من اجل ماذا ماتوا ؟؟


قفص ذهبي جمع بين عصفورين جميلين كانا تائهين في عالم العزوبية إلى أن التقيا في هذا القفص؛ ليدخلا في عالم آخر ألا وهو عالم الحياة الزوجية المليئة بالمسؤوليات الملقاة على عاتقهما .

بعد زواجهم وقضاء اجمل ليالي العمر وبين حب وغرام , وعشق ووئام , جلس الزوجان في احدى الليالي يتكلمان في امور كثيرة و اخذ يخططان لمستقبل جميل مزدهر .. يملؤه الحب والود .. واتفقا على ان ينجبا طفلين بعد امر الله ..

قالت الزوجه اتمنى ان يرزقنا الله طفل وطفلة .. فقال لها زوجها وانا اتمنى ذلك , ولكن ما اتمناه من الله ان يرزقنا الخلقة التامة , ليس في خلقهم زيادة او نقصان , وان يجعل عاقبتهم الى خير .. فنعمة الاطفال ..لايوجد شعور لوصفها .

مع مرور السنين رزق الزوجان بطفلين وكانا سعداء كثيراً .. احسنوا تربيتهم وفعلوا كل شيء ليكونوا سعداء ..

لم يكن يعلم الزوجان ان بلادهم ستتعرض في لحظة ما لحرب اهليه .. وبين مد وجزر .. وخراب ودمار .. ورعب وقتال .. واثناء جلوسهما .. سمع الزوجان صوت اطلاق نار .. فنظروا من نافذة المنزل .. فعلموا ان الخطر قد اقترب اليهم لا محال .. فقررا ودون تفكير بان يغادروا المنزل ويصطحبى معهم اطفالهم وما يلزم ..

اخرج الزوج اطفاله من المنزل ووضعهم في سيارته الخاصة وذهب ليحضر زوجته والمستلزمات الخاصة بهم ..

خرج الزوج باصطحاب زوجته واغلق باب المنزل .. وفي هذه الاثناء سمع الزوجان صوت انجفار قوي .. فاحتضن الزوج زوجته وسارعوا الى الشارع ليشاهدوا ماذا حصل , وماذا حدث , وما صوت هذا الانفجار القوي .. وعند وصولهم الى اسفل العمارة ..
اصيب الزوجان بالذهول .. اصيبوا بعقدة اللسان .. من هول ما شاهدوا .. لم يتوقعوا بان صوت هذا الانفجار كانت قنبلة يدوية دمرت سيارة الزوج وجعلت من ابنائهم اشلاء اشلاء ..
توقف اللسان عن الكلام .. توقف العقل عن التفكير .. اصيبوا بالعمى .. وبدا يصرخا ابنائهم .. ماذا حدث .. ماذا جرى .. لا مجيب لهم ..
ضاع التخطيط للمستقبل .. ضاع الابناء .. ضاع كل شي ..
من اجل ماذا ماتوا ؟؟
من اجل ماذا تشردوا ؟؟
من اجل ماذا تشتتوا ؟؟
ومن اجل ماذا .. وماذا .. وماذا ؟؟ من اجل الكرسي ..
حسبنا الله ونعم الوكيل .. اللهم انقذ المسليمن في كل مكان .. اللهم كن لهم عونا ونصيرا .. اللهم انصر إخواننا المستضعفين ، اللهم احقن دماءهم ، اللهم احفظ أطفالهم .. اللهم امين يا رب العاليمن ..
قصة قصيرة مؤلمة .. مختصرة جدا .. للواقع الاليم الذي تعيشه معظم بلادنا العربية والاسلامية ..
سرهاب البسطامي ..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات