لماذا تأخرت الخارجية الأردنية ؟


طلابنا في اليمن والجاليه الأردنية كذلك يصل من طرفهم اخبار كثيرة ومقلقة لأهاليهم ؛ الذين يبحثون عن خبر يطمئن قلوبهم عن أولادهم وأقاربهم ، وفي النهاية تعلن وزارة الخارجية بأنها قامت بإجلاء 48 أردنيا من اليمن ، وهي بذلك قامت بدورها المنوط بها كوزارة للخارجية الأردنية ، والشيء الأخر هنا أن أصوات الأهالي ليست بأعلى من صوت الخارجية في مثل هذا الخبر .
والبحث عن أسباب تأخر وزارة الخارجية في إجلاء الرعايا الأردنيين من اليمن يمكن تفسيره في جانبين ؛ الأول يقول أن وزارة الخارجية لم تكن على علم بما تم اتخاذه من إجراءات عسكرية أردنية نحو ما يجري في اليمن ، والتي تتمثل في مشاركة الأردن بتحالف عاصفة الحزم ، وهنا يبرز الخط الأحمر الذي لايجب تجاوزه من قبل الجهات العليا والتي لها صلاحيات اتخاذ قرار المشاركة العسكرية في أي تحالف دولي ، وهو التحالف الذي قام بالتخطيط للأماكن التي يراد قصفها في اليمن وحجم القصف وتأثيره على مجريات الحياة اليومية لليمنيين وبالتالي لكل من يقيم في أرض اليمن ، وهنا تم تغييب وزارة الخارجية عن هذه المعلومات واصبح دورها يتمثل في البحث عن مخرج للمآزق السياسي الذي وضعته فيها تلك الجهات العليا.
والجانب الأخر الذي يؤكد على حقيقة أن وزارة الخارجية ممثلة بسفارة المملكة في اليمن ليس لديها أية معلومات عن أعداد الأردنيين المقيمين في اليمن من طلاب وغيره ، وبالتالي فهي تجهل تماما أماكن تواجدهم ، وهذه الأماكن ربما تم طلبها من الجهات العليا قبل بدء عاصفة الحزم ولم تكن متوفرة لدى الخارجية الأردنية ، مما إضطر تلك الجهات ونتيجة لإرتباطها بتحالف عربي ودولي أن لاتنتظر ما ستقدمه الخارجية من معلومات ليست لديها في الأصل ، مما يحمل في النهاية المسوؤلية للبعثات الدبلوماسية الأردنة في الخارج وخصوصا اليمن على ما ألت اليه اوضاع الرعايا الأردنيين فيه .
والنتيجة لسوء التقدير والمتابعة من قبل وزارة الخارجية أن أصبح الرعايا الأردنيين في اليمن جزء من مشكلة أكبر من مجرد مواطنيين بل أصبحو يمثلون هدفا لجماعات الحوثيين يتم من خلال الضغط على الأردن نتيجة لمشاركته في تحالف عاصفة الحزم ، وبالتالي فان كرة ثلج سوء إدارة ملف الأردنيين وتأخر " ناصر جودة " في تزويد الجهات الأمنية بالمعلومات عن الرعايا الأردنيين في اليمن سوف تكبر مع الأيام ، ولايكفي أن تعلن وزارة الخارجية بأنه ليس هناك أردنيين محتجزين في اليمن كي تهدء من قلق الأهالي ، وذلك لأن أرض المعركة في اليمن متغيرة بشكل يومي ودون وجود ضوابط لهذا التغيير الذي يمثل حالة من الفوضى الأمنية ، وفي نفس الوقت استخدام كافة الوسائل لتحقيق النصر لكل من طرفي المعركة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات