الوسطية في مواجهة الارهاب والتطرف


قيض لي وعلى مدار يومين المشاركة في المؤتمر الدولي الذي عقد في عمان قبل ايام حول " دور الوسطية في مواجهة الارهاب والتطرف وتحقيق السلم العالمي "حيث ناقش المؤتمرون من علماء ومفكرون واكاديميون وعلى مدار يومين اكثر من خمس وعشرون ورقة عمل ركزت هذه الاوارق البحثية على خمسة محاور – منها محاور للاطار المفاهيمي لمعنى الارهاب والتطرف والغلو واسبابه ومنابع فكر التطرف واسبابه ومخاطره واثاره اذا ما استمر بدون علاج على الفرد والجماعات والدول والنسيج الوطني للاوطان والبلدان و محاور عن دور المؤسسات الرسمية والاهلية ومنظمات المجتمع المدني والشعبي ودور الاعلام في مواجهة هذه الظاهرة وترسيخ قيم الاعتدال والتوازن والاستقرار في المجتمعات من خلال رؤية وسطية تستمد منهجها من القران والسنة النبوية الشريفة ومن خلال فهم عميق لمعنى الوسطية ومنهج الاعتدال في تحقيق الاستقرار والامن للافراد وللمجتمعات وللسلم العالمي - ان وجود الاستبداد والظلم وامتهان الكرامة الانسانية والفقر والجهل كلها تشكل في مجموعها حواضن للارهاب والتطرف والغلو كما ان غياب الفهم الصحيح لمبادىء الاسلام الحنيف وعدم قيام العلماء بدورهم الصحيح في توعية الامة والمجتمعات بخطورة ظاهرة التطرف ومدى تأثير ذلك على المجتمعات زاد الطين بله في بروز هذه الظاهرة غير الايجابية الى حيز الوجود .لقد سعى المؤتمر الى ابراز الصورة المشرقة للاسلام الحنيف وبيان الدور المناط بالعلماء والمثقفين لتأصل دورالمنظمات في تبني دور الوسطية والاعتدال في المجتمعات الانسانية وتحديد مسؤوليات المجتمع كله - افرادا- واسرا –ومراكز بحوث - وجامعات - لتقديم حلول عملية لظاهرة الارهاب والتطرف . لقد خرج المؤتمرون بالعديد من التوصيات الهامة منها ضرورة اعادة النظر بالمناهج التربوية والتعليمية وضرورة العناية بالشباب والمراة وتاكيد دور الاسرة في التربية والتوجيه واجراء الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعدم تهميش الاخرين والاعتراف بالتعددية وهذا من سنن الكون والاعتراف باهمية الدولة الوطنية واعتبار المواطنة هي اساس التعامل المبني على سلسلة الحقوق والواجبات – لقد فعل المنتدى العالمي للوسطية خيرا بعقد هذا المؤتمر في الاردن – فالاردن يعتبر من الدول التي ترعى النهج الوسطي والاعتدال والتوازن في كل شىء والاردن هو المؤهل لكي يلعب دورا هاما واستراتيجيا في تجسيد صورة الاسلام المشرقة تطبيقا عمليا في القول والفعل - لقد تزامن انعقاد المؤتمر الدولي حول : دور الوسطية في مواجهة الارهاب وتحقيق الاستقرار والسلم العالمي - في عمان - في نفس الوقت الذي كان صوت جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين يٌدوي في ارجاء برلمان الاتحاد الاوروبي يوضح للعالم وعبر منبر اممي صورة الاسلام الحنيف في التسامح والاعتدال ونبذ الارهاب باشكاله ومسمياته – ان نهج الوسطية هو خيار الاستقرار والتنمية فهو وحدة المؤمل لاعادة الثقة بين ابناء الامة الواحدة وبينهم وبين محيطهم الحضاري وهو وحدة المؤهل لاعادة منظومة التوازن من خلال المشاركة في العمل والبناء وحل الخلافات والنزاعات بالحوار ورفض الصدام والتكفير والتفجير والعنف مهما كانت اسبابه ومبرراته .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات