الوطن اكبر من الاخوان واكبر من الحكومة


بداية الحركة الاسلامية اكدت عبر تاريخها الطويل انها حركة راشدة ومنتمية وحريصة على امن الوطن واستقراره ورغم تحول جزء منها الى حزب سياسي وبالتالي اصبحت كباقي الاحزاب لا افضلية لها حسب القانون حيث الحزبية والدعوية والمشاريع النهضوية لا تلتقي بل تتقاطع وبالتالي اختلطت الامور واصبحت كسلطة الفواكه تجمع اصناف كثيرة ولكنها تؤكل اذا تم اختيار الفواكه المناسبة لهذه السلطة اي كالطبخة السياسية لها شروطها ومحدداتها . 

اختيار الاخوان وهم ربيبة الدولة والابن المدلل لها عبر عقود طويلة لتاريخ احتفاليتهم في هذه الظروف غير مناسب خاصة الصراع الدائر فيما بينهم على الشرعية ( الجماعة والجمعية ) لست من يحدد من هو على حق خاصة ان مراقب عام الجمعية د عبد المجيد الذنيبات كان على رأس الجماعة كمراقب عام لعقد من الزمان ثم على ما أذكر تولى الامر كمراقب عام للجماعة الشيخ سالم الفلاحات وكان معتدلا ويعرف شاطئ الامان ولكن الرجل فضل الانسحاب من الموقع الاول واخذه الشيخ همام سعيد ولكن مع تسارع الاحداث واختلاط الامور اصبح الاخوان جزءا من معادلة المعارضة ثم اصبح الاخوان وحزبهم السياسي منفردين بعد ان اشتبكوا مع القومييين واليساريين على قضايا جوهرية لا يمكن ان تجمعهم وبالتالي اصبح وضع الاخوان متأزم داخليا وفي محيطه الوطني سواءا مع الدولة او القوى السياسية الاخرى ولم تعد قاعدة الحد الادنى تجمع الاحزاب والقوى الوطنية والقومية والاسلامية وبدأ كل فريق يعمل حسب مصالحه , اما التوقيت فهو عيد العمال ويوم عطل رسمي وليس مناسبة دينية اسلامية وهذا مؤشر جديد لا يعرف اجابته الا من قرر الاحتفال في هذا الزمان وفي هذا المكان وهل قراره صائب ام توتيري ؟

الداخلية عادة تغض الطرف عن الاعتصامات خاصة انها ترى بالاعتصام انه يمثل الحد الادنى التنفيسي للمواطنين بخصوص قضية ما وما هو مطلوب اليوم ليس اعتصاما بل نفير احتفالي عام لكل افراد الجماعة ومن والاها عبر تاريخها الطويل لتثبت انها لا زالت الاقوى والاكثر قدرة على الحشد , وكل هذا مقبول لاستعراض القوة امام احزاب اخرى اما ان يصل اامر لاثبات الوجود امام الدولة بغض النظر عن الوسيلة ففي الامر قولان .

وبناءا على ما تقدم فان الوضع العربي مزر ولا يعول عليه وان الوطن لا يحتمل المغامرة بامنه واستقراره خاصة ان العدو الصهيوني يتربص بنا من كل الجهات وان النيران من حولنا تشتعل ونحن كواحة امن واستقرار في صحراء عاصفة او جزيرة امنة في بحر متلاطم الامواج لذلك ليس مقبولا من احد ان يعكر صفو الامن والاستقرار والسلم الاجتماعي وليس من مصلحة احد شيطنة الاخوان وفي نفس الوقت على الاخوان ان يدركوا ان خلافاتهم واجتهاداتهم لا يجوز ان تعكر صفو الوطن فالوطن اكبر منهم واكبر من الحكومة معهم , واعتقد ان الامر لا يجوز ان يكون معركة كسر ارادات بل يجب ان يكون اين تكمن مصلحة الوطن , واقول للدكتور همام واخوانه وانا اكن لهم كل المحبة والاحترام والتقدير ارجوكم ابتعدوا عن سياسة التوتير , ووفروا ثمن الاحتفالات وسلموه للهيئة الخيرية الهاشمية ليذهب ريعه الى غزة هاشم او اليمن او اي مكان من بؤر النزف الدموي العربي والاسلامي , هذا ليس وقت احتفالات بل وقت عمل وتصالح مع الذات ورص الصفوف لخدمة الوطن واهله .

واقول للجماعة والجمعية لا بارك الله فيكم ان لم تجتمعوا وتلتئموا وتريحونا من خلافاتكم وما طفا على السطح بينكم , اليس الاسلام هو الحل عندكم فحلوها على الطريقة الاسلامية من خلال الشورى والحوار الهادئ البعيد عن لغة من يجب ان يجلس على اللوج , وكذلك على الحكومة ان تفكر بمنطق الامور وان تعي ان الاخوان هم مكون رئيس في حياتنا السياسية والاجتماعية وعليه واجبات وله حقوق وبالتالي ان تنصحه وتعطيه مخارج معقولة وليس الحشر بالزاوية اكثر مما هو محشور الان خاصة ان الاخوان بعد مصر شعروا ان الكل يريد الاطاحة بهم واخراجهم من الساحة السياسية وبالتالي يجب ان تسود الحكمة من الجميع .

لماذا لا يختار الاخوان قاعة مغلقة للاحتفال ولماذا لا يطلب حزب جبهة العمل الذراع الساسي للاخوان اقامة مهرجان جماهيري حاشد ويخرجوا من الازمة ويريحونا من التوتير , لقد سمعت الزميل والصديق بادي الرفايعة وهو يتحدث عن الامن والامان فشعرت انني امام رجل مسؤول واعي لكل المخاطر وبالتالي المطلوب من المهندس بادي وامثاله ان يجترحوا الحلول وباسرع وقت ممكن , لا وقت لتضيعه , الخسارة في حال الصدام هي على الجميع ةاعتقد ان الاخوان اعقل من ان يصطدموا لانهم ان اصطدموا فسيجدوا الشعب موحد ضد الصدام والتوتير ومثيريه لذلك على الجميع تحكيم العقل وعلى الاخوان ان لا تأخذهم العزة بالاثم ويستمروا في سياسة لن اتراجع وعلى الحكومة ان تتحاور وان توصل رسالتها التطمينية عن قادم الايام , ولكن هل ممكن ان كل ما يجري بين الاخوان والحكومة مسرحية ليتسلى بها الراي العام لكن النتيجة معروفة لهم مسبقا اي المسرحية لها مخرج واحد قادر على ان يوفق بين المتنافرين ويعيدهما الى بيت الطاعة الوطني البعيد عن التوتير فاعصابنا مشدودة نحو العراق وسوريا واليمن ولبيبا وغيرها ولا نيد المزيد .
واختم بالقول اللهم اهد الجماعة والجمعية والحكومة العتيدة ليجدوا حلا مقبولا واحتفالا مسؤولا نأكل فيه الحلويات ونشرب اللبن ونأكل التمور كذلك ولا نريد ان نقول نريد مناسف اخوانية رمضانية , فرمضان قريب واقول يا اخوانا وفروا الاحتفال لرمضان ان كان ذلك متعذر اليوم .
والله المستعان , واشهدك ربي اني قد بلغت
د باسم الكسواني – ناشط نقابي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات