الدكتوراة الفخرية واحقية منحها


يزداد منح شهادة الدكتوراة الفخرية لعدد من الاشخاص الاعتباريين والعاديين دون ظوابط، بشكل ملفت للنظر وخاصة في بلدنا الاردن العزيز، ومع تقديري الخاص لكل الاصدقاء والمعارف اللذين منحت لهم، وقد يستحقونها، وجدت من المناسب ان ادون نبذة عن الدكتوراة الفخرية وتاريخها وكيف ولمن تمنح. 
١. نبذة عن الدكتوراة الفخرية وتاريخها حتي نستطيع الحديث عن احقيته من يستحقها.
يعتبر منح الشهادة لشخصية ما "الدكتوراه الفخرية" تكريماً مميزاً للشخص وللمؤسسة التعليمية المانحة على حد سواء. ومن الطبيعي أن يكون "هذا الامتياز" محصوراً بالمؤسسات التربوية العريقة في أي بلد، علماً انه يفترض بالجامعة التي تمنح الدكتوراه الفخرية ان تكون قد حصلت على ترخيص بمنح درجة الدكتوراه العلمية، وبعد سنوات من منحها هذا النوع من الشهادات العلمية التخصصية يحق لها ان تمنح الدكتوراه الفخرية؟
٢. الدكتوراه الفخرية لقب أكاديمي تكريمي، وليست مرتبة علمية، ومنحها مرتبط بالشروط والمعايير الآتية
ا. أن ينص قانون انشاء الجامعة الرسمية ، أو أنظمة إنشاء الجامعات الخاصة، على صلاحية منح شهادة الدكتوراه الأكاديمية، وأن يجاز لها منح شهادة الدكتوراه الفخرية في حدود اختصاصية محددة، تتوافق مع الكليات العاملة في الجامعة.
ب. أن يتمتع الشخص المرشح للدكتوراه الفخرية بخصوصيات استثنائية في مجالات العطاءات العلمية أو الانسانية أو الوطنية.
ج. أن يكون شخصية معروفة ومشهوداً لها، وأن تكون عطاءاته نوعية، وانجازاته رفيعة، وذات طابع عام وشامل، أو نضالي ورسولي.
د. أن تكون المؤسسة التعليمية المانحة جامعة عريقة وذات تراث علمي وفكري، ولها صدقية أكاديمية.
٣. وحيث انه يفترض ان قيمة الدكتوراه الفخرية هي بقيمة المانح (الجهة العلمية) وقيمة الممنوح (الشخص الذي أعطيت له)، لها قيمة معنوية فقط، يجب ان يراعى في اعطائها دور الشخص في العلوم والابداع والاختراعات والتضحية في سبيل الخير، الجهود الميدانية والنتاجات الفكرية، الدور السياسي الكبير، للبلد الذي يمثله الشخص الممنوح هذه الشهادة (الملوك، رؤساء الجمهورية، رؤساء المنظمات الدولية).
٤. يعود تاريخ منح الدكتوراه الفخرية الى العصور الوسطى، والشخص الأول الذي نالها هو أسقف سالزبوري.
وهناك نموذجان للدكتوراه الفخرية:
الاول النموذج الأوروبي:- ويمنح عدداً محدداً سنوياً بتقاليد جامعية، الدكتوراه لشخصيات قد تكون حاملة دكتوراه علمية أو أخرى متميزة علمياً أو ثقافياً أو فنياً على أي صعيد من الصعد. وفي هكذا نظام عادة لا يستحسن اعطاء الدكتوراه الفخرية لشخصيات تلعب دوراً سياسياً أو قيادياً ما زالت على راس السلطة.
ووفقاً لهذا المفهوم عندما تعطى الدكتوراه لشخصية متميزة، فإنها تكون تكريماً لهذه الشخصية بمنحه لقب دكتور يستطيع أن يمارس التدريس فيها، كما تمنح الدكتوراه التكريم للمؤسسة بانضمام هكذا شخصية اليها كعضو فيها، وهكذا يكون التكريم متبادلا.
أما النموذج الثاني فهو النظام الاميركي، الذي يمنح درجة الدكتوراه الفخرية في أغلبية جامعات الولايات المتحدة الاميركية وأرقاها وأكثرها أهمية في العالم لشخصيات تساهم في دعم الجامعة مالياً، احياناً بتسميتها في مجلس الامناء، وأحياناً أخرى في منحها لقب الدكتوراه الفخرية.
٥. الفارق ما بين حائز الدكتوراه الفخرية وآخر حائز الدكتوراه الأكاديمية؟
الدكتوراه الفخرية هي مسألة اعطاء شخصيات لم تتمكن من متابعة تحصيلها الاكاديمي الكلاسيكي، وتركت اثراً ونتاجاً أهم بكثير من عدد من الأطروحات بإعطائها هذه القيمة التي تستحق علمياً، اذ ان قيمة الانسان العلمية ليست بلقب الدكتوراه الاكاديمي الذي يحصل عليه بل بنتاجه المعرفي والثقافي والسياسي والاقتصادي وبدوره في الحياة. لذا هي عملية تكريم للشخص والمؤسسة التربوية المانحة، معنوياً، والدكتوراه الفخرية هي مسألة تقدير واعتراف بالجهود والاعمال التي قدمها المكرّم او سيقدمها للمجتمع او لمؤسسات في المجتمع، منها المؤسسات التعليمية.
٦. اما الفارق فهو كبير ما بين الشهادتين، اذ ان المكرّم لن يتقدم الى وظيفة وفقاً لدرجة الدكتوراه الفخرية التي يحملها. لكن في المجتمع يستطيع حامل الدكتوراه الفخرية القول كرّمتني الجامعة الفلانية اعترافاً بالخدمات التي قدّمتها في اي حقل من الحقول".
وعليه فان الدكتوراة الفخرية هي درجة تكريمية وليست اكاديمية وبالتالي فان كتابة ( د. للشخصية الممنوحة الدكتوراة الفخرية ) كما جرت العادة عند البعض وكذلك في الصحف هو غير صحيح البتة !
٧. سحب الدكتوراة الفخرية،
يحق لمن منح الدكتوراة الفخرية من الجامعات والمؤسسات العلمية العريقة سحبها ممن كرمتهم بمنحتهم إياها، وبالتالي فأن للجامعات حق نزع الدرجة من المكرم ( كما فعلت جامعة الخرطوم مع العقيد معمر القذافي الذي كان قد منح الدرجة نتيجة لمساهمته في بناء قاعة محاضرات موجودة الي الان في الجامعة ) وكما عملت الجامعات المصرية بسحب الدكتوراة من السيدة سوزان مبارك مما يؤكد انها ليست درجة مرجعية.
٨.نموذج يحتذى، من منح شهادة الدكتوراة الفخرية من جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية،
لقد منحت جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية درجة الدكتورارة الفخرية للبرفسور الالماني "ماثياس تيش" وجاء في نص براءة منح الدرجة أن البرفسور ماثياس تيش تميز على الصعيد الدولي من خلال الجهود الكبيرة في المجال الاكاديمي والمعرفي وعنايته البحثية والعلمية في حقول الطب ومجال الانف والاذن والحنجرة وزراعة القوقعة، وقدم خدمات جليلة للأردن بإجرائه العديد من العمليات الطبية الجراحية في مستشفيات المملكة الامر الذي عاد على المواطنين بالنفع وعلى نظرائه الأطباء الأردنيين بتبادل الخبرات في حقل العناية الوقائية والعلاجية والطبية في هذه المجالات.
وفي بداية الاحتفال الذي اقيم بهذه المناسبة تلا رئيس الجامعة الدكتور عبدالله ملكاوي قرار مجلس عمدائها القاضي بمنح البرفسور تيش درجة الدكتوراه الفخرية في الطب استناداً إلى نظام منح الدرجات العلمية والدرجات الفخرية والشهادات في الجامعة.
وقال الملكاوي أن البرفسور ماثياس تيش حاصل على شهادة الطب من جامعة أولم - دوناو الطبية الألمانية عام 1954، والمدير التنفيذي لعيادات ENT / HNS في المستشفى العسكري في أولم، وأستاذ ENT / HNS في جامعة هايدلبرغ منذ عام 2007 . وهو متخصص بارز في طب الطوارئ، وضابط طبي في الغوص ، أخصائي حساسية، و جراحة الرأس والعنق وجراحة الأنف والأذن والحنجرة ENT.
من جهته عبر البرفسور ماثياس تيش عن سعادته وسروره بمنحه درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة عربية مشهود لها بالتميز وتصدرها لاكتساب المعرفة في مختلف المجالات العلمية والمعرفية. والتي تعكس متابعة القائمين على الجامعة للجهود الكبيرة للارتقاء بالتعليم ورعاية العلماء وخاصة في المجالات الطبية .
واكد مثياس تيش ان النجاح يلزمه العمل الدؤوب دون كلل وملل واخلاص وتفاني والعمل بروح الفريق الواحد مشيراً الى دور جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية في بناء القوى البشرية المؤهلة أكاديميا من خلال ايفاد العديد من الطلبة المتفوقين الى كل انحاء العالم مسجلين بذلك النجاح تلو النجاح في كل المجالات الاكاديمية.
٩. آمل من الاصدقاء والذوات والمؤسسات وكل صاحب رأي ونفوذ في بلدنا العزيز، عدم إهانة ذلك البرتوكول العالمي العريق في منح درجة الدكتوراه الفخرية على الغارب، وذلك بالافراط بمنحها دون ظوابط، وعدم الإساءة لهذا التقليد المعنوي الذي لا يستحقة سوى القليل القليل من البارزين المميزين في هذا العالم الذي يختلط فية الشرق مع الغرب والشمال مع الجنوب في الابداع والانجاز العلمي والمعرفي بعيدا عن الهوى والمصالح الضيقة والمجاملات وكثير من المكاسب وبعض النفاق !



تعليقات القراء

الشوابكة
احسنت صنعا بارك الله فيك وليتهم يعقلون
13-05-2015 10:07 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات