خاص - كتب أدهم غرايبة .. فحصت لجنة مؤهلة من مؤسسة الغذاء و الدواء عينات من شحنة القمح البولندي المستورد من قبل شركة خاصة لصالح وزارة الصناعة و التجارة فوجدتها غير مطابقة للمواصفات و المقاييس الاردنية , بعكس نتائج فحص الوزارة ذاتها التي ظل دفاعها عن النتائج ركيكا و فيه مراوغة . نتيجة لتمسك كل طرف بنتائجه تبرز فكرة اللجوء ل " لجنة محايدة " تفصل نهائيا بالموضوع, و كأننا امام نزاع دولي لا مجرد اختلاف في نتائج مؤسستين وطنيتين !

مؤسسات الدولة الرسمية لا تثق ببعضها اذن ! و لا تعمل بإنسجام , و كل منها " يطحن " على ليلاه !
من حيث المبدأ , لمجرد أن تتناقض نتائج اللجنتين السابقتين و يثور لغط حول صلاحية القمح المستورد فأنه من الواجب , أخلاقيا على الاقل , أن ترد الشحنة و تمنع من دخول البلد . حينها يعرف التجار ان لا تلاعب بالبضائع فيرتدعوا !

حتى لو قبلنا فكرة " اللجنة المحايدة " و التي لا نعرف مدى أهلية اعضائها و مرجعياتهم , فإن إعادة فحص عينات جديدة لم يعد مقبولا فنيا بحسب رأي مدير عام مؤسسة الغذاء و الدواء بعد ان تم تفريغ الشحنة من الباخرة !
بالأساس كيف يتم تفريغ شحنة مشكوك في أمرها و لم يتم اتخاذ قرار نهائي بها ؟! و لماذا لم يتم فحص عينات منها قبل مغادرتها بلد المنشأ من قبل لجنة اردنية لتقرر صلاحيتها من عدمه , ثم يعاد فحصها سريعا بعد وصولها للتأكد من ان غشا لم يصبها اثناء الشحن قبل وصولها الينا ؟!

وزارة الصناعة و التجارة وزارة حيوية , من المفترض ان تكون هكذا اقله , و من واجبها أن تتشدد في سلامة الغذاء و الدواء و غيرهما من سلع تصلنا , و تحمينا من شجع تجار لا وازع اخلاقي يردعهم . لا ان تحمي مصالح التجار المبالغ فيها على حساب صحة الاردنيين.

في العناوين الرئيسة للاخبار اليوم ورد النص التالي " مصير شحنة القمح بيد النسور " !

يا حبيبي !
طيب اذا قرر " النسور " هذا ان تدخل شحنة القمح " على فرض اننا لم نلتهمهما خبزا منذ ايام " , فهل تحل بركته عليها لتبيد الحشرات و تزيل الاصباغ المسرطنة منها ؟!
أعطوني إنجازا واحدا يحسب لكل حكومة النسور او أسما لفاسد أحالته للقضاء كي اثق بأنهم محل ثقة و مؤتمنون علينا و يراعون فينا ذمة !

إذا كان الأمر بيد " النسور" فما حاجتنا لمؤسسات و وزرارات واجبها ان تفحص و تدقق ؟! و ما هي المعايير التي سيتند اليها اذا قرر ادخال الشحنة و قبولها ؟ و هل ستقبل الفاضلة " ام زهير " ان تعجن لزوجها منه ليظهر هو على الشاشات و هو يأكل من " شراكها " ليقنعنا بسلامة القمح ؟!

هناك بلاهة عامة و بلادة ضمير و سلبية تثبت أكتاف الأردنيين تمنعهم من الإعتصام بمئات الالاف امام الدوار الرابع للمطالبة بإقالة الحكومة و محاسبتها لمجرد السماح بدخول اغذية و ادوية و بضائع رديئة تؤذي الاردنيين و تجعلهم من اكثر شعوب العالم المصابة بالسرطانات . ناهيك عن حكومات اخرى كان يجب ان تحاسب لأننا لم نعد نأكل من قمح بلادنا بعد ان كنا حتى السبعينات نصدره لأوروبا !
عموما شحنة القمح ليست بيد " النسور " ... بل في معدة الشعب !