صحفيون ولكن


هي معركة كسر العظام التي تقع بين كل من نقابة الصحفيين والحكومة فيما يخص آزمة صحيفتي الدستور والرأي ، وجاءت ذروتها الصغرى بإعلان النقابة أنها ستتوقف عن نشر اخبار الحكومة يوم الأثنين القادم ، وهنا كان على النقابة أن تحدد مفهوم الحكومة هنا كي يتمكن الجمهور من معرفة مدى قدرة النقابة على تنفيذ ضربتها ، لأن أخبار الحكومة في الصحافة تأخذ أشكالا عديدة ومتنوعه بناء على حجم وموقع الجهة الحكومية ، وفي نفس الوقت نوعية الخبر الحكومي الذي ينشر .

ولكل مطلع على العلاقة ما بين الحكومة والصحافة الورقية وبالذات صحيفتي الدستور والرأي يطرح نفس السؤال السابق؛ ومن باب معرفة قدرة النقابة على الخروج عن سكة قطار الحكومة وبالتالي تنفيذ تهديدها ، وتأتي أسس هذه العلاقة وبالإضافة للجانب المالي الذي تقوم به الحكومة كمساهم في تلك الصحيفتين من خلال مؤسسة الضمان الاجتماعي ؛ نجد أن تعيين رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير وهما يمثلان قمة التسلسل الإداري وبالتالي القرار يؤكد على عدم قدرة نظام وأسس هذه الصحف على التوقف عن نشر اخبار الحكومة ، وكذلك حجم وقوة النفوذ الحكومي في انتخابات نقابة الصحفيين التي يمثل العاملين في كل من صحيفتي الدتسور والرأي أكثر من ثلثي اعضائها يؤكد على تلك الحقيقة .

والشيء الأخر هنا يتمثل في أن كلا من الصحيفتين تحولتا ومع الوقت والنفوذ الحكومي الى مؤسستي معونة وطنية يتم من خلالهما دفع رواتب لعدد كبير ممن لهم متنفذين في جسم الحكومة وعبر عقود طويلة من تغول الحكومة على قرارات تلك الصحف سواء الصحفية أو الإدارية ، وكي لا نخرج عن سياق محاولة الربط بين عدم قدرة النقابة على تنفيذ تهديدها وبين عدم تحديدها لماهية الخبر الحكومي ، نجد أن قانون النقابة نفسه والمتعلق بالعضوية يشترط بنود من ابرزها ان يعمل الصحفي " غير العضو " في مؤسسة صحفية " ورقية " لفترة زمنية كي يتمكن من الانتساب لعضوية النقابة ، ورغم المحاولات الكثيرة من قبل الإعلاميين في البلد لتطوير وتوسيع هذا البند كي يشمل المؤسسات الإعلامية الأخرى كالإذاعات ومحطات التلفزيون؛ إلا أن إصرار النقابة وقوى النفوذ الحكومية على إبقاء الأمر على ما هو عليه يجعلنا نؤكد على عدم قدرة النقابة واعضائها في صحيفتي الدتسور والرأي على الالتزام بقرار حجب الأخبار الحكومية ، لأنها بذلك تطبق المثل القائل " لاتعض اليد التي تطعمك " لأن بذلك نكران للجميل وفي نفس الوقت خروج عن سكة قطار الحكومة التي نهايتها ستكون كارثة ضخمة ومدوية لكل الجسم الصحفي وللنقابة ايضا ، واخيرا لايمكن وصف تلك المعركة من محاولات كسر العظم بغير جملة واحدة " صحفيون ولكن " . 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات