الورّاق


الورق هو ما يُكتب عليه ومن يَكتب ويبيع ما يُكتب يسمى وراق ؛ ومهنة الوراق في القديم عادلت منهة الوزير وأعلى منها في هذه الأيام ، وتولى الورّاق مناصب عدة في التاريخ البشري نتيجة للحاجة له في كتابة ما يقول الحاكم في مراسلاته وتعميماته للرعية، ومع التطور الطبيعي للحياة توقفت مهنة الورّاق وحلت مكانها المطبعة وانتقلت مهنة الورّاق من الكتابة على الورق لبيع الكتب ، واستمرت تلك المهنة لعقود طويلة من الزمن ، وتعدد الورّاقون نتيجة لإنتشار المطبعة وتنوعت مهنتهم بتنوع حاجات المجتمعات البشرية .

وجاءت فترة الصحافة كمهنة للورّاقين المهنيين وأحدثت تطورا كبيرا في هذه المهنة وتخصصاتها ، واجبرت الدول على تنظيم هذا المهنة بقوانين تضمن لها كدولة صاحبة حق التشريع لهذه المهنة بالعمل ، ودارت معارك حامية ما بين الورّاقين " الصحفيين " والحكومات الرسمية والشركات الخاصة وانتهت بفوز " خادع " للوراقين توهموا في فترات كثيرة بأنهم يملكون حرياتهم في التعبير ويلعبون دورهم في الرقابة على أداء تلك الحكومات والشركات ، وغاب عن ذهن الورّاقين ان ورقهم وما يخطون عليه بحاجة لأموال ضخمة كي يستمر ، وأن اعدادهم فاقت حاجات المهنة وشكلت ترهلا وظيفيا واداريا لدرجة أن توقفت تلك الحكومات والشركات عن تمويلهم ؛ كون هذا التمويل تحول لمعونة مالية تدفع بقوة الورق الذي أصبحت نهايتة على رفوف خزائن مطابخ السكان وللف الخضار وكراسي للعجزة بعد أن تصف فوق بعضها البعض وتربط بحبل بلاستك .

ومرة السنوات وجاء أصحاب مهنة جدد يطلق عليهم " الإنترنتيون " وهؤلاء ليسو بحاجة للورق أو الحبر أو شبكة ضخمة من الموزعين ، وقامت الدنيا ولم تقعد وترهلت اجساد الوراقين وخرجت من تحت ايديهم قوة ورقهم ورفضتهم الحكومات كون زمنهم قد ولى ، ومع ذلك ما زال الورّاق يحاول القفز على التطور التاريخي بأن يصبغ شيب شعره باللون الأسود ، وهو لايملك قوة وعنفوان الشعر الأسود الحقيقي " للأنترنتيين " وسجن نفسه بين أكوام الورق ولون صبغة شعره السوداء وأكتفى بأنه كان ورّاقاً في جزءاً ما من تاريخ البشرية .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات