شهداء تـنحني لهم الجباه


الجرح ينزف دما، ولون الدم يثير في النفس شجونا، وجرح القلب أكثر نارا، وأشد حرقة وأحر جمرا، وجع القلب يصعب تجاوزه، وموت العزيز يترك جرحا أبديا لا يندمل مع الأيام، بل أنه ينمو أسى لاذعا، هو كشجر الصفصاف يكبر سريعا، يورق حسرة ويثمر مرارة ويزهر علقما، عظيم أن تتعايش مع الألم، وتتسامر مع الحزن، وتهمس في أذن المصيبة.

هم شهداء عند ربهم يرزقون، هم ملح الأرض وزهر الروض وحراب البنادق، وغابة رماح لهم شرف امتشاق السلاح وحمل البنادق، ولباس الفرسان له هيبة ووقار، والزي العسكري له بهجة يعلو صاحبها نظرة عز وشعور ولاء، تأثيره هائل هذا الشعار اللامع.

نحن الأردنيون كحجر الصوان، نحن كجلمود صخر حطه السيل من عل، نحن شوك الورد، نغرف صبرنا من بحر، ونقطع عزيمتنا من صخر، أمهاتنا وأخواتنا وزوجاتنا تستقبل الشهداء بالزغاريد، وينثرن الورد على أرواحهم الطاهرة، تربينا على صوت البارود، ومواجهة المخاطر، وحب المنايا، نعشق الموت في سبيل الوطن، ونهوى ركوب الموج من أجل الحياة، آباؤنا وأخواننا وأبناؤنا يطلقون الرصاص احتفالا بالشهداء، شعب خلق من الصبر، وعاش بالصبر، لا يهتز له طرف ولا يرتعش له جفن، ولا يستسلم لخصم ولا يهادن على باطل، نشرب الماء الزلال، نحمل كبرياء العظماء وطهر الأنبياء.

قدرنا أننا الجيش الأشجع، والأكثر تدريبا وانضباطا وثقة، جيشنا أثبت أنه الأنسب والأفضل والأنبل، جيشنا محترف ومميز ومؤهل، وله سمعة دولية بوأته أن يلعب دورا مشرقا على مستوى العالم، فانتشرت وحدات حفظ السلام الأردنية تغطي وجه الكرة الأرضية.

عبق الشهادة تبدأ من معركة مؤتة لتتعانق أرواح عبد الله بن رواحة وزيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب مع روح عبيد الله المواجدة ابن الكرك التاريخ، وتنهض أرواح شهداء الكرامة لاستقبال روح جهاد المهيرات ابن البلقاء الشماء، وتسير قافلة الشهداء نحو اليرموك ليختلط دم ابراهيم الشرمان مع دماء شهداء جيش خالد بن الوليد، أما روابي قفقفا ومضارب بني حسن فتأبى أن تمر القافلة إلا وتعرج على بلال أبو حجيلة لتحتضن من ترعرع بين الشجعان واشتد عوده بين الكرماء، المحافظة الهاشمية كان لها شرف عامر الرواشدة الذي عطر بدمه الطاهر أرض الطفيلة الأبية، لوحة شهداء غطت تراب الوطن الطاهر، وسحابة رحمة أمطرت على ديار العز وامتحان عزيمة نجح به المؤمنون.

نحن نحظى بقيادة رسمت صورة ناصعة للأردن على المسرح الدولي، وبات الجندي الأردني ذو سمعة دولية طيبة، ومحط ترحيب وارتياح عالمي، ونجحنا في توفير الأمن والاستقرار في بقاع الأرض المختلفة، وطبق جنودنا معايير حقوق الإنسان بحيادية ونزاهة، ورفعوا اسم الأردن عاليا بين شعوب المعمورة، المجد والخلود لشهداء الإنسانية رجال الأردن الأبرار.



تعليقات القراء

شلاش الخالدي
شكرا علي باشا على المقال الرائع رحم الله شهدئنا الابرار
19-10-2009 03:17 AM
عميد متقاعد محمود الترك
الى المدرسة التي تعلمت منها كيف يكون الايمان المطلق بالقضاء والقدر وكيف يكون شكل الشجاعة
الى الانسان التي تعلمت منه الصدق والرجولة
الجرح واحد يا باشا ولكن قول الله جات قدرته هو الفصل((ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله اموات بل أحياء عند ربهم يرزقون)) وماذا نريد أكثر من ذلك
شكرا على المقال ايها الرجل الصادق
20-10-2009 11:17 AM
حسين علي حسين المحارمه
عرفتك يا باشا ضابطاً في القوات المسلحه ألأردنيه وتحديداً في القوات الخاصه الملكيه ثم انتقلت الى ألأمن العام الى ان وصلت نائباًلمديره وفي كل المواقع التي اشغلت كنت مثالاً للتميز وكتلةَ من النشاط والحيويه ولكنني لم اعرف انك اديباً وكاتباً تستطيع ان تُطّوع الكلمات وان ترسم بألالفاظ لوحلت وطنيه رائعه . مباركة هذه المدارس الهاشميه التي تخّرج القاده الأدباء
21-10-2009 01:00 PM
معاني
يا اخ علي باشا ندعوا لهم بالرحمة ولانقول عنهم شهداء فالشهداء معروفين في القراّن والسنة حتى من تراه يقتل لتكون كلمة الله هي العليا قول عنه نحسبه شهيد ولا نزكيه على الله لانه لايعلم لسرائر الا الله وحده .. مع احترامي لك
26-10-2009 01:53 PM
الحنيطي
انا المهندس ثامر الحنيطي شقيق الشهيد بلال ابوحجيله الحنيطي اود ان اقدم جميل الشكر للكاتب على الكلمات الرائعه التي تثلج القلب بسمو معانيها واثرها في نفوسنا....جزاك الله عنا كل خير
05-01-2010 02:16 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات