اشكالية الرفيق


مازال الرفيق ذاته كما التقيته في مطلع السبعينيات. وبحسب معلوماتي المتواضعة عنه انه لم يشارك في حرب تشرين وليست له اي مساهمة ثورية او قتالية في معركة حرب تشرين على الجبهتين السورية والمصرية ، وحينما تساقطت جمهوريات الاتحاد السوفييتي الواحدة تلو الاخرى لم يكن يفعل اي شيء سوى التحديق بهزيمته وانتظار النتائج التي ادت الى تسيد سياسة القطب الواحد. والحضور الطاغي لامريكا في الساحة الدولية.

وحتى عندما تساقطت ابراج نيويورك وصار الاسلام هو العدو الاوحد للعالم وصار ابن لادن المطلوب رقم واحد هو وطالبان وافغانستان لم اسمع منه اية ملاحظة.

وبحسب علمي ايضاً انه وطيلة الحصار الجائر على بغداد واحتلالها واعدام الرئيس صدام حسين لم يفعل اي شيء ازاء كل هذا. وكنت قد راقبته خلال الاعتداء الاسرائيلي الغاشم على غزة فلم الحظ اي انفعال على ملامحه.

مازال الرفيق ذاته كما هو يحفظ كتاب رأس المال ويعي تفاصيل اغتيال تروتسكي ويحفظ عن ظهر قلب كراسات لينين والكراسات الثورية التي كانت تصدر في بيروت ويحفظ اشعار بابلفو نيرودا ويمجد ديمومة كاسترو في كوبا وانتصار ثورته ، ويحفظ اسماء كل الطغاة الذين حكموا دول امريكا الجنوبية ويعي مؤامرة السي اي ايه على اليراني مصدق واعادة الشاه ويعرف الجهد الذي بذله ماو ورفاقه في تحصين الصين وانتصار ثورتهم الثقافية.

الرفيق مازال يمتلك انتصاب القامة ذاتها وما زال يمتلك تلك الاكتاف المتقاربة على بعضها كدليل على الانكباب القرائي. وما زال حينما يصافحني يتعامل معي بابوة نضالية لا ادري من اين ينتجها. وما زال حينما يسمع وجهة نظري يباركها بنوع من الاطمئنان على نموي الذهني والثوري.

الرفيق تحار في وضعه السياسي أهو من الحزب الشيوعي او من صقور الاخوان المسلمين ام هو بعثي ام هو من غلاة الماركسيين الجدد ام هو مجرد نبت شيطاني.

الرفيق تحس انه سيد التنظير في كل الاشكالات السياسية في العالم وانه دائم الوقوف الى جانب المستحيل الرافض لكل شيء.

الرفيق ذاته الذي وكلما اقابله احاول ان اقول له دلني عليك يا رفيق فيتملص مني وكأنه يعي قسوة السؤال المتوقع ونكتفي انا وهو بتبادل نظرات الارتياب.

khaleilq@yahoo.com



تعليقات القراء

القنفد
رائع
ذكرني هالمقال بمظفر النواب حين قال

" ويدافع عن كل قضايا الكون ويهرب من وجه قضيته....."
18-10-2009 05:37 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات