الصحافة مراة الحقيقة


إذا كانت العدالة ثمرة الحقيقة، فإنّ الصحافة مرآتها، ولسانها الناطق باسمها ودرعها الصاد عنها حملات التضليل والتزوير التي تهدف لطمسها ومحو معالمها وآثارها
والصحافة قنديل يضيء الدرب إلى حقائق الأمور وكشف جواهرها وبواطنها، فإنّ كلّ صحافة لاتزنُ إلا بكفةٍ واحدة ولاترى من الكأس سوى النصف المملوء الذي تريد، ولاتلامس الواقع بكل معطياته فهي ليست صحافة بل هي وسيلة رخيصة لحجب الحقيقة وإخفائها في دهاليز الكذب والزور والبهتان

والحقيقة منذ قدم التاريخ هي ضالة الباحثين والعلماء والعقلاء الذين لايخافون وعورة الطريق المؤدية إليها، ولايخشون سيوف أعدائهاوبالتالي فإنّ الصحفي الذي يكتب ويجانب الحقيقة هو يجهل الطريق و ينساق وراء الشائعات ويبني آراءه وأفكاره على القيل والقال ماهو إلا... أحمق يقرّبُ البعيد ويبعدُ القريب، وأعمى عيناهُ مبصرتان وبصيرته عمياء لايرى إلا القشور وظواهر الأمور مما يجعله فريسةً سهلة للحيتان العائمة على سطح المياه الآسنة التي يتكاثر عليها البعوض وتعيشُ على عفونتها الحشرات السامة
نعم كثيرون هم الذين تناولوا الوطن ورجاله الذين صنعوا التاريخ ولوو عنقه ..كثيرون من حاولوا الاساءه لرجال كفهم مازال نديا وقلبهم مازال يهتف باسم الوطن فاستغلوا مواقع ليست لهم لينفثوا سمومهم على الوطن ورجالاته
وليس اكثر من صفحة تعدّ موادها في غرف سوداء مظلمة تفوح منها رائحة الغدر والمكر والخداع، وكما تكره خفافيش الظلام نور الشمس يكرهُ أصحاب هذه الوسائل الإعلامية الحقيقة لأنها لاتحقق أهدافهم ولاتتماشى مع مخططاتهم التي باع البعض لأجلها ضميره وشرفه وأخلاقه وقيمه، وأصبحا عبداً لأسياده الذين اشتروه بالمال وفرضوا عليه الطاعة حتى ولو طُلب منهم الظهور بين الناس عار مطأطئي الرأس ومارس أبشع أنواع الدعارة السياسية والعهر الإعلامي والفكري
ومن يراقب برامج هذه الوسائل و أخبارها ويقرأ ماتكتبه صحافتهم وتنفث من سموم يدرك وبدون أدنى جهدٍ فكري أن هؤلاء سُلبوا حريتهم كما سُلبوا كرامتهم، واستبيحت عقولهم ليُزرع فيها ألغاماً ومتفجرات لاتترك شظاياها حراً بلا أذية وآلام وأحزان، فهي وعلى مدار الساعة وبلا كللٍ ولا ملل وبلا حياءٍ ولا وجل تبثُ الأكاذيب تلو الأكاذيب مستخفة بعقول الناس متكئة على بعض الأمراض المزمنة في قلوب الموتورين والحاقدين والفاشلين... هدفها واحد وهو تمزيق جسد الأمة وتقطيع أوصالها والنيل من رجالات الوطن صانعي التاريخ وخلق مناخٍ للفتنة التي ينعق بها أعداء الحق وعملاء الباطل وأساتذة الرذيلة المشهود لهم بالكفاءة في هذا الاختصاص
ولكن، ومهما حاولت هذه الصحافة المشبوهة تزييف الحقائق وحجبها، فإنّ الوعي الجماهيري الذي تظهره ساحات الوطن سيبقى لها بالمرصاد إلى أن يدخلها في مزبلة التاريخ وبلا عودة إن شاء الله



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات