والتخلي عن النظرات المعادية, للالتفات نحو البناء التنموي في كل مفارز الحياة.

 ولعل ما اكده جلالة الملك عبد الله الثاني في احدث تصريح له حول الصراع العربي الاسرائيلي يصب في هذا الاطار, اطار تخلي اسرائيل عن التخندق وراء عقلية القلعة, التي لن تجني لها ولشعبها سوى المزيد من عدم الاستقرار, واضاف جلالته بان السلام ليس لمصلحة جهة دون الاخرى بل هو مصلحة عربية واسرائيلية وأميركية وعالمية وعليهم جميعا السعي لتحقيقه.

فالسلام للعرب وسيلة تنمية, وللاسرائيليين وسيلة امن وامان واطمئنان وعدم قلق على مستقبل اجيال دولهم, ولامريكا وسيلة لنزع فتيل الحقد من قلوب العرب تجاهها لدعمها المطلق لاسرائيل ,وكما هو ذو فائدة لاقتصادها المنهار اصلا, حيث أن السلام  سيؤدي إلى وقف الدعم المادي الذي يتجاوز سنويا عشرات المليارات لاسرائيل,  حيث اقتصادها وشعبها اولى بها .

وياتي تصريح  جلالة الملك في  ظل هذه الظروف على درجة عالية من الاهمية , خاصة والمنطقة تحوم حولها الشكوك بحتمية اندلاع صراع عربي اسرائيلي جديد, اذا رفضت اسرائيل وقف تنفيذ مخططاتها التهويدية والاستيطانية, واحباط اقامة دولة لشعب فلسطين على كامل ترابه وارضه في الضفة الغربية وقطاع غزة.والتخلي الفوري بالتلويح الظاهر والمبطن باعتبار الاردن وطن بديل للفلسطينين .

وهذا ما نبه اليه جلالته بان الظروف التي تمر بها المنطقة,  قد رفعت وتيرة التحدي للعالم اجمع وليس للعرب والاسرائيلين فحسب بسبب الازمة الاقتصادية الخانقة, والتي إن ُتركت وشأنها سيكون تاثيرها  على العالم اقوى من تاثير الحروب حال توسعها  وانتشارها .

إن هذه الرؤية المستقبلية هي ما دفعت جلالته للتوضيح بان على اسرائيل إذا  ما أرادت  الاندماج بالمنطقة ,فعليها الاسراع بأنهاء الاحتلال, والعمل على مساعدة الفلسطينين لايجاد موطئ قدم لهم في بلادهم, وتهيئة الظروف لهم لاقامة دولتهم المستقلة على ارضهم وترابهم الوطني دون تدخل منهم, والعمل على مساعدتهم لتحسين الظروف بين شعبيهم , واقامة علاقات حسن جوار معهم ومع كل دول المنطقة, لان ذلك هو السبيل الوحيد لهم اذا ما ارادوا العيش بسلام  في المنطقة.

 واحسن جلالته صنعا واجاد بتوجيهه النصح لاسرائيل بضرورة قبول الفلسطينين كواقع لا بد منه, ايمانا باهمية السلام والذي بتحقيقه ستتلاشى فرص الحروب في المنطقة, وينعدم العنف ويتوقف الارهاب بتلاشي اسبابه,  وعليه فعلى اسرائيل  اذن الاختيار بين السلام والعمار, وبين الخراب والحروب والدمار.

وزاد جلالته  بتوضيحه الامر للعالم, بان على اسرائيل اذا ما ارادت العيش بسلام , وانهاء عزلتها في المنطقة المبادرة الفورية لاقامة الدولة الفلسطينية على ارض شعبها وترك مصطلحات الترويج للوطن البديل ,والتي لم تعد تنطلي على الطفل الاردني الصغير, وقد تنبه لخطره الشعب الاردني منذ فترة ليست بالقصيرة.

وعلى اسرائيل الانتباه جيدا لقول جلالة الملك بان ليس هناك في قاموسه كملك هاشمي شيء  مصطلح إسمه الوطن البديل ، وان الأردن اليوم أقوى من أن يفرض عليه شيء, لانه حر في قراراته ومتمسك بحاجات ابناء شعبه, ولعل هذا التصريح اراح ابناء الشعب الاردني وقوّى من تلاحمه بقائده ,وهنا الفائدة الكبرى التي تهمنا كاردنيون من تصريح جلالة الملك.

 ومن هنا فعلى اسرائيل وكما قال جلالته ناصحا غير مرة التخلي عن سياسة التخندق خلف القلعة , والتي لم تجلب لشعبها غير الحقد والضغينة والخراب, والتفكير الجدي بسلامهم  والذي لن يكون إلا بحل الدولتين المبني على الاحترام المتبادل .

Quraan1964@yahoo.com



تعليقات القراء

lkljlkjlkjl
ممتاز يامعالي احمد القرعان
27-10-2009 02:45 PM
ما عندي علم
حلم الجيعان الخبز
29-10-2009 09:34 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات