الى متى ستبقى مؤسساتنا بعيدة عن مبادئ الحوكمة


لماذا وصل بنا الحال الى انهيار العديد من مؤسسات القطاع العام ؟ لا بد لنا من التوقف و السؤال عندما نصل الى طريق الظلال في غضون سنوات سابقة وبسبب عجز العديد من المؤسسات من تحمل التبعية المالية أصبحت الخصخصة عنوان الصحافة اليومية ، حتى اننا اصبحنا نرى ونسمع عن العديد من القضايا التي توالت الى طريق القضاء ، ولكن لا زال المجهول سيد الاحكام .

وبعد كل تلك الاحداث و التي سلبت من الوطن والمواطن اهم القطاعات وجعلت الكثير من ابنائنا يجلس على صفوف مقاعد العاطلين عن العمل ، تلك النسبة المتزايدة والتي لربما تزداد في الفترة القادمة اذ ماخضنا معركه الفساد وتكلمنا وحاربنا ذلك المرض المزمن و المعدي والمنتشر بالجسد ..... الفساد

ان الفساد ليس وليد اليوم وليس مرتبط بزمان او مكان معين ، فالفساد الاداري يعد مفتاح وسر نجاح الفساد المالي ، أن استغلال الموظف العام لموقع عمله وصلاحياته للحصول على كسب غير مشروع او منافع شخصية يتعذر تحقيقها بطريقة مشروعة تفرضه ظروف معينة وتساعد عليه ويقتضيه التحول الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي.. ان ظاهرة الفساد تحكمها مجموعة عوامل متداخلة ومتفاعلة فيما بينها وهذه العوامل تمثل بطبيعتها المباشرة او غير المباشرة الجذور الاساسية التي تنبت عليها فروع واغصان شجرة الفساد-

اليوم لو نظرنا بعين الواقع وتأملنا ما تبقى لدينا من قطاع عام لوجدنا بأننا لازلنا نسير على نفس النهج وعلى نفس الطريق المؤدي الى الخصخصة وبسب نفس المرض المزمن و المعدي( الفساد الاداري )، فبغياب الاختصاص وسيطرة الواسطة والمحسوبية والسعي خلف الثروة والمنصب وبغياب قانون من اين لك هذا وبغياب الرقابة الفاعلة على القرارات المتخذة ، سنجد قرارات محال تنفيذها تصل بتكلفتها الى استنزاف خزينة الدولة تجعلنا نتسأل اين المستشار الذي لا يستشار !!!!!!! اين ديوان المحاسبة !!!!! اين الرقابة !!!!!!!! إين هو مجلس الامة !!!! هل سيبقون في سباتهم العميق ؟؟؟؟؟؟ ، ولكن ليس بالغريب عندما نرى ونسمع بقرار ترقية وتبريك من عامل الى رئيس قسم ,او موظف يمتلك الواسطة لا يتجاوز بالخدمة اربع سنوات ويصبح مستشار او مدير ، وهنالك من يمتلك خبرة تفوق العشرين عام ومازال بنفس القسم والمسمى الوظيفي لعدم وجود المحسوبية والواسطة (بعد اليأس من العداله).

صاحب المسؤولية والسلطة هل فكرت بيوم لماذا اثبتت المؤسسات العامة التي تم تحويلها الى قطاع خاص نجاحها...... هل فكرت باتخاذ قرار بإنجاح المؤسسة التي تمتلك بها السلطة ومحاولة وضع الرجل المناسب بالمكان المناسب وعدم الامتثال الى اوامر الواسطة والمحسوبية وتفعيل الدور الرقابي داخل المؤسسة ................. ولنكن اكثر انصاف فالموظف مهما كان المسمى الوظيفي الذي يملك او الدرجة او المكان يساهم بشكل كبير وملموس في ادخال الفساد فعبر تعطيل المعاملات وتأخيرها وتعقيدها من اجل بعض الدنانير!! سيسهم في تكوين البيئة الخصبة للفساد .......
حـــــــــــــــــــمــــــــــــــاك الـــــــــلـــــــــــــــــه يــــــــا وطـــــــــــــــنــــــــــــــــــي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات