خروفك اللي بتكلّم .. ؟!
حدثني أحد الأصدقاء, ممن يعملون في المحاكم والقضاء, عن قصة طريفة حدثت مع أحد الرؤساء, بعد تعينه رئيسا للمحكمة في إحدى المدن الأردنية الغراء. وكالمعتاد فقد جاءت أفواج المهنئين لتقديم التهاني والتبريكات, والدعوة بشدة إلى المناسف والحلويات, وبصدق فقد كان الرئيس الجديد أهلا للأمانة, وعزة نفسه تفوق كل حاجة, فرفض الدعوات بإصرار وشدة, وكان يعلم يقينا النية..؟ وذات يوم جاءه أحد الوجهاء, وأصر عليه إصرار النبلاء, وما بين أخذ وعطاء, قبل الرئيس الدعوة, آخذا بحسن النية..؟
وبعد أيام من الدعوة, جاءه الوجيه بعباءته المذهّبة, يزهو زهوا الفاتحين الأبطال؛ طالبا لقاء الرئيس, فاستقبله مرحبا به, فجلس الوجيه مفترشا الكرسي, تملؤه الثقة, وتعلو محياه بسمة صفراء, فسأله الرئيس عن أحواله, فبادره الضيف إلى سؤاله, وقال: جئتك في حاجة ملحة, تخص أحد الأحبة, لتسريحه من قضية, ارتكبها قبل مدة. عندها صمت الرئيس لحظة, فخطرت له فكرة,.؟! ثم قال له: أتعلم من المتكلم..؟! فاستغرب الوجيه السؤال, وقد بدا على ملامح وجهه الاستغراب والانفعال..؟!! فصمت ولم يجب ..؟, فقال له الرئيس: أنا أجيبك...؟! نعم, خروفك اللي بتكلّم... وليس أنت ؟! فزادت دهشة الوجيه (وكأن على رأسه الطير..؟!! ) ثم سأل الرئيس الوجيه بحزم وشدة, عن تكلفة الغداء والدعوة, فتردد الوجيه بعد انكماش جلسته, وصمت لحظة, فقد أذهلته الصدمة, ثم قال محاولا التبرير والاعتذار,وقد تلعثم لسانه عن الكلام: أنا...أنا, فقاطعه الرئيس, وخيّره بين قبول المال, أو التوجه إلى غرفة الحجز في الحال, فما كان من الوجيه إلا أخذ المال وخرج مسرعا. عندها أقسم الرئيس أن لا يستجيب لدعوة مادام على رأس عمله...؟!
هذه القصة أيها الأفاضل من الواقع, لا من نسج الخيال, وإن كانت في هذا الزمان حالة فريدة للمسؤول النظيف الذي يبتعد عن كل ما يثير الشبهات, ومنها الولائم المتبوعة بالطلبات غير المشروعة من مبدأ( طعمي الثم بتستحي العين ). وظاهرة ( الدعوات المشبوهة) أو دعوات المصالح, أو سمها ما شئت, والمنتشرة في بلادنا كانتشار النار في الهشيم, بل وأكثر من ذلك أعرف مسؤولين كانوا يطلبونها من الموظفين, أو المراجعين دون أدنى حياء, و يشترطون نوع الوجبة والمقبلات واختيار المكان والزمان. إن خروفا واحدا كفيل بحل مشكلة مستعصية مشروعة كانت, أو غير مشروعة عجزت عن حلها كل الأنظمة والتعليمات حسب كل الأصول والفروع, أو قد يأتي لك هذا (الخروف) سواء كان سودانيا أو بلديا بمنصب لا تستحقه أو بعثة أو ترخيص أو ترقية أو سفرة ترفيهية بطابع رسمي على حساب الدولة وغيرها الكثير من المطالب غير المشروعة التي لا تنتهي.
ولكن يبقى السؤال عن الفقراء والمساكين الذين ليس بمقدورهم شراء حتى الدجاج لأولادهم فماذا هم فاعلون لحصولهم على أبسط حقوقهم المهضومة والمسلوبة والمنتزعة بغير وجه حق؟ فلا أقل من ذي القرنين لمثل هؤلاء المسؤولين ليشبع كروشهم المنتفخة...التي لا تشبع؟ اللهم سلط عليهم قرون تيس تنطحهم نطحا فلا تبقي لهم أثرا...قولوا آمين.
حدثني أحد الأصدقاء, ممن يعملون في المحاكم والقضاء, عن قصة طريفة حدثت مع أحد الرؤساء, بعد تعينه رئيسا للمحكمة في إحدى المدن الأردنية الغراء. وكالمعتاد فقد جاءت أفواج المهنئين لتقديم التهاني والتبريكات, والدعوة بشدة إلى المناسف والحلويات, وبصدق فقد كان الرئيس الجديد أهلا للأمانة, وعزة نفسه تفوق كل حاجة, فرفض الدعوات بإصرار وشدة, وكان يعلم يقينا النية..؟ وذات يوم جاءه أحد الوجهاء, وأصر عليه إصرار النبلاء, وما بين أخذ وعطاء, قبل الرئيس الدعوة, آخذا بحسن النية..؟
وبعد أيام من الدعوة, جاءه الوجيه بعباءته المذهّبة, يزهو زهوا الفاتحين الأبطال؛ طالبا لقاء الرئيس, فاستقبله مرحبا به, فجلس الوجيه مفترشا الكرسي, تملؤه الثقة, وتعلو محياه بسمة صفراء, فسأله الرئيس عن أحواله, فبادره الضيف إلى سؤاله, وقال: جئتك في حاجة ملحة, تخص أحد الأحبة, لتسريحه من قضية, ارتكبها قبل مدة. عندها صمت الرئيس لحظة, فخطرت له فكرة,.؟! ثم قال له: أتعلم من المتكلم..؟! فاستغرب الوجيه السؤال, وقد بدا على ملامح وجهه الاستغراب والانفعال..؟!! فصمت ولم يجب ..؟, فقال له الرئيس: أنا أجيبك...؟! نعم, خروفك اللي بتكلّم... وليس أنت ؟! فزادت دهشة الوجيه (وكأن على رأسه الطير..؟!! ) ثم سأل الرئيس الوجيه بحزم وشدة, عن تكلفة الغداء والدعوة, فتردد الوجيه بعد انكماش جلسته, وصمت لحظة, فقد أذهلته الصدمة, ثم قال محاولا التبرير والاعتذار,وقد تلعثم لسانه عن الكلام: أنا...أنا, فقاطعه الرئيس, وخيّره بين قبول المال, أو التوجه إلى غرفة الحجز في الحال, فما كان من الوجيه إلا أخذ المال وخرج مسرعا. عندها أقسم الرئيس أن لا يستجيب لدعوة مادام على رأس عمله...؟!
هذه القصة أيها الأفاضل من الواقع, لا من نسج الخيال, وإن كانت في هذا الزمان حالة فريدة للمسؤول النظيف الذي يبتعد عن كل ما يثير الشبهات, ومنها الولائم المتبوعة بالطلبات غير المشروعة من مبدأ( طعمي الثم بتستحي العين ). وظاهرة ( الدعوات المشبوهة) أو دعوات المصالح, أو سمها ما شئت, والمنتشرة في بلادنا كانتشار النار في الهشيم, بل وأكثر من ذلك أعرف مسؤولين كانوا يطلبونها من الموظفين, أو المراجعين دون أدنى حياء, و يشترطون نوع الوجبة والمقبلات واختيار المكان والزمان. إن خروفا واحدا كفيل بحل مشكلة مستعصية مشروعة كانت, أو غير مشروعة عجزت عن حلها كل الأنظمة والتعليمات حسب كل الأصول والفروع, أو قد يأتي لك هذا (الخروف) سواء كان سودانيا أو بلديا بمنصب لا تستحقه أو بعثة أو ترخيص أو ترقية أو سفرة ترفيهية بطابع رسمي على حساب الدولة وغيرها الكثير من المطالب غير المشروعة التي لا تنتهي.
ولكن يبقى السؤال عن الفقراء والمساكين الذين ليس بمقدورهم شراء حتى الدجاج لأولادهم فماذا هم فاعلون لحصولهم على أبسط حقوقهم المهضومة والمسلوبة والمنتزعة بغير وجه حق؟ فلا أقل من ذي القرنين لمثل هؤلاء المسؤولين ليشبع كروشهم المنتفخة...التي لا تشبع؟ اللهم سلط عليهم قرون تيس تنطحهم نطحا فلا تبقي لهم أثرا...قولوا آمين.
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
وتسلمي يا جراسا
مقال جميل ومؤثر ويستحق القراءة, ونتمنى من جميع المسؤلين في هذا البلد ان يحذو حذوه
تحياتي لكل المعانية
وحكى خلي امك تعملي كبة ولولا العيب كان كتبت اسمه
تحية طيبة لأجمل واروع كاتب مقالات قرأتها في حياتي واقسم على ذلك ........
استاذي المحترم حسان الرواد : سلمت يديك بالفعل على هذا المقال الجميل بل الرائع الذي يحدث كثير منها في هذا المجتمع لا بل والعالم اجمع .
ولكن الذي عنده ضمير لا يقبل اي واسطة مهما كان الشخص قريب اليه ومحب له فمثلا انا احب مقالاتك الرائعة واكتب عنها كل ما تستحقها هذه المقالات ليس لاني اريد منك شيئ لانك لاتدرسني ابدا ولكن اكتب عنها كل ماهو خير لانها فعلا جميلة وتستحق كل ماذكر عنها وعنك يا استاذي البارع هل هذا صحيح انت تعلم ذلك هذا بالنسبة لي مثل مناسب جدا.............
اما عن الخروف فهو مطابق له كثيرا اسم على مسمى لأنه عرض نفسه للإهانة فلماذا قمت بذلك وعرضت نفسك لمثل هذا الكلام السيئ فأنا أستغرب من هذا الصنف من الرجال يقدم له وليمة جيدة عشان الواسطة ولا يقدمها الى صديقه من أجل كرم الضيافة فأين العدات والتقاليد الكريمة عند العرب والعرابان الاصيلين هذا كان في الماضي اما الان اصبحت العدات والتقاليد نفعلاها من اجل الواسطة فكم من موظف يستحق التوظيف ولا يوظف لأنه لا يملك واسطة وكم من اشخاص لا يستحقون التوظيف ويوظفون بوسطة حتى لو لم يكن معه شهادة ولكن اقول بالنهايه اين الضمير المستيقظ الذي عندكم ايها الاشخاص الذين تساعدون على ذلك فإذا انت تقبل الى نفسك ان تكون خاروفا فأنا ولا غيري له ضمير صاحي ويعرف الله لايقبل ابدا بهذه الاهانه لنفسه فلا تكن خاروفا او نعجا بل كن نجما في سماء الدنيا يراها ويشهد عليها كل مؤمن ومسلم وحتى اجنبي غربي وعربي لكي لا تنطحكم قرون التيس اجلكم الله ايها القراء وايها الكاتب وأيها المعلقين المحترمين واقول اني اعتقد في النهاية اذا استمرينا على نمط الواسطات حتى دخول الحمام نريد واسطة لكي ندخله اجلكم الله كما قلت لكم ...................
واخيرا وليس اخرا ونعم ما كتبت ايها الرائد العربي الجليل واتمنى جميع مقالاتك تعجب جميع القراء كما اتمنى منك المزيد من التقدم والمزيد من المقالات الجيدة والمفيدة يا استاذي المحترم ولك مني كل التقدير والاعجاب والاحترام ومن غيري الكثيرون والله يوفقك ويحقق ما تتمناه بإذن الله تعالى .....................................
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته............
نعم ما قلته ومع الاسف نجده عند كثيرين
والاصل في اي مسؤول وفي اي موقع يرفض كل العزايم حتى يتجنب الاحراجات وكسرة العين
هيك عمو التيس بزعل نكم عاد
أولا: أشكرك على تسليط الضوء على مثل هذا النوع من البشر(أقصد المسؤول) فلولا أني أعرف صدقك ونزاهتك لقلت أنك تنسجا من خيالك قصصا جميلة كحكايات ألف ليلة وليلة،ولكن الطيور على أشكالها تقع فإنسان كشخصك الكريم لا بد أن يجمعه الزمن كملاك مثل بطلنا القاضي
ثانيا : لما نلوم صاحب العباءه ؟ فقد كان كريما ومضيافا لأنه طلب مطلبه من بعد أن كانت الضحية خاروفا لا حول له ولا قوه، ولكن هناك الكثير تكون مطالبهم أقسى وبدون خارف ولا صوص حتى، بل ربما لا تتعدى مكالمة هاتفية بسيطة فشكرا لهم لأنهم حافظو على الخراف سليمة لتبقى الخراف لإستخدامات نزيهة فقط
ثالثا: أشكرك على أسلوبك الجميل الذي يتمتع بسهولة التنقل بين الجمل مع القدره على الإحتفاظ الكامل بكل المعان التي جنيتها من الجملة السابقة
وفقك الله لما فيه خير العباد والبلاد
وعنجد الله يعين الفقراء والمساكين وكل محتاج ويكون بعونهم ....والله يعطي كل واحد على قد نيته .....
مقال رائع بالفعل
وبصراحة كل مقالاتك يا دكتوري رائعة لانها تتكلم عن الواقع المرير الذي نعيش فيه سلمت يداك سلمت يداك
اللهم لا تبقي منهم احدا ونظف البلد من كل الفاسدين
والف شكر
دكتور حسان اتمنى ان تكون متذكر طالبتك الفخورة بك كل الفخر في الحقيقة اني اردت ان اعلق لك بداية اعجابي بك كانسان حقيقي يقدر معنى كلمة انسانية بشكل لا حدود له واسمح لي ان اخبرك بقصة من واقع حياتي قد تكون قريبة من هذه القصة وقد تتكلم بلسان حال هؤلاء الاشخاص وهي انني من الاشخاص الذين تزعجهم وتثير عصبيتهم مواضيع الواسطة او ما شابه وفي فترة التدريب التابع للكلية كنت اتعامل مع الناس بكل صدق وامانة ولا اقبل الواسطة من احد شعرت بانني لو كنت موظفة حقيقية لعلمت المسؤولين عني وعن تعليمي وتدريبي كيف يكون تحمل المسؤولية حاولت ان اكون انسانة مثالية لاتضع شيء في حساباتها سوى(الانسانية) ولكن في حقيقة الامر عندما احتجت لان اعمل في هذا المكان_بجانب دراستي _وقد كنت والحمدلله غير حاصلة على رضا احد من المسؤولين عني لانهم يرون انني متمردة على قوانينهم ومعترضة دائما على (وسايطهم) قدمت الطلب للعمل في ذلك المكان ولكن بشرني الجميع بانني محتاجة واسطة كبيرة كي استطيع ان اعمل وانني محتاجة لان ارضي المدير بصفة شخصية ذلك المغرور الغير مستقيم وال(نسونجي) في الحقيقة لن اخفيك بانني فكرت كثيرا وجربت ايضا مرة ان احاول ارضاء هذا المدير ليس لانني انسانة غير سوية كما نعتقد عن الاشخاص الذين يقبلون العمل بهذه الطريقة وانما بسبب (الحاجة) لقد فكرت بطريقة تريح ضميري وهي ان اعمل بهذا العمل بالواسطة ولكن بعد استلام العمل ساخذ عهد على نفسي بعدم قبول الواسطات او ارضاء احد مهما كان....... ولكن بعد التفكير لايام بهذه الطريقة فكرت للحظة واحدة بان صاحب المبدا لا ياخذ منه اجازة حتى يقضي حاجاته ثم يعود لمبدأه وعدلت عن الفكرة تماما وحتى الان لازال طلب العمل مغبر في مكتب المدير المتعجرف ان قبله فذلك جيد دون تقديم تنازلات مني وان لم يقبله فعلى الاقل لم اخسر احترامي لنفسي. اعتذر استاذي عن الاطالة ولكن ما أردت ايصاله من هذه القصة هو ان الحاجة هي التي اجبرت اصحاب النفوس الضعيفة على الخضوع لرغبات الئك اصحاب النفوذ والسلطات لقد كنت استطيع ان أئمن وظيفة لنفسي ولاختي ايضا ولكني رفضت مقابل كلمة احترام الذات فهل تعتقد ان كل من هو محتاج سيفكر بهذه الطريقة شكرا لقراءة هذا التعليق تلميذتك ربى
.....
لو كل مسؤول بدو تيس لينطحو
لفضيت البلد من التيوس (النوعين التيوس البني آدمين والحيوانات)
يعطيك العافية دكتور عالمقال الحلو