الاسلام السياسي والايدولوجيا


في توظيف قذر للمعتقدات , والديانات , والقيم , والاعراف , لفقت الرأسمالية التهم للشيوعيين والماركسيين , والقوميين , والتقدميين , واتهمتهم بالاباحية , وبالالحاد , والزندقة , التهم التي تمس نواميس الشرق , ومرجعايته , وقيمه الاخلاقية , ادراكا"منها بأن المساس بهذه الاعتبارات خروج سافر , وذنوب غير مغفورة وتجاوز لكل الخطوط والمحاذير لكل من يوصم بها .

وبرغم ان ضوابط اليساريين , والقوميين , والتقدميين الاخلاقية وصرامة التزامهم بها في مقدمة اولويات نهجهم , وسلوكهم ,وممارساتهم العملية , ومواقفهم المملوسة , وان كان هناك خروج من البعض فهو خروج وحالات فردية لا تحسب على الايدولوجيا , ولا على المرجعيات والادبيات الفكرية التي تعلي من شأن الانسان كقيمة اعلى واسمى يُضر المساس بها والحط من قيمتها .

وعلى العكس فان من لفق التهم , ووظف الته الاعلامية , والفاشية الدينية , هو المتهم الحقيقي الذي لا ضوابط اخلاقية له , ولا احترام لدين , ولا لقيم , ولا ية اعتبارات انسانية زلا قيمة لديه تعلو على قيمة المصلحة الفردية , و سوى جني المكاسب , والارباح تحت اي عنوان , وباي اسلوب . .

وقد شهدنا في الاونة الاخيرة اباحة الدعارة والقتل والتدمير للحضارة والاعتداء على اصحاب الديانات والمعتقدات , وعلى مقدساتهم , ودور عبادتهم وارثهم الحضاري التاريخي , باسم الدين ، ولاحضنا ان من يروج , ويحلل ويحرض على هذا السلوك هي المراكز الدينية ، كالازهر ، ودور الافتاء , والاتحادات (الاتحاد العالمي للمسلمين " ورئيسه القرضاوي الذي نذكر كيف حرض على قتل القذافي, وبشار الاسد , وتدمير بلده مصر) ,والمنظمات , والمنابر الاسلامية , بما فيها دور العبادة , والمساجد التي لم تنجو من استهدافهم , واستثمارها كمنابر تحرض على القتل , والتدمير, وارتكاب الموبقات المشينة .

كل هذه الجهات , الاشخاص , و الادوات , تدار من غرف المخابرات التابعة للادارة الاميركية والاطلسية وتمول من دول واثرياء الخليج باوامر من اميركا .
هذه المؤسسات التي حللت وحرضت على ما يطلق عليه جهاد النكاح , ومشتقاته ، كرضاعة الكبير , ومضاجعة الميتة , والميت , والرجال, والاطفال , ومضاجه , الاخت , والبنت والام , وتقديمهن للمجاهدين كادوات متعة , واكل الحي , و المرتد , والذمي دون طبخة في ردة اخلاقية , وخرق لكل القيم والاعراف ، وهو سلوك يندرج في توظيف الراسمالية للدين في خدمة مشروعها الاستعماري , وتسليع كل الاشياء والقيم والمعتقدات بما فيها الانسان , فقد اعتبرت الراسمالية المراة سلعة ووظفت جسدها للترويج للبضائع والسلع واضطهدتها واستغلتها واضطرتها لبيع جسدها في درو الدعارة المرخصة في ظاهرة راسمالية تعتبر وصمة وعار في جبين الراسمالية والانسانية , وهي الان توظف الدعارة في مشروعها بغطاء ديني مزيف .
تلك همجية وظلال غير مسبوق الا في العصور الغابرة , المندثرة , البدائية حيث مارس مدعي الدين القتل ببشاعة تفوق كل بشاعات , وانتهاكات الهمجية على مدار العصور .

ان من يقف خلف هذه الممارسات هي الراسمالية الاطلسية الاميركية , معقل الامبريالية القبيحة التي توظف كل ما من شأنه خدمة مشروعها الاستعماري دون ضوابط من اي نوع , والمؤسسات التي رعتها وفرضت تمويلها , على مشيخات النفط ، واثريائها ..

لقد نأى الشيوعيين , واليساريين , والقوميين , والتقدميين وكل الملتزمين ايدولوجيا بانفسهم عما يخدش الحس , والحياء العام , واحترموا قيم مجتمعاتهم , وناضلوا , وضحوا من اجلها , ودفعوا اعمارهم على شكل اغتيالات واعدامات وسجون ومنافي , ناضلوا بصمت انكروا ذواتهم , ونظموا العلاقات الانسانية على ارفع السويات الاخلاقية , و اعلوا من شأن المرأة وبوئوها مكانها اللائق , وضبطوا الحب المتبادل بين الجنسين بمنظومة رفيعة من الصلات بلا تشريك , ولا فجور , بل بحدانية الحب الطوعي الخالي من الاغراض والمصالح والاستغلال الطبقي و المبني على صلات انسانية رفيعة ,خالصة . .

ان ما نشهده الان من ممارسات اخلاقية وانسانية منحدرة تضع شعوبنا العربية من وجهة نظر العالم المتحضر في ادنى درك السلم الانساني , و الانحدار , والانحطاط , والتردي الذي يحسب على الاسلام على وجه الخصوص برأيهم , وحسب اعتقادهم .
.

وبذا تنفضح الجهات التي شوهت الشيوعيين ,واليساريين والقوميين والتقدميين ونضالاتهم الذين الصقت بهم زورا لانهم استهدفوا في المقام الاول الراسمالية كنظام يستبد بالفقراء ويسرق كدحهم وثرواتهم ، ولنضالهم ضد الاستعمار, والقهر , والاستغلال , والاستبداد , كان لابد من تلطيخ سمعتهم باوصمهم وتلطيخ سمعتهم زورا وكذبا وتظليلا بما يمس اعلى قيم يؤمن بها الانسان وهي بخرق التعاليم الدينية والقيم الاحلاقية .

اي بالاباحية والالحاد وقمع المتدينين والملتزمين فكريا واستهداف دياناتهم ومعتقداتهم ، خلافا ً للواقع والحقيقة التي تؤكد عبر عقود نضالاتهم على احترامهم الكبير للمعتقدات وحرية الرأي .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات