هل يوجد مستقبل للعرب؟


بقرار غير مسبوق أعلنت عشر دول عربية بقيادة السعودية الحرب على دولة عربية شقيقة عضو في الجامعة العربية و عضو في الأمم المتحدة .

لا يزال بعض الدول العربية تعتمد على قوة الآخرين ، سواءٌ في حماية نفسها ، أو في التحريض للعدوان على دول أخرى في المنطقة. و تسخر النفط للضغط على الدول الكبرى ، ولكن الدول الكبرى لا تتحرك إلا وفق مصالحها ، دون الاكتراث برغبات الدول الأخرى.

وتقوم سياسة هذه الدول على العدوان ضد سوريا والعراق وقوى المقاومة ، وتنطلق من أسباب واهية مرتكزة على المذهبية والطائفية. وتتدخل بشكل سافر في الشأن الداخلي للدول العربية و يتجلى هذا الآن في الهجوم غير المبرر على دولة اليمن .

لقد حردت هذه الدول على الولايات المتحدة الأمريكية بسبب وقف الضربة العسكرية التي كانت تعتزم القيام بها على سوريا ، حيث تراجعت واستدارت بسياستها نحو التوجه للتفاوض مع النظام السوري بقيادة رئيسه الدكتور بشار الأسد . كما حردت على حليفتها الأمريكية بسبب المفاوضات الجارية مع إيران للتوصل إلى توافق واتفاق على المفاعل النووي الأمريكي.

فلماذا تقلق هذه الدول من التقارب الإيراني الأمريكي الأوروبي؟ . وهل صحيح أن إيران تهدد أمن الدول العربية ؟ . ولماذا لا تقوم بمبادرة تجاه إيران تقوم على الحوار والمكاشفة ، كما دعا إلى ذلك وزير الخارجية الأردني الذي قام بزيارة لإيران في الثامن من آذار الجاري ، وصرح بأن من المفيد أن يفتح حوار عربي إيراني لإنهاء حالة التوتر بين الطرفين ، والدخول إلى مستقبل مشترك يحفظ أمن واستقرار دول المنطقة المنهكة من الحروب المزمنة ، والتي يُخشى أن تتجدد بالحرب الجديدة التي بدأتها الدول العشر ضد اليمن ولا يعرف تداعياتها ونتائجها التي ستكون مدمرة ومخربة للعلاقات العربية العربية.

لقد تحولت هذه الدول إلى دول مهمشة ، بعد فشل مخططها في قلب وإسقاط الحكم في سوريا ، وتقارب إيران مع دول الغرب وأمريكا ، وإخفاقاتها في الاستمرار على الهيمنة على دول وشعوب المنطقة . وسخرت البُعد الطائفي لمواجهة المشروع الإيراني القائم على التحالف مع القوى المعادية للمشروع الأمريكي الصهيوني ، ودعم قوى المقاومة الفلسطينية بغض النظر عن المذهبية أو الطائفية.

لقد حدث تغيير في سياسة بعض الدول بقدوم الملك الجديد سليمان يقوم على بناء تحالفات على أساس مذهبي ، كما هو واضح الآن في إعلانها الحرب على ( أنصار الله ) أو الحوثيين كما يسمونهم بحجة التمدد الإيراني في اليمن . كما تعمل اليوم على بناء تحالف ( سني ) من دول الخليج وبعض الدول العربية وتركيا مدعوم بقوة عسكرية رادعة لمواجهة أي عدوان على أي دولة عضو ، ومكافحة الارهاب الممثل بالقاعدة وداعش دون جبهة النصرة !! فما هي الأهداف اللاحقة ؟ .

هل سيكون هناك برنامج اقتصادي تنموي ينهض بهذه الدول المنضوية في هذا التحالف ؟ وهل سيتوسع هذا التحالف عسكرياً لاستهداف دول أخرى يعتبرها معادية كما استهدف اليمن ؟ و ما هو موقف هذا التحالف من العدو الأوحد للأمة و هو الكيان الصهيوني ؟؟ .

ليس لهذه الدول خطة استراتيجية واضحة حتى الآن ، ولا تزال تبني سياساتها على ردود الأفعال .

إن التحالف العربي المطلوب اليوم هو الذي يجمع و يوحد ولا يفرق ، القائم على فكرة الدفاع المشترك و على بناء قوة عسكرية عربية قادرة على رد العدوان الخارجي سواءً كان أمريكياً أم إسرائيلياً . و هو التحالف الذي يسد الفراغ الذي تملؤه القوى الأجنبية العسكرية .

إن المطلوب اليوم عربياً هو خلاص عربي من التبعية للأخرين ، و بناء الشخصية العربية القادرة الواعية المسلحة بالعلم .

إن الأمن القومي العربي هو الذي يحافظ على سيادة و استقلال الدول العربية و يعاقب كل من يحاول الاعتداء على أي دولة و يقف إلى جانبها . لقد هبت على الأمة عواصف كانت نتائجها التدمير و الخراب . و نحن اليوم بحاجة لخطط بناء و تنمية و مشاريع استراتيجية تعيد لأمتنا أمجادها الغابرة ، و تنقلنا من عصر التبعية و التخلف إلى عصر اللحاق بالأمم المتقدمة التي كشفت أسرار الكون والبحار و وصلت بعلومها إلى ما فيه خير و ازدهار و أمن البشرية ، فهل نخرج من هذه الحرب و ندخل في مستقبل أفضل ؟!! . أستبعد ذلك . 



تعليقات القراء

MIMI
يا سعادة النائب وبعدين معك؟ ايران بلعت لبنان وسوريا والعراق وما حكيت شي..ولما بدها تبلع اليمن كمان ما علقت لكن لما بدهم يحرروها صار الوضع هجوم على دولة عربية..مش لهالدرجة...
30-03-2015 10:11 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات