الى رؤساء جامعاتنا الاردنية " احذروا سوق الوجاهة في التعليم "


يتسائل الكثيرون في الشارع الاردني عن سبب تطور بعض البلدان التي كانت بمصاف ما يعتبر بالدول النامية منذ عقود , ففي الهند على سبيل المثال لاتجد حي كامل بمنطقة ماء رغم ان اعدادهم قد تجاوزوا زهاء المليار ونص كله مهندسين او دكاتره (اساتذه جامعيين) او محامين او اطباء بينما هناك عدة احياء بعاصمتنا عمان تجدها تحمل نفس الصفة والصبغة من حملة الشهادات العليا على اختلاف صنوفها رغم ان عدد سكان عاصمتنا كاملة لايتجاوز حيى باحد الدول الكبرى , ففي تلك البلدان ونتيجة لغياب ما يسمى بالوجاهة التعليمية التي نراها هذه الايام سمة بارزة بمجتمعاتنا نرى تلك المجتمعات والبلدان تتطور بتسارع مميز يكون الهدف العام من متعلميه على اختلاف التخصصات هو بناء منظومة تعليمية نابعة من حاجات تلك الدول للتطور ومجابهة التغيرات في النهج العلمي على مستوى العالم , اضافة لذلك فان رؤساء الجامعات هناك يضطلعون بواجبهم على خير وجه من حيث الانخراط المتواصل بطبيعة رسائل الدكتوراه التي تقدم بكشوفات خاصة لهم كلما دعت الحاجة , فهم باستمرار ينخرطون بالعمل التوجيهي مباشرة ويعطوه صبغة مميزة تنعكس اثارها على مستوى الخريجين الذين يعتبرون قيادات تعليمية او مهنية مستقبلا, ولذلك تبدو جهودهم على مدار عقد معين واضحة ومؤثرة في التطور التقني والتعليمي بجميع نواحي حياتهم ومؤسساتهم التعليمية منها او الفكرية على حد سواء , ففي الدول المتقدمة تجد ان الدولة هناك تتابع الطالب منذ مراحل دراسته الاولى حتى يختار ما تمليه عليه حاجة بلاده بالمجال المناسب ليختار نوعية التخصص المناسب بعيدا باغلب الاوقات عن درجة تفوقه بالعلامات الدراسية , بينما يكون الميول العام النابع من الرغبة والحس الفكري والخبرة وحاجة الدولة هو الاساس المتين الذي يوجه الطالب لاختيار تخصصه , واذا بدأ بدراسته الجامعية تصبح حلقة التوجيه التدريبي او التعليمي حوله اكبر مما كانت من قبل , فيظهر مستوى الابداع ويتنامى باستمرار وهذا كله ما تجني ثماره الدولة اكثر مما يجنيه الفرد , يقول لي احد الاصدقاء انه بعام 1986 وفي الصين بالذات ان احد رؤساء الجامعات تدخل شخصيا لاعتراضه على مستوى مجموعة من طلاب الدراسات العليا لحمل درجة الدكتوراه وتم الغاء البرنامج المعد لهم حيث قام شخصيا باعطاء توجيهاته وبعد عام تخرج عنصرا واحدا فقط حيث اجاب ان النوعية هي التي تخدم البلاد وليست الكمية , ولكننا بحال مختلف تماما عن تلك الدول ما كان منها ناميا او متقدما باغلب الاوقات رغم احترامي للكثير من حملة الشهادات العليا والمؤهلات المهنية الاخرى , الا ان سوق الوجاهة اصبح طابعا مميزا باغلب الاوقات بجامعاتنا وتحت مرئى رؤسائها , فعندما يكون الهدف لحمل الشهادة مجرد صفة جديدة تميز الفرد اكثر منها تخدم البلاد تكون الكارثة , عندها لن تتطور عجلة التقدم باي مجال وستزداد المعاناة كنتيجة للفجوة بين حاجة البلاد ورغبة الاشخاص , من هنا مع احترامي لرؤساء جامعاتنا والذي نفخر بهم باستمرار نؤكد عل المرتكزات التالية :
اولا : يجب وضع استراتيجية فاعلة تتعاطى مع حاجات المجتمع الاردني لاعداد حملة الشهادات العليا الذين ازدادت اعدادهم خلال العقد الماضي واصبح مانسبته 70% منهم عاطلين عن العمل .
ثانيا: ان تكون هنالك متابعة حثيثة من قبل الرؤساء للجامعات( رغم ماتقوم به لجان الاشراف والتواصل ) للرسائل المطروحة على طاولة الدراسات العليا لان ذلك يخدم المصلحة العامة ويعتبر بالاساس واجب رئيسي للقيادات الجامعية حتى لاتكون الشهادة من اجل الوجاهة والتميز الفردي فقط , وهذا سيقود مستقبلا لوجود رؤساء جامعات ايضا بكفائة عالية تخدم الحركة التعليمية والوطن على حد سواء .
ثالثا:على رؤساء الجامعات الذين نفتخر بهم ان يتركوا مكاتبهم الخاصة وينطلقوا للعمل الميداني الذي يشعر الجميع من متعلمين ودارسين ان هنالك جدية متناهية بالرقابة التعليمية وان يكون لهم دور رئيسي بتحديد طالب الوجاهة من طالب التطوير والفكر مما سيؤهل اصحاب الشهادات للتربع على هرم المسؤولية المنبثقة من الالتزام بقضايا الوطن اكبر ما يمكن .......
(ملاحظة : لم يقصد من هذه المقالة شخصا معينا بعينه بقدر ماتمليه علينا مصلحة البلاد والوطن )



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات