جراسا -

خاص - كشف النائب الاول الهيئة التنفيذية للرابطة الدولية للبرلمانيين المدافعين عن القضية الفلسطينية النائب حمزة منصور ان الهيئة ناقشت سبل التصدي للهجمة الصهيونية وقررت الدعوة الى مؤتمر عام لمنتسبيها مطلع العام القادم في بيروت.

ونوه منصور ان الرابطة عقدت اجتماعاً لها بدمشق ناقش تصاعد الحملة الصهيونية على القدس والمقدسات ، ادانت في بيان صدر عنها الاعتداءات الصهيونية المتواصلة على المسجد الأقصى المبارك والمحاولات المستمرة للمتطرفين الصهاينة بتحقيق الحلم التلمودي باقامة الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى ، وأكدت على أن الاعتداء على المسجد الأقصى هو اعتداء على مليار ونصف المليار من العرب والمسلمين ، لأنه يمثل اعتداءً على رمز من أهم الرموز الدينية للأمة ، والتأكيد على أن المسجد الأقصى هو كل المواقع الدينية القائمة على مساحة (144) دونما وليس المسجد القبلي أو قبة الصخرة المشرفة فقط .

كما ادانت كل اعتداء على كل معلم ديني اسلامي أو مسيحي ، وعلى القدس وفلسطين لأنها أرض مقدسة مباركة لا يجوز التهاون بحق أي جزء
منها .

واشار منصور الى ان الرابطة ادانت كذلك ادانة الموقف الأمريكي الداعم للعدوان الصهيوني المتمثل بالاحتلال والاستيطان والتهويد والاعتداء على الأرض والانسان والحضارة ، واكدت على أن العدو الصهيوني ما كان له أن يتمادى في عدوانه لولا الدعم الأمريكي غير المحدود ، والتأكيد على أن هذه السياسة الأمريكية لا تخدم السلام العالمي ولا تحقق المصالح الأمريكية .

وطالب المجتمعون برفع الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة الذي يحرم مليون ونصف المليون مواطن فلسطيني من أبسط مقومات الحياة ، والتأكيد على أن حصار قطاع غزة هو جريمة ضد الانسانية وجريمة حرب.

وبحسب منصور طالب البرلمانيون الذين ينتمون ل32 دولة جمهورية مصر العربية بفتح المعابر بين مصر وفلسطين باعتبارها حدوداً عربية لا علاقة لأحد بها ولا يحتاج الى موافقة الكيان الصهيوني أو الرباعية الدولية .

واكد بيان الرابطة على أن وحدة الشعب الفلسطيني على قاعدة الحفاظ على الثوابت الوطنية الفلسطينية ضرورة لا تحتمل التأجيل ، والعمل على ازالة كل الأسباب التي تحول دون تحقيق هذه الوحدة .

وادان المجتمعون قرار تأجيل بحث تقرير جولدستون ، الذي شكل فرصة غير مسبوقة لتجريم العدو الصهيوني على جرائمه ضد الانسانية في قطاع غزة ، وطالبوا السلطة الفلسطينية والدول العربية والاسلامية ببذل كل جهد مستطاع من أجل الاسراع في بحث التقرير ، وتحريك المزيد من القضايا أمام المحكمة الجنائية الدولية والمحاكم الدولية الأخرى لمحاكمة قادة العدو السياسيين والعسكريين على جرائمهم بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني .

ووفقا لمنصور اشاد المجتمعون بالصمود الرائع للمقاومة الباسلة في فلسطين ولبنان والجولان ، وبالتصدي المعجز الذي أبداه المرابطون في المسجد الأقصى من أهلنا في بيت المقدس وفي المحتل من أرضنا عام 48 في مواجهة قوات الاحتلال والمتطرفين الصهاينة وقطعان المستوطنين الذين يصرون على اقتحام المسجد الأقصى المبارك وتدنيسه ، ومن ثم تحقيق حلمهم التلمودي في هدم المسجد الأقصى واقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه .

كما تقدموا بالتهنئة لحرائر فلسطين اللاتي استعدن حريتهن مؤخراً ، وللمقاومة الباسلة التي كانت وراء تحريرهن وللشعب الفلسطيني بمجموعه ، وطالبوا المقاومة بالتمسك بموقفها المتمثل بالإفراج عن أكبر عدد من الأسرى الفلسطينيين والعرب مقابل الإفراج عن الأسير الصهيوني شاليت ، واكدوا على أن أسر مزيد من أسرى العدو يشكل فرصة حقيقية لتحرير أسرانا الأبطال وفي مقدمتهم أعضاء المجلس التشريعي وقادة النضال الفلسطيني . وطالبوا الدبلوماسية العربية والاسلامية ومنظمات حقوق الانسان ووسائل الاعلام بتكثيف جهودها لاطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين والعرب .

كما اكدوا على أهمية مواصلة الفعاليات الجماهيرية وتكثيفها في تعزيز مواقف أهلنا الصامدين في فلسطين والجولان ومزارع شبعا ، وفي فضح ممارسات العدو الصهيوني ، وايجاد رأي عام عالمي رافض للاحتلال وجرائمه .

وطالب البرلمانيون منظمة المؤتمر الاسلامي بالاضطلاع بمسؤوليتها ازاء المقدسات التي تتعرض لاعتداءات مستمرة ، ودعوتها الى انشاء صندوق لحماية المسجد الأقصى ودعم صمود الأهل في بيت المقدس وتوفير متطلبات استمرار المؤسسات التعليمية والصحية بمهامها ، وتأمين السكن المناسب للمهجرين الذين تعرضت منازلهم للهدم على أيدي سلطات الاحتلال.

وقال منصور ان المجتمعين طالبوا السلطة الفلسطينية والدول العربية والاسلامية بالوقوف الحازم ازاء سياسة الاستيطان التي تبتلع الأرض وتهددها وتجعل الحديث عن دولة فلسطينية ضرباً من الخيال . ودعوتها الى تحرك دولي يفضي الى فرض العقوبات الرادعة على العدو الممعن في تجاهل قرارات الأمم المتحدة والقوانين والمواثيق الدولية .

واكد البرلمانيون على أن "حق العودة" للاجئين الفلسطينيين في العودة الى ديارهم التي طردوا منها حق ثابت غير قابل للتصرف تؤيده الشرائع الدينية والقرارات والمواثيق والقوانين الدولية ، وأن أية اتفاقية تصادر هذا الحق مهما كانت الجهة التي توافق عليها اتفاقية منعدمة ، وأن العمل على احقاق هذا الحق واجب عربي واسلامي وانساني ،وأن مصادرة هذا الحق أو الانتقاص منه لن يسمح باحلال السلام في المنطقة .

واشار منصور الى ان الهيئة التنفيذية للرابطة اكدت على ضرورة ان تستخدم الدول العربية والاسلامية سلاح المقاطعة الذي أثبت جدواه ،منوهة الى أن التقاعس عن الالتزام بالمقاطعة يشكل خذلاناً للشعب الفلسطيني ، وخدمة للعدو ، واعانة له على تحقيق أهدافه العدوانية .

واكد بيان الرابطة على أن تطبيع العلاقات مع العدو الذي يحتل الأرض ويدنس المقدسات ويرتكب الجرائم بحق الشعب ، ويهدد الأقطار العربية والاسلامية خروج على مبادئ الأمة ومصالحها العليا ، ودعا جماهير الأمة للتصدي بحزم لكل أشكال التطبيع وفضح المطبعين وتعزيز حالة الرفض لتقبل التعامل مع العدو .

وقال منصور الى ان المجتمعين طالبوا الدول العربية والاسلامية بتعزيز علاقاتها البينية ، وبناء موقف عربي اسلامي يضمن مصالح الأمة العليا ، ويدعم قضاياها الرئيسة ، والتوقف عن سياسة الجري وراء واشنطن ، التي تؤكد في كل يوم أنها حليف استراتيجي للعدو الصهيوني ، وأن العرب والمسلمين لن يجدوا من الادارة الأمريكية الا معسول الكلام الذي لا مصداقية له على أرض الواقع ، وأن لا سبيل أمام الأمة الا بناء مشروع مقاوم وممانع يحفظ حقوق الأمة ومصالحها.

كما قرر البرلمانيون ارسال رسائل الى الهيئات الاقليمية والدولية تطالبها بالنهوض بدورها في حماية الاقصى من العدوان الصهيوني.

وقالوا في الرسائل التي بعثوا بها ان القضية الفلسطينية تمر بمرحلة خطيرة ،اذ الاعتداءات الصهيونية على المسجد الاقصى مستمرة منذ احتلال القدس عام 67 .

ولفتوا الى ان القدس تمثل إجماعا من دولة الاحتلال ، فالكيان الصهيوني بمتدينيه وعلمانيه يؤمن بأن القدس بشطريها هي العاصمة الأبدية لدولتهم القائمة على الاغتصاب ، كما يؤمن بأن المقدسات الإسلامية والمسيحية يجب التخلص منها .

وجاء في الرسائل"إن الهيئة التنفيذية للرابطة تؤمن بأن المسجد الأقصى في خطر ، وأن القدس في خطر ، وأن فلسطين كل فلسطين في خطر ، وحين يكون المسجد الأقصى والقدس وفلسطين في خطر فان الأمة كلها في خطر ، لأن المقدسات في فلسطين تخص كل مسلم وشريف ، كما أن نجاح العدو في تحقيق أهدافه في تهويد الأماكن المقدسة ، واغتصاب الأرض وتهجير الشعب الفلسطيني يفتح الطريق أمام أخطار أخرى ، لأن المشروع الصهيوني كما لا يخفى عليكم مشروع عنصري توسعي لا حدود لأطماعه".

وطالب البرلمانيون الجهات التي وجهوا اليها رسائلهم بتأسيس صندوق تتحمل مسؤوليته جميع الدول الأعضاء في المنظمة ، يوفر الاحتياجات اللازمة لأهالي القدس ، بما يضمن ترميم الأماكن المقدسة ، وتوفير متطلبات الصمود والسكن والتعليم والصحة للمواطنين الذين يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة .

كما طالبوا باستصدار قرارات دولية تجرم ممارسات الاحتلال ، وتفرض عليه العقوبات الرادعة التي تضع حداً لسياسة تهويد المقدسات ، وبناء المغتصبات ، واستلاب الأرض ، وممارسة إرهاب الدولة بحق الشعب الفلسطيني قتلاً وسجناً وإبعادا وتدميراً لمقومات الحياة.

وحث البرلمانيون على تحريك قضايا أمام المحكمة الجنائية الدولية والمحاكم الدولية لمحاسبة المتورطين الصهاينة في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل .

يشار الى ان الهيئة التنفيذية للرابطة الدولية للبرلمانيين المدافعين عن القضية الفلسطينية ، منتخبة من مؤتمر برلماني يضم مئات البرلمانيين من أكثر من 32 دولة عربية و اسلامية غيرعربية ، ومن برلمانيين أجانب مؤيدين لحقوق الشعب الفلسطيني واوصوا الدول الأعضاء في المنظمة لإحكام المقاطعة على دولة الاحتلال ، باعتبارها كياناً قائماً على الاغتصاب والظلم ، ودعوتها للتصدي لكل أشكال التطبيع السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها مع العدو لأن ذلك التطبيع مع العدو يشكل دعماً له في تحقيق أهدافه العدوانية ، ومكافأة له على عدوانه وخذلاناً للشعب الفلسطيني العربي المسلم .

ودعا البرلمانيون الى العمل بكل الوسائل على فك الحصار المفروض على قطاع غزة ، الذي يشكل تهديداً حقيقياً لحياة مليون ونصف المليون من المواطنين ، بسبب الافتقار الى المقومات الأساسية للحياة ، ولاسيما أن هناك عشرات الآلاف من الأسر تعيش في الخيام .

وطالبوا بضمان حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى ديارهم ، ورفض أية جهود تستهدف حرمانهم من هذا الحق ، لأنه حق ثابت غير قابل للتصرف .

وحض المنسبون للرابطة على تعزيز العلاقات بين الدول الاسلامية ، لأنها لا تستطيع مواجهة التحديات منفردة ، فمقومات الوحدة بينها أكثر من مقومات الوحدة الأوروبية ، وأن صون حقوقها واستقلال قرارها لن يتحققا في غياب وحدتها أو التضامن بينها على الأقل.