بشار على وشك السقوط


بسم الله الرحمن الرحيم

منذ أربع سنوات و الرياح تجري في سوريا بما لا يشتهي بشار، و تتقلص كل يوم المساحة التي يسيطر عليها و يضيق عليه الخناق أكثر فأكثر.

وضع بشار الصعب هذا أكدته الأنباء المتواترة الواردة مؤخرا من شمال سوريا عن تقدم مضطرد لقوات الثورة السوريه فيما يعرف بجيش الفتح الذي وصل إلى جسر الشغور وهو اليوم يتحرك على الساحل نحو اللاذقية و تقول آخر الأنباء أنه بات على مشارف بلدة أريحا ، تترافق مع ذلك أنباء مؤكدة عن هروب لافت لجنود النظام أدى إلى وقوع قتلى و اصابات كثيرة في صفوف جنود حزب الله الذين يحاولون جاهدين عبثا تعويض فرار جنود بشار الذي شكل عليهم ضغطا مضاعفا .

كما تواترت الأخبار عن سيطرة الثوار على الحدود الجنوبية مع الأردن و إطلاق صواريخ من هذه المنطقة على مستعمرات إسرائيلية في الجولان المحتل و أغلق الأردن المعابر الأمر الذي يهدد الأردن اقتصاديا و يضيف عليه أعباءً أمنية و ربما اخطارا مستقبلية .

كما قد يفرض هذا الوضع الاقتصادي الصعب على الأردن التفكير بشكل ما من التعامل مع التنظيمات الاسلامية التي باتت تسيطر على الحدود الشمالية مع الأردن ترافق ذلك مع الوضع الصعب على الحدود العراقية و المرشح للإغلاق بين الحين و الآخر مما ينذر بوضع اقتصادي خانق للأردن يشبه الحصار .
كما أفادت أنباء أخرى بأن قوات تنظيم الدولة الأسلامية "داعش" بدأت بتكثيف تواجدها خارج مخيم اليرموك القريب من دمشق الذي ترافق مع تقدم قوات جيش الاسلام في منطقة درعا و القنيطرة .

بدأ الخناق يضيق على بشار بعد سلسلة الانهيارات هذه التي أصابت جنوده ، و هذا أمر طبيعي لعدة أسباب أولها الخلافات الداخلية بين بقايا النظام السوري التي بدأت تظهر للعلن فوصلت حد الاعدامات التي طالت رموز هامة من بقايا النظام و تأثير ذلك على معنويات الجنود في الجبهات .

أضف إلى ذلك أسباب أخرى منها وحدة عدة فصائل ثورية و التنسيق فيما بينها في كل الجبهات مثل جيش الفتح في الشمال و جيش الاسلام في الجنوب .

أما السبب الرئيس في حتمية انهيار هذا النظام فهي الطريقة التي بدأها في التعامل مع شعبه الذي طالب بالحرية و الكرامة و العدالة بسلمية تامة لأكثر من ثمانية أشهر لكن هذا النظام تعامل مع هذا الاسلوب السلمي الحضاري بالعنف و الاعتقال و البلطجة ثم القتل.

ومن الطبيعي و المؤكد أن كل نظام يتعامل مع شعبه بالبلطجة لا بد له من الانهيار اليوم أو غدا و قد رأينا أمثلة واضحة على ذلك في عدد من الانظمة العربية حتى لو كانت خلفه روسيا أو أمريكا أو إسرائيل أو إيران .. لكنّ الطغاة لا يعتبرون .

إن سلسلة الانهيارات المتتالية لجنود بشار على كل الجبهات هي مؤشر واضح على قرب نهاية المشهد الدامي في سوريا إن شاء الله تعالى و إن هذه الانهيارات المتلاحقة تجعل بشار أمام خيارين لا ثالث لهما ، إما العِناد الذي تمترس فيه معمر القذافي و كان فيه حتفه أو الفرار قبل أن تصل الاوضاع إلى ما يُصعّب و يُعقّد أو يسُدّ منافذ النجاة .

بقي أن أقول لبشار و لكل من هو على قيد الكرسي " يبدأ الحاكم بِرسْم ملامح نهايته منذ اليوم الأول لتسلمه السلطة ، فيكون بذلك قد اختار هو بنفسه شكل هذه النهاية " فيا أيها الحكام اجعلوا صورة خاتمة معمر القذافي حاضرة دائما في أذهانكم و أحسنوا الرسم قبل فوات الأوان بالاحسان إلى شعوبكم بتحقيق مطالبهم المشروعة بالحرية و العدالة و الكرامة و التداول السلمي للسلطة ففي هذا خيرٌ للجميع .
ضيف الله قبيلات



تعليقات القراء

محمد المنسي
بورك قلمك نتمنى على جميع الحكام العرب ان يتعظوا وان يخرجوا الاحرار من السجون وان يضعوا مكانهم الفاسدين الذين افسدوا البلاد ودمروها
05-05-2015 05:23 PM
صح لسانك
هذا هو النظام الفاسد الجبان الذي سخر كافة اسلحته و الاسلحة الكبماوية فقط لقتل أكثر من 250 الف من شعبه وتهجير أكثر من 13 مليون مواطن داخل و خارج بلده و إغتصب النساء و الآطفال و اعتقل عشرات الالاف.
05-05-2015 05:29 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات