يسألونك لماذا قتلت ؟


جاء تصريح وزير الخارجية الأمريكي الأخير والمتعلق بضرورة التفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد ليقلب الطاولة على الكثير من أطراف الصراع السوري الحالي ، وهذا الموقف الأخير لأمريكا جعلني أتذكر حوار تم بيني وبين أحد الشباب السوريين المقيمين في الأردن " لاجىء" ، كونه وضع أهله في " خانة اليك " عندما أصر على الذهاب للقتال في بلاده من أجل سوريا ، ولأنه يرفض أن يسأل بعد ان تحرر سوريا "؟؟؟؟" أين كان ؟ ويجيبهم بأنه كان في مدينة الرصيفة في الأردن .

ويذكر التاريخ العربي القريب جدا أن الصراع كان ذو اتجاهين فقط " عربي اسرائيلي" ، وأدى ذلك توحيد الجهود " النضالية " وتشعبها في كافة أطراف الوطن العربي ، وقلبت الطاولة ثلاث قلبات " معاهدات السلام مصر والأردن وفتح " وتاهت بوصلة النضال العربي ، وفي سوريا اليوم يوجد مئات الأطراف التي تقاتل بعضها البعض وتحت مئات المسميات والولاءات السياسية والطائفية والمناطقية لدرجة أن البحث عن عدو لا يحتاج لأكثر من زاوية شارع يتم القتال فيها وعليها ، أو ربما كلمة تقال ويتم يجييرها دينيا أو طائفيا أو مناطقيا .

ويخشى هذا الشاب السوري أن يسائل " أين كنت ؟ " وأجبته بأنك كنت في قلب سوريا التي تركتها كما يريدها أهلك وليس كما يريدها من تبقى من امواتها وهم ينظرون لزوايا شوارعها وأزقتها ، وانك كنت في سوريا قبل ان تهدم وتدمر مدنها وتاريخها وأنك حملت معك صورة سوريا الجميلة ولن تنساها ، وأنك ترفض أن تصبح جزءا من حجارتها التي دمرتها نزوات طائفية ومناطقية ، وفي النهاية أنت في سوريا ليس لك عدو واحد بل هناك مئات الأعداء فمن أجل من ستموت يا بني؟!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات