أخر مشهد بيد رجال الأمن


يبدو ان مسلسل العنف المجتمعي الذي يتم بثه من خلال كافة وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في بلدنا ليس له مشهد أخير ، فهو يتسارع بحيث لايخلو يوم من ايامنا دون أن نختمه أو نبدءه بجريمة قتل أو وفاة نتيجة لحوادث السير، ونحن كشعب أردني لم نبلغ سن الرشد كبقية المجتمعات من حيث عددنا كسكان يعيشون في جغرافية وطن .
ويبقى المشهد الأخير أملا بالنسبة للكثيرين من أفراد المجتمع، ولكن المشاهد القصيرة واليومية والتي يقوم باداء أدوارها شباب وكبار سن في اماكن التجمعات العامة ؛ تؤكد على أن النهاية بعيدة جدا وتحوي مشاهد دموية أكثر مما نشاهده اليوم ، وعلى قاعدة أن الوقاية خير من العلاج ربما نصل لنهاية مشهد أقل دموية مما تشير اليه معطيات المشاهد الصغيرة والتناثرة هنا وهناك في شوارعنا وحاراتنا الأردنية .
وخلال الأسابيع القليلة الماضية ومن تجربة شخصية في حارتي اتضح لي أن الدور الأمني في الوقاية هو الأساس للوصول أخر مشهد وبخاتمة سعيدة لمجتمعنا الأردني ، والقصة وبكل بساطة أن هناك مجموعة من الشباب فرضوا انفسهم على شوارع حارتنا ليلا وبقوة غياب القانون ؛ وفي نفس الوقت غياب الحس بالمسؤولية الاجتماعية لدى معظم سكان الحارة ، وهم سكان يؤمنون بقاعدة تقول " من باب بيتي وبره ..انشاء الله دمار " ، وهم بذلك يعتقدون بأن دمار شوارعنا لن يصل كي يدمر ابواب بيوتهم أولا ومن ثم غرف معيشتهم ونومهم من بعدها ، كونهم ادارو ظهورهم لتلك الشوارع المؤدية لأبواب منازلهم .
وبعد مشاروات أمنية بيتيه " داخلية " في مدى الضرر الذي سيصيبنا في حال قمنا بالاتصال بالمركز الأمني وابلاغه بحالة " الزعرنة والفتوة " التي يقوم بها هؤلاء الشباب ، تم الاتصال مع المركز الأمني الذي بادر وبسرعة بارسال دورية شرطة للشارع ، وتم تحذير هؤلاءالزعران ، ومن ذلك الوقت ونحن نعيش في حالة سلام بيننا وبين شوارعنا .
ومن ذلك نجد أن المشهد الأخير والذي سيسعد الجميع هو في يد رجال الأمن ؛ عندما يقومون بدور الوقاية الأمنية بالشراكة من الشعب ، وعدم الاستهتار بما يبلغهم به المواطنين ، لأن الزعرنة التي تؤدي للجريمة تكون بدايتها كلمة نابية قيلت بحق فتاة تعبر الشارع أو رجل كبير في السن ، ومن ثم تتطور تلك الكلمة لتصبح قناعة لدى هذا الأزعر أو ذاك بأن القانون غائب ، وتؤدي في النهاية الى سلوك يتمثل بجريمة بسيطة جدا وهي بداية الطريق لكافة المشاهد الدموية التي نقراء عنها يوميا .



تعليقات القراء

حمدان1
كلام سليم كنا ومازلنا نسمع مقولة(مين فرعنك يافرعون قال مالقيتش حدا يردني)
07-05-2015 03:44 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات