ابجديات النخبة


وكأنّ كل من حولنا أعداء وكأنّ شيئا لم يكن ...وكأنّ حبيبات المطر تراكمت عمداً ثلجاً فصارت شبحٌ سماويٌّ أغلقت سياسته كل طرقنا الى الحريّة وكأنّ شمس الصيف تآمرت فأرسلت حرارتها لِتُبَخِّر أخر لحظاتٍ اختبئت فيها أخلاقنا عن السّاسة...وكأنّ أقرب الناس الينا لا شكّ يتمنّون اختفائنا....لقد أصابنا انفصام ٌفي شخصيتنا لم نعد ندرك فيه الحقيقة من الخيال ... لقد توحّدْنا مرضياً فأصبحتْ أفكارنا تداعياتٌ بأتجاه غير منطقي وغير مألوف.. الان أدركنا كم كانت هائلة اخطاؤنا وسخافة أشواقنا ... كم كان حُكمنا متسرّع وقراراتنا هشّة وكم كان صبرنا غضٌ لم يقوى مواجهة التحدّي ... 
يا آلهي كم يمارسون الرذيلة في حديثهم ...كم يحاولون أنْ يتجاهلوننا ليرسلوا اعلانتهم الكافرة الى ابنائنا وما عُدْنا نستطيع أنْ نَحْتَكِر فنَّ الحديث ونُسْكِتُ أصغر المتحدثين بعد أنْ أطلقوا العنان لقانون الحريّات الذي لم يفطن قارئه الوطنيّ الى مادته الحقيرة التي قالت أنّ الانتماء حالة ثقافيّة ....ليس لأنّنا لا نعيرُ انتباهاً للكلمات ولكنّنا طيبون درجة عن المستوى ...أفترضنا حسن النيّة في رسميات عتّقَت الوطنيِة في شاشاتٍ و صفحاتٍ الكترونيّة خمّرت الأنانيّة والتسلّق والعمالة العفويّة زجاجات أمنٍ فارغة للبيع بداع الصِّفر الاقتصادي....
جيلنا غريب الاطوار ...ذكي فقير,عبقري عاطفي ... لابُدّ في النّهاية انْ يُقلّبه خبّاز اعلاميّ أو معلّم سياسي رغيفَ خُبْزٍ (شراك) قابلٌ للأكل الثقافي من الاطراف لحظة جوعٍ أو حشوة أمنية في مناسبة (منسف).
كيف يكون عنواننا الديمقراطي طبخةٌ اعلاميّة وكيف يكون البريد الوطنيّ خاصتنا أثار في جرش او شكل بتراوي من ضمن معجزات الانْباط و الرومان غير قابل زمنيّاً للقسمة على حضارتنا ووجهتنا...
الوطنيّة في مناجم افكارنا موضوع غير قابل للضّحك أو السّخرية...موضوعُ لن قبل زوايا بعدنا المتواضع فيه أنْ يتفنّنَ فيه مذيعٌ يتحدّثُ عن هموم الشعب في مسرحيّةٍ أو تعليقٍ أو كاتب لقطات مضحكة ثمّ تنتهي القصة... لا بدّ انّ أحداً قابَلُهم في الكواليس ليشكرهم على صراحتهم وديقمراطيتهم و مواهبهم الفذّة وليدعمهم مادياً و معنويا فيسقطوا خجلاً عصافير عشّاشة في فخ السّياسية... هكذا هم فلا تنبهروا لاعجاباتكم لكاتب يسترسل النقد الوطني في مقال أو ممثل مثّل الانتماء في مسلسل يكره اليهود والصهاينة و كل اشكال الاستعمار...
معاركنا ليست سهلة... وتنازلاتنا بدأت منذ عقود حين الزمنتنا افواهُ فلذّاتنا أنْ نستدين من هذا ونقترض من ذاك لنتباع لهم حليب فأصبح الانتماء الحقيقي بالفطرة الى غبيٍّ قريب في مجلس أوحقير اقرب في لقاء....هكذا هي الحياة عندما تكون المعادلة أنْ تكون أو لا تكون في غياب معتقد ما لا يعترف بالماديّات ..
لقد حَضَرْتُ موقِعة فرعون التي أحضر فيها السّحرة وشاهدتُ حرق ابراهيم وكنت من ضمن العامّة الذين نظروا الى صلب قُضِيَ الأمرُ فيه...لقد بالغتُ في سذاجة انتمائي حتّى أنّني لم أجِدُ مُتّسعٍ لي في سفينة نوح ... لكنني ما زلت انتظر أن أّلْقى شهيداّ ..في قلوبنا تبٌ كتبِّ ابي لهب...لا نعرف لمن نقوله....
نحتاج الى حل ... القدر ضدّنا في نقاشنا مع المنطق ... والحظّ لن يلقّاه أشكالنا لاننا ما زلنا مختلفين في مفهوم الحظ و أعراب النصيب والجدّ لغة وأصطلاحاً.... وكأنّ كل من حولنا أعداء وكأنّ شيئا لم يكن ...وكأنّ حبيبات المطر تراكمت عمداً........



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات