مارادونا وافقرائنا


"هذا الطفل اولى من مارادونا ""
نشر مخرا على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لطفل يضعع متبه بكيس رز (خيش) على كتيفه ويمشي شبه حافي القدمين بملابس رثة ليدخل مدرسة مهشمة البناء.

كم تؤلمني صورة هذا الطفل الاردني وهو يمتطي كتبه بكيس رز بسمتي او شعلان الذي اختارته له امه من بين اشياء عديدة من حاوية القمامة (بضواحي عمان الغربية), كم يؤرقني عهر مسؤليننا وهم يتمادون بالكرم والعطايا والاسراف على انفسهمم وشللهم وضيوفهم واصدقائهم من اجل ملذاتهم وطموحاتهم الدنيوية.

قد يظن البعض ممن اشغلتهم اهوائهم ومصالحهم عن امور العامة انني ابالغ بالوصف وان الصورة لاتعبر عن واقع او مجتمع , فادعوا هؤلاء ان يصحوا لصلاة الفجر ويرقبوا الحاويات المجاورة لهم ليروا كم عدد روادها اليومية فهذا يوقف سيارته باحثا عن خردة حديد وذاك باحثا عن بلاستيك واخر باحثا عن خبز وبقايا خضروات لحيواناته التي يربيها ببيته الصفيح او الخيشي المتسكع به بااكناف ضواحي عمان,"عندما يلمح احد معارفه يسارعه بالقول " ربيتلي عنز والملها علف" وهو يتقطر حياءا ويعتصر الما على ماالت اليه الحياة فقد يكون متقاعد عسكري او متقاعد ضمان او عاطل عن العمل ينتظر مخصصات ابناءه او اقاربه او لجان الزكاة المحلية التي لاتكاد ان تسد رمقه وان ملك البيت والسيارة فلايعني انه مكفوف او مكتفي فالبيت يحتاج لصيانة وادامة والسيارتحتاج لوقود وهو يتحسر الما بايرادته الشهرية التي يريد بها ان تظهره بمظهر المستور يشارك الناس ولو باقل وايسر التكاليف ولهذا تجده خلستا والناس نيام يرتاد الحاويات والاسواق جمعا للمخلفات.

اب هذا الطفل اقسم بانه لم يجد مايلبسه ان كان طيبا واقسم بانه يصل الليل بالنهار مسترزقا بعمل او باحثا عن رزق , كادا شاقيا من اجل ان يوفر لقمة العيش لاغير له ولاولاده وتجده بنهاية النهار يشكر الله على انه امن قوت يومه له ولابنائه وهذا هو واقع حالنا وواقع مجتمعاتنا التي نعيش وان غفلنا او تناسينا.

وهنا تبرز الطامة الكبرى كيف يهناء المسئول بلقمة عيشه ونصف شعبه يلهثون وراءها, كيف يلهو المسئول لهو الاطفال ونصف المجتمع يعانون تامينن لباس الايناء, وكيف يقضي المسئول اوقاته طربا وفرحا وابناءجلدته من طلاب المدارس مكتظون كل خمسين وستين وبغرفة صفية 4/4 .

واخيرا وليس اخرا كيف يسرف المسئول اموال الشعب المجموعة بالدرهم والفلس على اوباش العالم المخدرين والشاذين باستضافتهم واستقبالهم اياما وليالي في افخم الفنادق والخدم والحرس والحاشية تحيط بهم من اجل مطلب دنيوي وهذا الطقل يسير حافي القدمين متابطاء كتبه بخيشة ليدخل بناء متهدم متاكل ليزاحم خمسون طفلا على عشرون راحلة جلها مكسرة ينتظرون معلم الرياضيات الذي لم يعين بعد ومعلم الاحياء المنقول ولم ياتي بديله . ليقولوا له بان قرار حوسبة المدارس قد تم قبل عدة سنوات بارادة سياسية ولم تاتي الاجهزة ولم يبني مختبر الحاسوب لان صيانة الدورات الصحية كانت ومازالت اولى من محتبر الحاسوب لتبقى المعاناة الاهم معاناة قضاء الحاجة.



تعليقات القراء

مناور القضاه
ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون
08-05-2015 03:26 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات