أوباما «بيونوكيوpinokio» القرن الواحد والعشرين


في مقابلةٍ لهُ حذّرَ الرئيسُ الأمريكيُّ باراك أوباما مِن أنّ أكبَر خطرٍ يتهددُ الدولَ العربيّةَ وخصوصًا في الخليجِ ؛ليسَ الحربُ مع إيرانَ ،وإنّما حالةُ الغضبِ الشعبِيِّ والسخطُ داخلَ بلادِهم ،مؤكدًا أنّ سُخطَ الشبّانِ الغاضبين العاطلِين ،والإحساسَ بعدمِ وجودِ مخرجٍ سياسِيّ لمظالمِهم ؛هو الأخطرُ مِن إيرانَ.
وقال: "لكنّ السؤالَ هو: لماذا لا نرى عربًا يحاربون الانتهاكاتِ الفظيعةِ التي تُرتكَبُ ضدّ حقوقِ الإنسانِ ؟!.
كلامُ حقٍّ أريدَ به باطلٌ ،فهو يريدُ صرفَ النظرِ عن الاستراتيحيةِ الأمريكيّةِ الصهيونيّةِ الإيرانيّةِ التي تلتقي عند نقطةِ تقاطعٍ واضحٍ وهو: معاداةُ العربِ والعملِ على تدميرِهم ،وإلغاءِ دورِهم ومحوِّ هويتِهم ، وتقاسمِ ثرواتِهم واستغلالِ مواقعِهم وإمكاناتهم في الصراعاتِ الدوليَّةِ والإقليميّةِ ،لذلك فإنّ حدودَ الخلافاتِ الإيرانيّةِ مع الغربِ بشكلٍ عامٍ ،وأمريكا بشكلٍ خاصٍّ ،تتمركزُ حولَ المناورةِ للحصولِ على مناطقِ نفوذٍ ومكاسبَ يحددُها الطرفانِ .
إنَّ إيرانَ ومهما اختلفتْ مع أمريكا والغربِ ،فإنّها خلافاتٌ تبقى في إطارِ التعاونِ والتلاقِي والتنافسِ على المغانمِ وحلِّ الخلافاتِ سلميًّا ،أو بالضغطِ والترهيبِ ،وفي أسوأ الاحتمالاتِ افتعالَ إشكالات موضعيّةٍ محدودةٍ ومؤقتةٍ ،وهذا هو بالضبطِ ما حددتهُ سياسةُ (مِحوَرِ الشرِّ).
لذلك يجبُ علينا أنَّ لا ننساقَ وراءَ هذهِ الإدعاءاتِ الكاذِبةِ ،وأنْ نكونَ صيدًا سهلاً لهذهِ التظليلات ،وأنْ نقعَ في فخِ أنّ إيرانَ تسلكُ نهجًا إيجابيًّا أو تحرريًّا حينما تختلفُ معَ أمريكا وإسرائيل ،ما دمنا نحنُ الضحيَّة لهذهِ الأطرافِ ،أو لبعضِها ،وما دامت إيرانُ وهي تختلفُ معَ هذين الطرفين ، تخدمُ مصالحَها هي وليسَ مصالحُنا نحنُ .
بلْ إنَّ هذهِ الخلافاتِ ،تتمُ مِن خلالِ قيامِ إيرانَ ،بتمزيقِنا وقتلِ شبابِنا وأطفالِنا ونسائِنا وشيوخِنا ،وانتهاكِ حرماتِنا ،وتدميرِ وطنِنا وسلبِ أجزاءٍ منه ،كما هو حاصلٌ على أرضِ الواقعِ.
لقدْ وصلْنا إلى ذروةِ تناولِ السُمِّ ،عندما وقفَ طرطورُ إيرانَ "حسن نصر" الله قبل أيام ،ورفعَ عقيرتَه وصاحَ بأعلى صوتِهِ : "إنَّ الأنظمةَ العربيَّةَ قد تخلَّتْ عن فلسطينَ ،وأنَّها أنظمةٌ عاجزةٌ ومتواطئةٌ ،وأنَنَّا نحنُ أذنابَ إيرانَ مَنْ يقومُ بالدفاعِ عن فِلسطينَ" لقدْ قامتْ إيرانُ بسرقةِ القضيّةِ الفلسطينيَّةِ ،والمتاجرةِ بها واستغلالِها علانيّة بسببِ تخلِّي الحكَّامِ العربِ عنها ،وغدرِهم بالشعبِ الفلسطينِيِّ ،لإخفاءِ جرائِمها في المنطقةِ العربيّةِ وخصوصًا في العراقِ ،مع أنَّ جرائمَها أكثرُ بعشراتِ المرّاتِ مِن جرائمِ إسرائيلَ .
طرشانُ وعميانُ وخصيانُ بعضِ النخبِ العربيِّةِ ،التِي لا تفرِّقُ بينَ الضميرِ والحميرِ ،يراهنون على إيرانَ ،ولا أدري كيفَ يراهنون عليها ؟! وهي تتحالفُ معَ الشيطانِ الأكبرِ أمريكا ،وتعقدُ معهُ المساوماتِ القذرةِ على حسابِ أمّتِهم العربيَّةِ ،والتي كان آخرُها الاتفاقَ النوويَّ؟!
وكيفَ يظنون أنَّ إيرانَ تدافعُ عن فلسطينَ ،وضباعُها فتكتْ وما زالتْ تفتكُ بالفلسطينيين في مخيماتِ الشتاتِ ،في العراقِ وسوريّا ولبنان؟!.
وهلْ هناكَ فرقٌ بين فلسطينِيّ يقيمُ في العراقِ ولبنانَ وسوريّا ،وآخر يقيمُ في غزَّةَ ؟وهلْ هناك فرقٌ بين عراقِيّ في الأنبارِ أو صلاحِ الدّين وفلسطينيّ في القدسِ او رامَ الله ؟
أوباما يكذبُ ،وحالهُ في الكذبِ كحالِ مَنْ سبقَه مِن الرؤساءِ ا\لأمريكيّين ،وهذا ما وضّحهُ تقريرٌ حديثٌ ولافتٌ للنظرِ لمجلةِ «أمريكان ثينكر» حيثُ قالَ: إنّ كلّ رؤساءِ الولاياتِ المتحدةِ يكذبون، لكنّ أسوأهم باراك أوباما ،ابتداءً مِن سياستهِ الخارجيةِ ،ووهمِ محاربتهِ لـ«داعش» والمنظماتِ الإرهابيّةِ الأخرى.
ووفقًا لشبكةِ «فوكس نيوز» الأمريكيّةِ، فإنّ الرئيسَ الأمريكيّ باراك أوباما ،حصلَ على أكبرَ كذَّابٍ على وجهِ الأرضِ بنسبةِ ٨١٪ من الأمريكيّين ،في عاميّ ٢٠١٤ و٢٠١٣ على التوالي، بحسبُ استفتاءاتِ لأكثرِ مِن مجلةٍ وصحيفةٍ وموقعٍ متخصصٍ ،منها الواشنطن بوست، وبوليتيفاكت، وحملَ لقبَ «بونوكيو» القرنِ الواحدِ والعشرين ،والمعروفِ عن قصةِ « بونوكيو أنَّها لولدٍ كان دائمَ الكذبِ ،وعندما يكذبُ كان يزدادُ أنفهَ طولاً».
ومِن أهمِّ المؤلفاتِ التي وجّهتْ لأوباما تهمة الكذبِ ،كتاب «You Lie» أو «أنتَ كاذبٌ» حيثُ وصفَهُ مؤلفُ الكتابِ "جاك كاشيل" بجملةٍ شديدةِ اللهجةِ وهي :«الكذبُ عندَ أوباما لا يعرفُ حدودًا»، وهى واحدةٌ مِن أجرأ الجملِ التي شملَها الكتابُ ،وتحدَّثَ عن ظاهرةِ أوباما التي هي مجردُ خدعةٍ وُضِعَتْ بعنايةٍ، حيث يُخفِى أجنْدَتهُ الحقيقيّةُ.
أمّا عن الإجابةِ على سؤالِهِ المتعلِّقِ بالانتهاكاتِ الفظيعةِ التي تُرتَكبُ ضدَّ حقوقِ الإنسانِ ،أضعُ أمامَكم هذا التقريرَ عن الشأنِ المصريِّ: "لروبرت كاجان"، زميلِ معهدِ « بروكنجز»، نشرته صحيفة الواشنطن بوست مؤخرًا لتتبينوا صِدقيَّةَ أوباما في ذلكَ ،قالَ كاجان: ((قدَّرتْ المنظماتُ الحقوقيّةُ في مصرَ أعدادَ المعتقلين السياسييّن بما يوازي 42 ألف معتقلٍ يعانون من وطأةِ التعذيبِ والاعتداءِ الجنسِيِّ وظروفِ الاعتقالِ الوحشيّةِ.
حتّى أنَّ أعمالَ القتلِ الجماعِيّ التِي طالتْ الكثيرين في عام 2013م ،لمْ تتعرضْ لأيَّةِ مساءلةٍ ،بلْ إنَّ منظمةَ العفوِ الدوليّةِ ،قامتْ بإدراجِ مصرَ كواحدةٍ مِن أكثرِ الدولِ التي أصدرتْ أحكامًا بالإعدامِ في العصرِ الحديثِ.
ويعقِّبُ قائلاً : إنّ الإجراءاتِ الوحشيّةِ للسيسي ،باتَ صوتُها مسموعًا في الآفاقِ . ثمّ يوجِّهُ لومَه للإدارةِ الأمريكيّةِ قائلاً: "لم تتعلمْ الولاياتُ المتحدةُ من التجربةِ بعدَ ،ففكرةِ دعمِ الحكامِ المستبديِّن كوكلاءٍ لأمريكا في معركتِها ضدَّ التطرّفِ في الشرقِ الأوسطِ ليستْ جديدةً ،ِ ولمْ يَعُدْ فشلُ هذهِ الإستراتيجية سرًا يُخشَى من إذاعَتُه".
ويُنهِي كاجان تقريرَه قائلاً : «من جديدٍ تعودُ الولاياتُ المتحدةُ إلى عهدِها السابقِ في مصرَ.
إنّها عقيدةُ نيكسون تُبعَثُ من جديدٍ. لا تزالُ الإدارةُ الأمريكيّةُ فريسةٌ لذاتِ الأوهامِ التِي تقولُ:بأنَّ الديكتاتوريّةَ تساوي الاستقرارَ، وبأنَّ القمعَ الوحشِيِّ هو ردُّ الفعلِ في مقابلِ التطرفِ.
ها هي الولاياتُ المتحدةُ تحتفي بالسيسيَّ ،كما احتفتْ بأسلافهِ :الشاه ومبارك وغيرهم من الحكّامِ المستبدين في الشرقِ الأوسطِ .إنّه رجلُنا حتّى يأتِي اليومُ الذي سنشهدُ فيهِ انهيارَ نظامِهِ» .
ولا أدري ماهيةَ الديمقراطيّةِ وحقوقَ الإنسانِ التي حقّقها السيسيِّ ،واطمأنَ إليها أوباما واعتمدَ عليها ،ليقدِّمَ لهُ أدواتِ القمعِ والتعذيبِ ،ليقتلَ بها شعبَه وينكل بهِ ،فليسَ مِن تفسيرٍ إلا أنَّ الحكومةَ المصريَّةَ تتلقّى الدعمَ في إطارِ عملِها خادمًا لمصالحِ الولاياتِ المتحدَةِ في المنطقةِ ،باعترافِ أوباما نفسه ،فلذلك لا تبالي الولاياتُ المتحدَةُ في أنها أي - الحكومةُ المصريّةُ - تنتهكُ حريّاتِ المجتمعِ المدنِيّ والأحزابِ والصحافةِ عبرَ قانونِ طوارئٍ سيئِ السمعةِ إذا هو من يُقدّم لنا العنفَ والقتلَ دونَ أيِّ أدواتِ مكياجٍ حضاريّةٍ .
فلنستمعْ إلى تعليقِ الكاتبِ الأمريكِيّ "ستيفن كوك" على قرارِ الإدارةِ الأمريكيةِ باستئنافِ تقديمِ السلاحِ لمصرَ ،بعدَ حظرٍ منذُ عامِ 2013في مقالٍ لهُ على موقعِ "مَجلِسِ العلاقاتِ الخارجيّةِ - CFR" الأمريكِيّ ،بالقولِ :( إنَّ قرارَ مجلسِ "الأمنِ القومِيِّ الأمريكِيّ" برفعِ الحظرِ عن تسليمِ طائراتِ F-16 ودباباتِ M1A1 وكذلك صواريخِ "هاربون" لمِصرَ ،بناءً على أمرٍ مِن إدارةِ الرئيسِ أوباما ،قدْ أثارَ ردودَ فعلٍ مثيرةٍ للجدلِ، ولاقى استنكارًا باعتبارهِ "عودة للعملِ المعتادِ مع مصرَ"، مشيرًا إلى أنَّ "النقاد يرونَ في هذا القرارِ أنّ واشنطن ألقتْ الديمقراطيّةَ جانبًا ،ولكنَّ الحقيقة أنّ أوباما قدْ ألقَى هذهِ الديمقراطيّةَ منذُ أعوامٍ ،حينما كانَ يتعاملُ بشكلٍ جيدٍ مع الرئيسِ مبارك ،حتّى أنّه حينما زارَ القاهرةَ في 2009، تحدّث عن الديمقراطيةِ بشكلٍ مقتضبٍ ،بما لا يزيدُ عن جملةٍ واحدةٍ".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات