15 عاماً على اتفاقية السلام


تصادف اليوم الذكرى الـ 15 لتوقيع اتفاقية وادي عربة ، تلك الاتفاقية لم تستطع ان تقنع أي من الاردنيين اننا وقعنا اتفاقية سلام لبناء تعايش والانتقال الى مرحلة جديدة ، فالجانب الاسرائيلي أكد خلال السنوات الماضية انه حريص على السلام والامن والارض ، وان على العرب ان يتقبلوا ذلك ، فكانت النتيجة ان عملية السلام لم تتقدم على ارض الواقع.

حالة اتفاقية وادي عربة مماثلة الى حد ما لاتفاقية كامب ديفيد ، اتفاقيات وملاحق ، الا ان جدر الكراهية ما زالت قائمة والسبب الرئيس عدم قناعة الجانب الاسرائيلي بالسلام ، ويرى في السلام الحقيقي تسريع انتهاء المشروع الصهيوني في المنطقة العربية.

النظرة الجزئية للسلام التي تمارسها الحكومات الاسرائيلية بألوانها المختلفة بثت برسائل عديدة وأكدت قناعات راسخة مفادها ان السلام مجرد الاستفادة من المتناقضات والوقت ، لذلك نجد عزوفاً شعبياً عن السلع الاسرائيلية والتجارة معها ليس في الاردن فحسب ، وانما في مصر والدول العربية.

اسرائيل المدججة بالسلاح والتقنية تلوذ بجدار الفصل العنصري ، وترفع هذا الجدار مع مفاوضات السلام المشوه مع الفلسطينيين ، وتسعى لمواصلة حوار غير مباشر لصناعة سلام من نوع جديد مع سوريا ، هذا السلوك السياسي والاجتماعي يقدم الدليل على عقم السلام الذي تسوقه.

ممارسة سياسة الانتظار في عملية السلام انقلبت على الاسرائيليين ، فالسلاح الفتاك والغطرسة لم تعد قادرة على ارهاب أصغر الدول العربية ، ولم تفلح في اجتياح قطاع غزة ، فالنتيجة برغم الالم الا انها قالت صراحة للصهاينة ان المعطيات في المنطقة قد تبدلت ، والسلام هو الفرصة الوحيدة أمام الاستمرار لليهودي.

اسرائيل أصبحت مكلفة جدا لاصدقائها وان العقود المقبلة تحمل في ثناياها متغيرات كبيرة ، أقلها العنصر السكاني الذي يشير الى اتجاه اسرائيل الى دولة من كبار السن والعجزة مع ارتفاع معدلات الاعالة ، أي ان اسرائيل اليوم لن تكون اليوم كما هي بعد عشرين الى ثلاثين عاماً ، وان فرصة الاندماج في الواقع العربي فرصة لن تكون سانحة في السنوات القادمة.

انهيار التعاون الاقتصادي والتجاري وبناء التعاون بين العرب واسرائيل يقوض السلام ، وهذا لا يعني ان الجانب العربي سيمزق هذه الاتفاقيات علناً ، فالواقع يشير الى ان شعوب دول المنطقة مزقت هذه الاتفاقيات عندما رفض القبول بشروط اسرائيل المتعجرفة التي تتنكر للمواثيق والوعود.

كثير من الاتفاقيات الكبرى أصبحت في لحظة تاريخية معينة هي ذكرى ، وان الاتفاقيات بخاصة اتفاقيات السلام هي بداية طريق وليست نهاية مشوار ، الا ان الجانب الاسرائيلي ارادها ميتة منذ التوقيع ، وما يحصده الجانب الاسرائيلي هو نتيجة طبيعية لممارسات لاانسانية نشهدها يومياً ، والسلام بين طرفين أو اكثر وليس من قبل طرف واحد.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات